ما وراء الخبر

أميركا تبدأ سحب قواتها من العراق.. هل هي مناورة مع إيران وأعداء الداخل؟

قلل أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عبد الجبار أحمد من أهمية القرار الأميركي ببدء سحب قواتها القتالية من العراق، مؤكدا أن الأمر قد لا يعدو أن يكون مجرد مناورة مع إيران والمسلحين بالداخل العراقي.

وحسب تصريحات عبد الجبار أحمد في برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/8/9)، فإن أميركا أرادت من وراء قرارها هذا إرسال عدة رسائل منها الالتزام بمخرجات الحوار الإستراتيجي الذي جرى مع القوى العراقية السياسية المختلقة، وكذلك دعم رئيس الحكومة الكاظمي خاصة أن العراق قد يكون مقبلا على إجراء انتخابات في المرحلة القادمة.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن واشنطن تريد من وراء بدء سحبها لقواتها القتالية إرسال رسالة واضحة ومباشرة لإيران، تأمل من ورائها أن تحسن من المفاوضات التي يخوضها البلدان معا، حيث تناقشان فيها كثير من الملفات التي تتعلق بسياسة إيران النووية وكذلك سياساتها الخاصة بالمنطقة.

واعتبر أيضا أن القرار الأميركي يهدف لإيجاد صانع قرار عراقي قادر على وضع إستراتيجية وتفاهمات واضحة مع كل من الرياض وطهران.

ورغم كثرة الرسائل الأميركية من وراء سحب القوات، فإن عبد الجبار اعتبر أنه قد لا يعدو كونه انسحابا شكليا وليس إلا، مشيرا إلى أن أميركا سحبت قواتها باتجاه الكويت القريبة من العراق مما يعني أنها قادرة على إعادتها في أي لحظة للداخل العراقي.

كما شدد على أن النفوذ الأميركي في العراق لا يرتبط بعدد القوات الأميركية الموجودة على الأراضي العراقية، بقدر ارتباطه بالهيمنة الأميركية على القرار السياسي في العراق.

بدوره، اعتبر إريك ديفيس -أستاذ العلوم السياسية في جامعة ديغز الأميركية- أنه من المبكر اتخاذ الولايات المتحدة قرارا بسحب قواتها من العراق، مؤكدا على حاجة القوات العراقية لدعم نظيرتها الأميركية في الكثير من العمليات الفنية والاستخبارية، وأشار إلى تدهور الوضع في أفغانستان بعد بدء سحب الولايات المتحدة جنودها من هناك.

وأعرب ديفيس عن قناعته بأن سحب أميركا قواتها من العراق يؤكد أن ميزان القوى والنفوذ يميل لمصلحة طهران وليس لمصلحة واشنطن.