"غوغل الروسي" في قبضة الحكومة.. شركة مرتبطة ببوتين تشتري أجزاء من موقع "يانديكس"
شددت الحكومة الروسية قبضتها على الإنترنت أمس الثلاثاء، حيث وافقت شركة "في كي" (VK) المملوكة للدولة -ولها صلات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين- على شراء قسم موجز الأخبار والصفحة الرئيسية للموقع الأكثر شعبية في البلاد "يانديكس" (Yandex)، بحسب تقرير لرويترز.
وقال التقرير إن شركة "يانديكس" -التي يشار إليها غالبًا باسم غوغل (Google) الروسية- ستبيع قسم الأخبار ومنصة المحتوى "زن" (Zen) وصفحة يانديكس روسيا (yandex.ru) الرئيسية إلى شركة "في كي" للتركيز على مجالات الأعمال الأخرى، مثل تطبيقات التوصيل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبتهمة التطرف.. روسيا تحظر فيسبوك وإنستغرام
التكنولوجيا تدخل الحرب الروسية الأوكرانية بقوة ولكن من ينتصر؟
منها تيك توك وتليغرام.. روسيا تعاقب 5 شركات تكنولوجيا أجنبية
في المقابل، ستحصل يانديكس على شركة "ديلفري كلوب" (Delivery Club) من شركة "في كي" لتوصيل الطعام، ولم يذكر التقرير قيمة الشركة.
وتدير "في كي" أكبر شبكة اجتماعية في روسيا، وهي "في كونتاكتي" (VKontakte)، وشهدت عملية الإصلاح التي خضعت لها الشركة العام الماضي سيطرة شركة "غازبروم" (Gazprom) المصدرة للغاز التي تسيطر عليها الدولة والمصرفي يوري كفالشيك الذي وصفه بوتين علنا بأنه صديق شخصي.
ويشغل فلاديمير كيرينكو نجل النائب الأول لرئيس أركان بوتين سيرغي كيرينكو منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
ويضيف تقرير رويترز أنه "مع تصاعد قمع روسيا لوسائل الإعلام المستقلة منذ سنوات بعد أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، منعت الوصول إلى بعض المنصات الأجنبية، بما في ذلك منصات شركة ميتا (Meta) مثل فيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram)".
وجاء في بيان أصدرته يانديكس أن "مجلس الإدارة توصل إلى أن مصالح أصحاب الشركة ستكون في وضع أفضل من خلال الخروج الإستراتيجي من أعمالها الإعلامية والتحول إلى التركيز على التقنيات والخدمات الأخرى".
شراء حريتنا
وخوفا من الغرامات، يذكر التقرير أن يانديكس امتثلت في السنوات الأخيرة لمطالب موسكو بسبب قصص نشرت في قسم الأخبار الخاص بها، مما أثار انتقادات من دعاة حرية التعبير.
ولم تمنع موسكو الوصول إلى معظم وسائل الإعلام باللغات الأجنبية، التي لا تزال متاحة مجانًا في روسيا وعلى موقع يانديكس، لكن نتائج البحث تقيد الوصول إلى أي مواقع حظرها منظم الاتصالات "روزكومنادزور"، وكثير منها وسائل إعلام مستقلة باللغة الروسية.
وبدأت يانديكس في فبراير/شباط الماضي تحذر المستخدمين الروس الذين يسعون للحصول على معلومات حول الأحداث في أوكرانيا من معلومات غير موثوقة عبر الإنترنت.
وبحسب التقرير، وصف ليف غيرشينزون الرئيس السابق ليانديكس في مارس/آذار الماضي الشركة بأنها عنصر أساسي في إخفاء المعلومات حول الصراع في أوكرانيا. ونفت شركة يانديكس أنها متواطئة في الرقابة.
وقال مصدر مقرب من يانديكس لرويترز "نحن نشتري حريتنا، كان هذا العمل عبئا ثقيلا علينا، هكذا سيمكننا القيام بعملنا بشكل غير مسيس".
البحث عبر الإنترنت
وتهيمن يانديكس على سوق البحث عبر الإنترنت في روسيا بحصة تبلغ نحو 62%، وفقًا لأداة التحليلات "رادار". وتمثل غوغل نحو 36%، وأقل من 1% لمنصة "في كي ميل روسيا".
وتعرض منصة "يانديكس.روسيا" مجموعة من القصص الإخبارية أسفل شريط البحث متبوعا بسيل متواصل من المحتوى.
اهتزاز التجارة الإلكترونية
ويعد البحث والإعلان وخدمات النقل من بين أقوى الشركات المدرة للدخل في يانديكس، ولكن لديها العديد من الوحدات الأخرى، مثل الخدمات السحابية والسيارات ذاتية القيادة. كما أنها توسع خدماتها في أفريقيا وأميركا اللاتينية، لكنها تتراجع في مجال خدمات البقالة الإلكترونية في أوروبا، بحسب تقرير رويترز.
وقال رئيس قسم تكنولوجيا الطعام في "يانديكس" ديمتري ماسيوك إن الحصول على شركة "ديلفري كلوب" سيحسن السرعة والاختيار في عروض توصيل الطعام.