ما وراء الخبر

الاستعطاف والتوافق أم التصنيف الإرهابي؟ ما خيارات السعودية في ظل استمرار هجمات الحوثيين؟

لم يمض سوى يومين على هجوم الحوثيين على منشأة لأرامكو في جدة حتى أصيبت ناقلة بلغم بحري في أحد موانئ السعودية، في حادثة أثارت الأسئلة مجددا حول جدوى ما تنفقه الرياض على التسلح.

وبهذا الصدد، تساءلت حلقة (2020/11/25) من برنامج "ما وراء الخبر" عن قدرة السعودية في الرد على هجمات الحوثيين، ورسالة الرياض لمجلس الأمن بشأن تهديدات الجماعة.

وبخصوص خيارات السعودية، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة "حمد بن خليفة" محمد مختار الشنقيطي إن خياراتها محدودة جدا، منها السعي للتوافق مع الحوثيين على أساس وجود منطقة عازلة بين البلدين مقابل وقف الحرب، موضحا أن هذا الأمر سيعين الحوثيين على اكتساب الشرعية السياسية ولكنه لن يوقف الخطر على السعودية.

أما الخيار الثاني فهو محاولة السعودية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ولكن يبدو أن الأمر لن يتحقق لأنه يوجد اعتراض كبير عليه في أميركا، لأن ذلك سيصعب من خيار التفاوض والحوار.

وبخصوص خيار الاستعطاف من خلال الرسائل لمجلس الأمن الدولي، يرى الشنقيطي أنه لن يجدي نفعا، لأن المجتمع الدولي تغاضى عن ضربات كانت أكبر حجما وضررا.

من جانبه، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر أن الصاروخ الذي استخدمه الحوثيون بعيد المدى دقيق ويقود نفسه بشكل تلقائي، فهذا الحدث العسكري تم تجربته، مشيرا إلى أن استهداف أرامكو ضرب للمكان الموجع في السعودية لتهديده أمن الطاقة السعودي.

وأشار إلى أن الحوثيين يعتبرون هذه الهجمات ردا على العدوان والحصار المستمر في اليمن، متسائلا عن دور نظام الدفاع الجوي السعودي إن كان ليس بمستوى الكفاءة المطلوبة أم أن مفتاح التحكم في هذه المنظومة ليس بيدهم بل تمتلكه أميركا.

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي علي ناصر الدين إن الحوثيين سيستمرون في أعمالهم الإرهابية -حسب وصفه- بدعم إيراني واضح، فالسعودية من خلال رسائلها إلى مجلس الأمن تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للتوصل إلى رد قانوني، مشيرا إلى أن السعودية في حال اضطرت لأن تقوم بحرب جدية، ووصف ما تقوم به السعودية لحد الآن بأنه مجرد ردود فعل فقط.

وذهب إلى أن التحالف السعودي الإماراتي موجود في اليمن بناء على طلب الشرعية اليمنية التي طلبت تدخلهم، إذ تمكن من تحرير عدن ولكن الحوثيون محصورون في صنعاء.