
حجب مواقع لوزارة الدفاع الأميركية على غوغل
– خدمات غوغل وأسباب التحفظات عليها
– المعلومات بين الضرورة والهواجس الأمنية
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: السلام عليكم، نتوقف في هذه الحلقة عند حجب شركة غوغل بعض الخرائط من على أحد مواقعها بناء على طلب من وزارة الدفاع الأميركية بعدما قالت إن الصور التي تظهرها تلك الخرائط تعرض قواعدها العسكرية لمخاطر أمنية. وفي قضيتنا محوران، ما وجاهة مخاوف البنتاغون تجاه أمن منشآته العسكرية التي تظهر على خرائط شركة غوغل؟ وكيف يمكن الموازنة بين الحاجة المتزايدة لخدمات غوغل والهواجس التي تثيرها لدى البعض؟… نعم للانتقال الحر للمعلومة مكتوبة كانت أم مرئية، لكن إذا تعلق الأمر بالأمن فتلك قصة أخرى. قصة طرفاها هذه المرة وزارة الدفاع الأميركية وشركة غوغل. في تفاصيل القضية اعتراض الجيش الأميركي على إظهار خدمة غوغل إيرث خرائط لقاعدة فورت سام العسكرية الموجودة في تكساس. مسألة تطرح سؤالا عن مدى انكشاف دول العالم ومن بينها الدول العربية في صور متاحة للجميع.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: هل ترغب في جولة حول العالم؟ نقرات بسيطة على فأرة حاسوبك تغنيك عن تذاكر الطيران وتجعلك تنطلق من الكون الفسيح نحو الكوكب الأزرق لتتجول في مختلف أرجائه. حلم بشري قديم حولته شركة غوغل إلى حقيقة تعرضها عليك شاشة الكمبيوتر كلما رغبت في ذلك، كل بلاد الدنيا تحت ناظريك في مسح ثلاثي الأبعاد لا يترك شاردة ولا واردة على الأرض إلا أحصاها. حصد الإنجاز دهشة الكثيرين لكنه وفي نفس الوقت خلف مخاوف آخرين. آخرون تتصدرهم وزارة الدفاع الأميركية التي أبدت انزعاجها الأمني لظهور صور على غوغل إيرث تكشف تفاصيل قاعدة فورت سام في تكساس، انكشاف اعتبره البنتاغون تهديدا للأمن القومي الأميركي. من كان بالأمس يحلم بالحصول على صور فائقة الوضوح بل وثلاثية الأبعاد لقواعد أميركية بالغة التحصين؟ الدول واستخباراتها كانت تبذل الغالي والنفيس من أجل صور باتت اليوم متاحة بكبسة زر. تعالوا معنا إلى جولة في عالم القواعد العسكرية الأميركية. هذا شيء مما يقدمه غوغل إيرث، أنتم هنا تحلقون فوق قاعدة بيرل هاربر الأميركية، ومن بعدها طائفة من القواعد العسكرية الأميركية في أنحاء أخرى من المعمورة. ليست الولايات المتحدة فقط من تزعجه خدمات غوغل إيرث، كثيرة هي الدول التي تضمر نفس الشعور دون أن تستطيع أن تؤثر في مسار منتج إلكتروني لم تساهم حتى في إنتاجه. تظهر الدول العربية في هذا المحرك السماوي مكشوفة أمام عدسته، بوسعك أن تتجول شرقا وغربا في العالم العربي فترى ما قد لا تستطيع رؤيته أو بالأحرى ما لا يسمح لك برؤيته في جولة أرضية على عين المكان، القصور الرئاسية والملكية، الوزارات والمناطق الصناعية والمعالم الأثرية، الأهم من ذلك ثكنات الجيوش والمواقع الحساسة التي تعدها الدول العربية من أسرارها الحيوية. هذا على غوغل إيرث المتاح للاستعمال العام، فكيف بنسخ أخرى غير مجانية تمكن مشتركيها من متابعة شبه حية لتفاصل الحياة في البلاد العربية وفي غيرها؟ وكيف بالأقمار الصناعية التي تسبح فوق رؤوسنا ليل نهار وتعلم فيما يبدو عن أمننا القومي أصله وفصله؟ ككل إنجاز تقني له أكثر من وجه سرعان ما أثار غوغل إيرث عددا من ردود الفعل المتباينة حول الآثار المفترضة لخدماته، تلك الخدمات التي يراها البعض متعة خالصة، فيما يصنفها آخرون في خانة الخطر الأمني الوشيك. أما الشبكة العنكبوتية فكثيرا ما تواصل مد خيوطها نحو آفاق جديدة لا تعبأ بتحفظات المتحفظين. نبيل الريحاني لبرنامج ما وراء الخبر.
