لم يتجرأ أحد على اختراقها.. مطور أميركي يصنع آلة تصويت لا يمكن قرصنتها

قال أستاذ علوم الحاسوب في جامعة فلوريدا (Florida University) خوان جيلبرت، إنه صنع آلة تصويت نهائية غير قابلة للقرصنة، من شأنها أن تهدئ المخاوف بشأن اختراق نظام التصويت الإلكتروني، حسبما أفاد موقع "أندارك" (Undark) المتخصص بالأبحاث في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

تقرير "أندارك" (Undark) قال إن الشركات التي تعمل في بناء آلات التصويت -وهي صناعة بلغت إيراداتها السنوية 300 مليون دولار- لا تساعد المسؤولين في هذا المجال لأنها متكتمة بشأن كيفية عمل أجهزتها وترفض التحدث إلى الباحثين أو الصحافة. وفي ظل هذه الظروف، فإن عمل جيلبرت يستحق الثناء لأنه بنى نظامًا يعمل باستخدام برمجيات مفتوحة المصدر.

وتشهد أميركا جدلاً حول أنظمة التصويت الإلكترونية، إذ يعتبرها المدافعون عنها تقنيات موثوقة لعملية التصويت، ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التصويت، وتقليل بطاقات الاقتراع الباطلة.

بينما دعا المنتقدون إلى مقاطعة هذه الأنظمة التي "يمكن اختراقها"، وكذلك لحرمان المخترقين من التحكم بالتصويت لصالح شخص أو حزب معين.

كيف يعمل نظام التصويت؟

ويعمل جيلبرت على آلة تصويت شفافة منذ ما يقرب من عقدين، وتتكون من صندوق شفاف يعمل أيضًا كواجهة شاشة تعمل باللمس للناخبين.

إعلان

توجد داخل الصندوق الشفاف طابعة متصلة ببرنامج الجهاز برايم 3 (Prime III) التي تقوم بطبع اختيار الناخب على ورقة يتم على الفور مسحها ضوئيا ومن ثَم تدوينها. وتضمن العلبة الشفافة أنه إذا تم توصيل جهاز "يو إس بي" (USB) في النظام بقصد الاختراق، فسيتم اكتشاف ذلك على الفور من قبل الناخبين.

ولضمان عدم تلف أي من المعلومات بواسطة جزء غير معروف من أي برمجيات خبيثة، يتم تخزين المعلومات على قرص "بلو راي" (Blu-Ray) بصيغة القراءة فقط، وإعادة تشغيل آلة التصويت في كل مرة يتم فيها التصويت بحيث لا يمكن لأحد إدخال تحديث على التصويت.

وتضمن الشاشة اللمسية الشفافة العملاقة إمكانية معرفة الناخبين بعمليات التلاعب حيث يمكنهم رؤية الطابعة مباشرة بعد الإدلاء بأصواتهم.

نظام لا يريد أحد اختراقه

كتب جيلبرت في وقت سابق من الصيف لمسؤولي الحدث، أنه مستعد أن يمنح العشرات من الخبراء وصولاً غير مقيد إلى أجهزته حتى يمكنهم اختبارها من قبل أفضل العقول في مجال أمن المعلومات.

ونظرًا لأن "برايم 3" يستخدم برنامجًا مفتوح المصدر، فإن آلة تصويت جيلبرت المفترض أن تكون أسهل في الاختراق، حيث لا يشارك مصنعو آلات التصويت الإلكترونية، الآخرين كود المصدر الخاص بهم بحجة الاختراقات الأمنية.

ومع ذلك، لم يتقدم أي خبير لاختبار النظام هذا العام، وفقًا لتقرير "أندارك" (Undark). ومن المحتمل أن يظهر الجهاز مرة أخرى في مؤتمر قراصنة الحاسوب "ديف كون" (DEF CON) العام المقبل.

وبالرغم من ذلك يمكن ألا ترى آلة تصويت جيلبرت النور أيام الانتخابات، إذ لا بد من اعتمادها أولاً من قبل المؤسسات التنظيمية، ما سيضطر أستاذ علوم الحاسوب في جامعة فلوريدا إلى إنفاق مئات الآلاف من الدولارات لتطويرها.

وصنع النموذج الأوليّ للجهاز باستخدام شركة فرنسية، لكن لاعتماده على نطاق واسع، يحتاج جيلبرت إلى إيجاد مشترين مهتمين بالجهاز. وبما أن العملية الانتخابية هي مجرد حدث يعقد مرات قليلة تعد على الأصابع، لذلك لا يعتبر الجهاز أولوية للسلطات القضائية.

إعلان
المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان