رحيل غوردون مور.. مؤسس "إنتل" وصاحب القانون الذي غيّر وادي السيليكون
توفي قبل أيام رائد صناعة المعالجات الدقيقة، المؤسس المشارك لشركة "إنتل" (Intel)، غوردون مور عن 94 عاما.
وقالت مؤسسة "عائلة إنتل ومور الخيرية"، في بيان، إنه توفي الجمعة 24 مارس/آذار 2023 محاطًا بأسرته في منزله بهاواي الأميركية.
البداية وتأسيس "إنتل"
كان مور أحد عمالقة التحوّل التكنولوجي في العصر الحديث، إذ ساهم في صناعة رقائق أكثر قوة لاستخدامها في أجهزة الحاسوب الصغيرة، كما أسس مور -الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء- شركة "إن إم إلكترونيكس" بالتعاون مع الفيزيائي روبرت نويس، الملقب بـ"عمدة وادي السيليكون" في عام 1968.
وبعد بضعة أشهر، اشترى الرجلان اسم "إنتل" مقابل 15 ألف دولار، وشغل غوردون مور منصب الرئيس التنفيذي للشركة بين العامين 1979 و1987.
وفي عام 1971، طرحت "إنتل" في الأسواق أول معالج دقيق، يعادل سعة جهاز حاسوب على شريحة، وهو معالج قابل للبرمجة يحتوي على الآلاف من الترانزستورات، في ثورة تقنية حينها.
وتُعدّ "إنتل" اليوم أهم شركة مصنّعة لأشباه الموصلات في الولايات المتحدة، والثالثة في العالم من حيث حجم الأعمال، بعد "سامسونغ" (Samsung) الكورية الجنوبية، و"تي إس إم سي" (TSMC) التايوانية.
قانون "مور" وصناعة التكنولوجيا الحالية
وفي مقال نشره عام 1965، كتب مور أنه لاحظ بفضل التحسينات في التكنولوجيا، تضاعف عدد الترانزستورات على الرقائق الدقيقة تقريبًا كل عام منذ اختراع الدوائر المتكاملة.
وتوقع غوردون أن تستمر مضاعفة أعداد الترانزستورات في المعالجات فيما بات يعرف بـ"قانون مور" الذي تم تعديله لاحقًا ليصبح كل عامين. وساعد "قانون مور" في دفع "إنتل" وصانعي الرقائق المنافسين إلى استغلال مواردهم في البحث والتطوير بقوة، للتأكد من أن القاعدة الأساسية تتحقق.
وبعد مقال مور، أصبحت الرقائق أكثر كفاءة وأقل تكلفة بمعدل متصاعد، مما ساعد في دفع عجلة التقدم التكنولوجي في العالم لمدة نصف قرن، والسماح بانتشار الحواسيب الشخصية على إطارٍ واسع، وظهور عمالقة الإنترنت ووادي السيليكون مثل "آبل" (Apple) و"فيسبوك" (Facebook) و"غوغل" (Google).
مور قال في مقابلة أجراها عام 2005، "من المؤكد أنه من الجيد أن أكون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. لقد كنت محظوظًا جدًا للدخول في صناعة أشباه الموصلات في مهدها، وأتيحت لي الفرصة للنمو من الوقت الذي لم نتمكن فيه من صنع ترانزستور واحد إلى الوقت الذي وضعنا فيه 1.7 مليار منها على شريحة واحدة! لقد كانت رحلة استثنائية".
وفي السنوات الأخيرة، أكد منافسو "إنتل" -مثل "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp)- أن قانون مور لم يعد ساريًا، حيث تباطأت التحسينات في تصنيع الرقائق.
لكن على الرغم من تعثرات التصنيع التي تسببت في خسارة "إنتل" حصتها في السوق في السنوات الأخيرة، قال الرئيس التنفيذي الحالي بات غيلسنجر إنه يعتقد أن "قانون مور" لا يزال ساريًا، حيث تستثمر الشركة مليارات الدولارات في جهود التحول.
إرث يغير العالم
من جانبه، قال موريس تشانغ مؤسس شركة "تيوان سيمكوندكتور مانفاكتشرنغ كو" (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co) المعروفة اختصارا باسم "تي إس إم سي" (TSMC)، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم: إن مور كان صديقًا عظيمًا ومحترمًا لأكثر من 60 عامًا.
وقال تشانغ في بيان صدر عن "تي إس إم سي"، إنه "مع رحيل غوردون، رحل جميع زملائي من الجيل الأول في صناعة أشباه الموصلات تقريبًا".
وخلال حياته، تبرّع مور بأكثر من 5.1 مليارات دولار لأسباب خيرية من خلال المؤسسة التي أنشأها مع زوجته بيتي البالغة من العمر 72 عامًا.
وقال هارفي فاينبيرغ، رئيس مؤسسة "غوردون وبيتي مور" إنه "على الرغم من أنه لم يطمح أبدًا إلى أن يكون اسما مشهورا، إلا أن رؤية غوردون وعمله في الحياة مكنت من الابتكار الهائل والتطورات التكنولوجية التي تشكل حياتنا اليومية".
Today, we lost a visionary.
Gordon Moore, thank you for everything. pic.twitter.com/bAiBAtmd9K
— Intel (@intel) March 25, 2023
ماذا قال عنه قادة وادي السيليكون؟
قال عنه بات غيلسنجر الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، "لقد كان له دور فعال في الكشف عن قوة الترانزستورات، وألهم التقنيين ورجال الأعمال عبر العقود. ترك وراءه إرثًا غيّر حياة كل شخص على هذا الكوكب".
أما سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، فقال في تغريدة إن رؤية مور "ألهمت الكثير منا لمتابعة التكنولوجيا"، بينما وصفه تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة "آبل"، بأنه "أحد الآباء المؤسسين لوادي السيليكون، وبأن العالم فقد عملاقاً برحيل غوردون مور، أحد مؤسسي وادي السيليكون، وصاحب الرؤية الحقيقية التي مهّدت الطريق للثورة التكنولوجية".
وأضاف كوك على تويتر، "كل من تبعنا مدينون له بالامتنان. فليرقد بسلام".