[نهاية التقرير المسجل]
خدمات غوغل وأسباب التحفظات عليها
محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة هنا في الأستديو طلال عبد الكريم الخبير في وسائط المعلومات، ومعنا من القاهرة اللواء محمود خلف عضو مجلس بحوث وعلوم تكنولوجيا الفضاء بأكاديمية البحث العلمي في القاهرة، أهلا بضيفينا. نبدأ بالسيد طلال عبد الكريم هنا في الأستديو، أولا كيف تصل هذه الخرائط إلى غوغل؟
طلال عبد الكريم: غوغل عندهم ثلاث مراحل للحصول على الخريطة، أولها هي المرحلة يأخذوها من الستالايتات وهذه الستالايتات تقترب إلى حد معين في الوضوح يعني، بعدها يعملون حملات في الطيران، تمر طيارات من فوق البلاد وتأخذ صورا، هذه الصور تقرب الصورة تعطيها وضوح أكثر إلى هذه الصورة. المرحلة الأخيرة اللي هي يمكن يعترض عليها الآن في.. أميركا اعترضت عليها، هي بيدخلوا سيارات فيها كاميرات معلقة فيها فتعطيك الصور ثلاثية الأبعاد للأماكن بتفاصيل أعلى.
محمد كريشان: يعني هذه التجربة فقط عند غوغل الآن كمواقع إنترنت؟
طلال عبد الكريم: أنا على علمي الآن عند غوغل، وعندهم يعني Resources عالية جدا عندهم لتوفير هذه الأمور.
محمد كريشان: السيد اللواء محمود خلف في القاهرة، هذه التجربة إن صح وصفها بهذا الاسم، متى بدأت في عالم الإنترنت بشكل متاح للناس وبشكل مجاني؟
محمود خلف: هي طبعا غوغل بالنسبة للخرائط على يعني ارتفاعات معينة موجودة ومتاحة يمكن من أكثر من خمس سنوات، والتجربة اللي هو أشار إليها الضيف الكريم عندك في الأستديو اللي هي View Street اللي هي الشارع، اللي هي بتدي ثلاثي أبعاد بكاميرات بتدي تفاصيل تصل للمكان لأقرب متر موجود على الأرض. دي الخدمة الجديدة وفي إضافة بسيطة أنه وكالة الناسا الفضائية الأميركية هي بتدي مساعدات ضخمة جدا لنظم الأقمار الاصطناعية وتدخل في مشروعات مشتركة مع الحكومة الأميركية. وفي الفترة الأخيرة غوغل ابتدأت تتعاقد على أقمار اصطناعية خاصة بها بتقنيات عالية. يعني نستطيع أن نقول كما تقدم في التقرير الذي أعد، أصبح كل شيء مكشوفا من الفضاء وبدقة يعني دقيقة للغاية بحيث جميع تفاصيل الحياة اليومية في أي مكان في العالم أصبحت متاحة، يمكن دلوقت باشتراكات، ممكن في المستقبل تكون كلها مجانية، إنما بكل المقاييس العالم بالكامل أصبح مكشوفا يعني بكافة التفاصيل.
