ما وراء الخبر

الجيش اليمني يؤكد تقدمه ضد الحوثيين في مأرب وتعز وحجة.. ما الأهمية الإستراتيجية لذلك؟

قال نائب المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، أسامة الروحاني، إن جبهة مأرب هي أقوى جبهة لدى الحكومة الشرعية اليمنية على الرغم من كثافة الهجمات، التي تشنها مليشيا الحوثي عليها.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/3/21) من برنامج "ما وراء الخبر" أن أحد أهم أسباب عدم تحقيق الحوثي أي تقدم فيها يعود لخلوها من المناكفات السياسية، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والصبر الذي يملكه الجيش اليمني على الرغم من وجود العديد من المعوقات، أهمها احتواؤها العدد الأكبر من النازحين في اليمن.

وتابع أن الحوثي يسعى للسيطرة على مأرب للحصول على رافد اقتصادي إضافي بجانب الحركة الاقتصادية ونظام الجبايات المفروض في مناطق سيطرته، وهو ما أشارت له العديد من التقارير الدولية، وإجمالي ما جمعه الحوثي من إيرادات يفوق ما جمعته الحكومة الشرعية.

وحول حديث الحوثي عن حرصهم على النازحين في مأرب نفى الروحاني هذه الرواية، وأكد أن الجماعة قد قامت بقصف العديد من معسكرات النازحين في العديد من المحافظات اليمنية، وأنها لا تكترث للبعد الإنساني، وتعمل بشتى الطرق للوصول إلى هدفها بأي ثمن كان.

وكان الجيش اليمني قد أكد تحقيقه انتصارات على الحوثيين في جبهات مختلفة بينها تعز ومأرب وحجة والجوف والبيضاء، وأن تعدد الجبهات شتت قدرات الحوثيين. من جانبه، قال قيادي عسكري حوثي إن تأخر حسم معركة مأرب من جانبهم سببه وجود معسكرات نازحين على الجبهة، على حد زعمه.

بدوره، قال الخبير العسكري والإستراتيجي، فايز الدويري، إن هناك 4 مدن رئيسة في اليمن هي من ستقرر مصير المعركة هناك، وهي صنعاء مركز الثقل السياسي، ومأرب ذات الثقل المعنوي والاقتصادي، وتعز نقطة التقاء الشمال والجنوب اليمني، والحديدة رئة الحوثي الأخيرة التي يتنفس منها، ومن يسيطر على هذه المدن يمتلك القوة في اليمن.

وأضاف أن اشتداد المعارك في مأرب يعود لاعتبارها قلب الثروة النفطية اليمنية، بالإضافة إلى أنها تقع على تماس العديد من المحافظات، وفي حال سيطر الحوثي عليها سيتمكن من إعادة السيطرة على البيضاء ويافع والضالع، ويتجه نحو صحراء حضرموت، وبالنظر لحجم التحشيد من للطرفين فإن المنتصر فيها سينتصر بالمعركة.

وتابع أن الجيش اليمني يقف في موقف المدافع في مأرب بالإضافة لمعرفته بطبيعة الأرض وجغرافيتها، وهو أمر مميز، مقابل الهجوم العددي الكبير وعبر الأنساق من الحوثيين مع عدم معرفته بتضاريس الأرض، منوها إلى أن كسب المعركة سيكون لمن يملك خطوط الإمداد اللوجستية والعملياتية، وإذا قرر التحالف حسم المعركة فعليه تزويد الجيش اليمني بالأسلحة الثقيلة والذخائر.

وأكد أن المعارك في تعز وحجة كانت نتيجة طبيعية لاستمرار المعارك في مأرب بعد أن قام الحوثي على سحب المقاتلين من تعز وحجة وحشدهم إلى مأرب، وهو ما سهل التحرك لقوات الجيش اليمني في المحافظتين وتحقيق انتصارات سريعة.