محمد كريشان: ولكن سيد خلف، طالما أن التجربة بدأت منذ خمس سنوات، برأيك ما الذي أثار الآن حفيظة واشنطن على هذه المواقع وقد كانت متاحة للجميع طوال هذه الفترة؟
| " عناصر المقاومة العراقية استرشدوا بالخرائط المتوفرة على غوغل للهجوم على القواعد الإنجليزية في جنوب العراق " محمود خلف |
محمود خلف: هو طبعا يعني بالتقرير اشتكت القوات البريطانية في جنوب العراق من فترة سابقة أن كافة المواقع بتاعتها تم التعامل معها بواسطة عناصر المقاومة العراقية، ولما داهموا هذه المنازل وجدوا خطط الهجوم على القواعد الإنجليزية في جنوب العراق موجود فيها طبعات للخرائط وهم استرشدوا بهذه الخرائط وحددوا العمليات الهجومية الناجحة وكان مضافا عليها بعض التفاصيل الدقيقة بتعكس كمان أنه كان مع المقاومة عناصر يعني متخصصة في أعمال قراءة الخرائط الرقمية، يعني في المجمل بدأ لفت النظر بأنه بتستخدم هذه المعلومات والبيانات بالعمليات الإرهابية الأمر الذي طبعا بطبيعة الحال القوات الأميركية المنتشرة في جميع أنحاء العالم معرضة لهذا الأمر، تصبح المواقع العسكرية الأميركية ومطاراتها وقواعدها الجوية، البحرية، إلى آخره، ومخازنها، أصبحت بتفاصيلها موجودة ومتاحة الأمر اللي بيساعد العناصر الإرهابية للتعامل معها باعتبار أن هذه الخرائط تعتبر وثائق استخبارية عالية القيمة ودقيقة وتوفر الجهد والمجهود، بل على الأكثر من هذا بتوفر إصابات يعني جيدة جدا من وجهة نظر العمليات الإرهابية. من هنا، يعني واللافت للنظر يعني البنتاغون يتدخل مؤخرا وبهذا الشكل المعلن، لكن يجب أن لا ننسى في نفس الوقت أن جميع الدعم التقني اللي موجود لغوغل حتى هذه اللحظة ما زال يقدم من وكالة الفضاء الأميركية الناسا، حتى المبنى الرئيسي لغوغل موجود مجاور في وادي السيليكون مجاور بالفعل لوكالة الناسا، يعني المسألة ولكن البنتاغون أثاروا بعد فكرة ثلاثي الأبعاد، ده طبعا بالنسبة لداخل الولايات المتحدة بالغة الخطورة، وجود كاميرات في الشوارع، ممكن في الطائرات، ممكن على أسطح العمارات أو الأماكن العالية، ده بتدي دقة شديدة جدا، ومش مستبعد أن العناصر الإرهابية داخل الولايات المتحدة تحوز على أسلحة ذكية تستخدم هذه النظم لتوجيه إصابات ومن على بعد وإصابات دقيقة جدا.
محمد كريشان: موضوع ثلاثية الأبعاد، سيد طلال عبد الكريم، هل من شرح أكبر لهذه النقطة، ربما التي قد تكون أثارت مخاوف أكثر من ذي قبل؟
طلال عبد الكريم: هو اللي علمته أنا من التقرير أنه لأول مرة شركة غوغل يسمح لها بدخول قاعدة عسكرية في السيارة اللي هون منتكلم عنها اللي فيها الكاميرات اللي تصور ثلاثي الأبعاد. ممكن ثلاثي الأبعاد كان متوفر في كثير من الأماكن، في شوارع معينة، في أماكن معينة. ولكن أنا أعتقد سبب الضجة اللي حصلت في هذا الوقت أنه سمح لهم في دخول قاعدة عسكرية بالأجهزة التي تستطيع تصور تصوير ثلاثي الأبعاد، ثلاثي الأبعاد يعطيك تفصيل كاملة عن الموقع اللي أنت داخل فيه، كم علو المبنى، كم الارتفاع، كم الأماكن تنزل لها، تعطيك يعني تفاصيل دقيقة جدا جدا اللي هم يتخوفون منها من الناحية الأمنية.
محمد كريشان: قبل هذا التخوف، يفترض أن كل الخرائط الموجودة على الموقع غوغل تظهر كل شيء مبدئيا؟
طلال عبد الكريم: على علمي أنا لا تظهر كل شيء، يعني في بعض الأماكن طبعا هو يختلف على حسب تعامل حتى أميركا مع باقي الدول. إذا تنظر لغوغل، تنظر لغوغل في بعض البلاد، ممكن بلاد عربية تنظر دقة الصور اللي فيها دقة أقل بكثير من دول أخرى..
محمد كريشان (مقاطعا): هناك حديث عن أن المواقع الإسرائيلية ربما ليست بالوضوح الذي متاح لدول أخرى.
طلال عبد الكريم: صحيح، أنا دخلت على مواقع أبحث You know فقط أبحث عن الأماكن اللي هي ممكن تكون معروفة فتجد بعض الأماكن هي يعني تخبأ من قبل إما مخابرات أو ممكن يعني لا يعلن عنها يرسل رسائل رسمية أو يطلب بهذه الأماكن يجب أن تخفى.
محمد كريشان: هو حتى عندما أثار الأستاذ محمد حسنين هيكل هذه النقطة في الجزيرة أن المواقع الإسرائيلية ليست كبقية المواقع على غوغل، أصدرت غوغل توضيحا قالت لا هذا غير صحيح، ونحن لا أحد يتدخل في عملنا، ولكن الأستاذ هيكل أصر على أن هذه المواقع الإسرائيلية ملعوب فيها كما يقول لأنها ليست على نفس الدرجة من الوضوح.
طلال عبد الكريم: صحيح.
محمد كريشان: هناك مسألة نريد أن نستوضح فيها، ما ربح غوغل في هذا الموضوع؟ أن تأتي شركة وتصور وتضع هذا متاحا للجميع، أين ربحها في النهاية؟
|
" |
طلال عبد الكريم: أنا أعتقد غوغل وصلت هذه السنة إلى 154 مليار حجمها. الشيئين اللي هي تستفيد منهم غوغل، هي تبيع أجهزتها، أجهزة البحث اللي هي مختصة فيهم، وتبيع إعلانات، والإعلانات هذه مستهدفة إلى من يبحث عن معلومة معينة. أنا لما أبحث عن تلفاز فأجد مثلا معلومات كثيرة مقالات أو أشياء عن التلفاز ولكن أجد في الطرف اليميني من البحث عدة مواقع هذه يدفع لها مال وعادة يكون لها مزاد، فبيعملوا مزادات بحيث أن من يأخذ الموقع الأول، من يأخذ الموقع الثاني، من يأخذ الموقع الثالث، وليس في مجال البحث، ليس.. لأن غوغل تتكلم كثيرا عن أن البحث لكل الناس وهي عندهم حرية في.. كل الناس بحسب كم عدد الزوار.
محمد كريشان (مقاطعا): هناك غوغل بالاشتراك وهناك غوغل متاح للجميع، هل غوغل الذي هو بالاشتراك أكثر دقة وأكثر ثراء في المعلومات؟
طلال عبد الكريم: أكثر ممكن تحديثا خلينا نقول. الدقة ممكن يكون في دقة في حسب معطيات معينة، ولكن أكثر تحديثا.
محمد كريشان: لواء محمود خلف، إذا تحدثنا على الجوانب الأمنية وهذا الطلب الأميركي، وحتى لاحظنا قبل قليل في بعض المواقع هناك بعض المواقع الآن أصبحت فيها مربعات سوداء تغطي بالكامل هذا الموقع الحساس أمنيا. هل الأمن فقط محصور في قواعد عسكرية؟
محمود خلف: لا بطبيعة الحال. الموقع العسكري بيعتبر هدف إستراتيجي، ولكن الأهداف الإستراتيجية هي متعددة طبقا لنوع الدولة يعني، ممكن بتبقى المفاعلات، محطات الكهرباء، الكباري، الجسور، المصانع ذات الأهمية الإستراتيجية، القاعدة العسكرية ليست يعني تجب في الأهمية لأن القواعد العسكرية تستطيع أنها تتغير باعتبار أن العسكريين في معظم أنحاء العالم أن القواعد العسكرية بتعلم تماما أنها مكشوفة ليست فقط لغوغل، لنظم الأقمار الاصطناعية اللي بتسبح في الفضاء اللي وصل عددها أكثر من أربعة آلاف يعني نوع موجودين في الفضاء ولديها دقة ونظم اتصالات وإلى آخره، ولكن هي المسألة أنه الخوف اللي هم متخوفين منه وزي ما أشرت في بداية كلامي أنه حصل أن المقاومة استخدمت هذه الخرائط، فهناك تخوف من استخدامها بواسطة العناصر الإرهابية. أما بالنسبة للأبعاد العسكرية لهذا الأمر، نستطيع إن غوغل في النهاية بعد التقنيات الجديدة التي استحدثت وأضيفت إليها أنها جهاز استخباراتي وأصبحت قوة عسكرية ولا شك في ذلك يعني، دي قضية وقضية كبرى في هذه، ومعادلة صعبة بين توفير المعلومات لأنه طبعا بتخدم مشروعات صناعية وبتخدم مسائل السياحة خصوصا في نظام التصوير، لأن التصوير من الفضاء بيدينا الصورة المسطحة التي تبرز ثلاثي الأبعاد بيديني السطح وبيديني الأجناب، بيديه لي بشكل كامل، وهم عاملين نظام موبايل جديد تستطيع من مكانك تشوف مكان من خلاله، بطبيعة الحال دي مسألة ربحية عالية القدرة، وما ننساش أنه في حرب شعواء حاليا بتدور ما بين غوغل وما بين مايكروسوفت على أساس أن هناك تقنيات مستحدثة في الحرب التقنية بين كلا المؤسستين لأن نظام حتى البرامج إلى آخره، مسائل طويلة جدا، غوغل بتقفز قفزات نوعية في هذا الأمر، والمخاوف الأمنية سوف تظل مرفوعة لأنها هي مشكلة الحقيقة في زي ما قلت مش تفيد البعد العسكري للعسكريين لأن جيوش العالم تفهم كيف تتعامل مع هذا الأمر، ولكن القضية أن العناصر الإرهابية بتستطيع تستهدف مصنع، مقر رئاسي، يعني أي هدف اللي متناول في إيديها تستطيع أن تتعامل معه وبسهولة مع الأسف، يعني بسهولة شديدة كمان.
محمد كريشان: يعني المعادلة التي أشرت إليها حضرة اللواء بين ضرورة تقديم مزيد من الخدمات ومزيد من المعلومات على شبكة الإنترنت وهاجس الأمن وضرورة الحفاظ على ما يعتبر أمن حيوي للدول، هذا ما سنراه في الجزء الثاني من البرنامج، بعد وقفة قصيرة نعود إليكم بعد قليل.
[فاصل إعلاني]
المعلومات بين الضرورة والهواجس الأمنية
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد. وحلقتنا اليوم تتناول التحفظات التي أبدتها الإدارة الأميركية على موقع غوغل والذي أجبرها على حجب بعض المواقع التي قيل إنها من الناحية الأمنية حساسة. سيد عبد الكريم، يعني ليست فقط الدول التي تتحسس من بعض المسائل ربما أيضا أشخاص حرصا منهم على خصوصيتهم الفردية وغيرها، هل غوغل يفترض أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار يعني في إظهار بعض البيوت ربما بعض الضيعات الخاصة؟ يعني يقال مثلا حتى بعض الناس الذين لديهم برك سباحة مثلا أصبحوا الآن يعمدون إلى تغطيتها لأنهم لا يريدون أن يكونوا مكشوفين أمام العالم يعني؟
طلال عبد الكريم: صحيح غوغل إلى الآن الصور التي تعطيها صور واضحة بطريقة في بعض الأماكن..
محمد كريشان(مقاطعا): على فكرة هي صور، حتى نكون واضحين، هل هي صور ثابتة تحدث باستمرار ؟
طلال عبد الكريم: نعم صور ثابتة تحدث باستمرار وعادة غوغل تعطيك متى كان تاريخ أخذ الصور هذه، بس حتى لما نفتح الصورة الأكبر منها نحن إذا نبعد شوي في غوغل إلى مكان أبعد فنجد لها مثل مستطيلات طويلة هذا كل مستطيل يمثل صورة معينة أو مجموعة من الصور تعطيك تاريخ أخذ هذه الصور. طبعا التفاصبل اللي منتكلم عنها في تفاصيل مثل ما تكلمت بعض الخصوصيات اللي كثير من الناس عندهم قصور مسكرة، عندهم فلل مسكرة عندهم بيوت مغلقة حاطين، مغلقة بطريقة بحيث ما يريدون أحد يدخل يعرف خصوصياتهم هذا الأمر اللي هو الآن أصبح تقريبا صعب يعني بحكم دخول الكاميرات ولا تعرف متى أخذت هذه الصورة ومتى ستؤخذ هذه الصورة، ما في تحذير عنها ما في أوقات معينة يبلغ فيها ممكن يبلغ الدول المعينة أو الحكومات أنها ستأخذ الصور في أوقات معينة تجنبا للأمور السرية أو الحكومية وهذه الأمور.
محمد كريشان: اللواء محمود خلف في القاهرة يبدو غريبا بعض الشيء أن الكونغرس الأميركي في 1996 أو 1997 أصدر ما يعرف بتعديل النائب كايل بنجاما أن الخرائط المتعقلة بإسرائيل لا تأخذها غوغل أو غيرها من شركات الخرائط مباشرة، يجب أن تؤخذ فقط من البنتاغون حرصا على المسائل الأمنية. كيف يمكن للأميركيين أن يفكروا فقط في إسرائيل في هذه الزاوية؟ ولا يتفطنوا لبعض المسائل التي ذكرتها فيما يتعلق بالإرهاب وغيره إلا مؤخرا؟
محمود خلف: يعني موضوع غوغل والخرائط لن يختلف كثيرا عن الموضوعات الأخرى الي تتعلق بالدعم الأميركي المطلق لإسرائيل أتحدث عن إسرائيل لو شفنا على غوغل حنلاقيه عبارة عن صورة خريطة رسومات عادية وما ننساش أن غوغل أصلا مؤسسة مالية تستهدف الربح، فطبعا هذا النوع من المؤسسات لا يقوى كثيرا بأي حال من الأحوال أمام المؤسسات المالية اليهودية الكبرى، إسرائيل محذوفة من زمان من أول هذا الأمر ولا تستطيع غوغل ولا غير غوغل ولا أي أحد في الولايات المتحدة الأميركية أن يقف أمام القوة اليهودية اللي موجودة على المستوى الاقتصادي قبل المستوى السياسي فدي قضية منتهية بكل التفاصيل. أما بالنسبة للبعد العكسري ترك هذا الأمر لأن القانون في الولايات المتحدة بيدي الحق لغوغل لأن القانون لا يطبق في الفضاء بالنسبة للصور هناك جدل كبير ولكن بالطلب لا يوجد قانون في الولايات المتحدة الأميركية يمنع غوغل بأنها تقوم بهذا العمل إلا لسه لما نشرع هذا القانون ولكنهم بالنسبة لإسرائيل تستثنى، ودي مسألة معروفة ومفهومة..
محمد كريشان(مقاطعا): ولكن عفوا هل من حق باقي الدول أن تتحفظ؟ يعني يمكن لدولة عربية تقول لا تصوروا القصر الرئاسي؟ يمكن لإيران تقول المواقع النووية أو المفاعلات النووية؟ يمكن للعراق أن يقول لا لكذا أو كذا؟ هل هناك هامش للدول؟
محمود خلف: لا هو بالنسبة للنظام التقني أنت لا تستطيع أن تعلم ما هو موجود أو غير موجود، لا تستطيع دولة أن تتكلم لأن هي القضية بالنسبة لنظام غوغل بالرغم من تطور نظم الأقمار الاصطناعية الموجودة فعلا ونظم التجسس من الفضاء الروسية والصينية والأميركية على وجه الخصوص، بالغة الدقة وبالغة التصوير ولا يستطيع أحد أن يتحدث في هذا الأمر، يعني المعلومات دقيقة جدا ومن زمان هذا الأمر. فالقضية هذه قضية لا نستطيع نحن كدول عربية إلا أن نتصرف في ظل أننا مكشوفون فضائيا يعني مسألة أنه في وقاية ما وأن نحن نعمل معاهم عهود أو مواثيق دي مسائل لن تبدي بأي شيء، المعلومة متاحة وممكن توزع بشكل سري ويستفاد منها بكل المقاييس، الفكرة ما فيش سبيل لمواجهة هذا الأمر بأي حال من الأحوال، أن نحن نفكر بفكر ابتكاري كيف نعمل ونخطط ونغطي مسائلنا بنطاق من السرية بحيث أن هو يعني.. أو بطريقة أبسط كيف نعمل ونحن مكشوفين فضائيا؟ النهارده العصر فيه تقنيات عالية يمكني أضيف كما تفضل الضيف الكريم عندك بالنسبة للخصوصيات النهارده الموبايل الجديد اللي أصبح متاحا حاليا وأنا باتحدث دلوقت حضرتك لو فتحت الموبايل في أي مكان من العالم ممكن أنا أعرف مكانك وأنت بتكلم النمرة دي وأجيب صورة وأنت بتكلمني يعني مسألة الخصوصية أهدرت لازم نعرف أن رأس المال أميركي ورأس المال يستطيع أن يفعل أي شي.
محمد كريشان: سيد عبد الكريم في الدقيقة الأخيرة من البرنامج هل هذا سيظل فقط احتكارا لغوغل في الإنترنت هذا الموضوع موضوع الخرائط والمواقع؟
طلال عبد الكريم: أنا ما أعتقد، أعتقد هذه ستفتح لكل مكان لكل الناس زي ما كانت زمان مايكروسوفت محتكرة لبعض الأمور وأجبروا على فك الاحتكار هذا كثير من الأمور، شركة ياهو الآن تحاول قدر الإمكان في اتفاقية بينها وبين مايكروسوفت شركة مايكروسوفت ستشتري شركة ياهو فهم بحجمهم الجديد سيستطيعون أن يكونوا قوة قوية جدا بحيث أن يشاركوا هذا الآن جمهور كبير من الناس الآن بيروحوا لغوغل علشان هذا الأمر فالآن ممكن يتغيروا من مكانهم إلى ياهو.
محمد كريشان: شكرا جزيلا لك سيد طلال عبد الكريم الخبير في وسائظ المعلومات، شكرا أيضا لضيفنا من القاهرة اللواء محمود خلف عضو مجلس بحوث وعلوم تكنولوجيا الفضاء في أكاديمية البحث العلمي في القاهرة. وبهذا مشاهدينا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعم، كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات على عنواننا الإلكتروني الظاهر الآن على الشاشة indepth@aljazeera.net


