مستغلين أوقات فراغهم.. فريق أردني يفوز بمسابقة عالمية للروبوت متقدما على دول صناعية
عمّان – تمكن فريق أردني من 5 طلبة بعمر الـ17 من الحصول على المركز الأول في التصميم الهندسي والبرمجة وتصميم الروبوت الآمن، في مسابقة نظمتها مؤسسة "فيرست غلوبال" العالمية بمدينة جنيف السويسرية.
المسابقة الكبرى عالميا للروبوت -وفق المنظمين- شارك فيها 180 فريقا يمثلون 180 دولة بالعالم، منها دول صناعية ومتقدمة علميا وتنفق الملايين على البحث العلمي.
الطلبة أيهم وأدهم القاسم وأحمد الضلاعين وحسين عطية ومحمد جميل النجار، ظفروا بالمركز الأول بعد تصميمهم روبوتا آمنا وبشروط دقيقة متعلقة بجسم الروبوت وتحركاته ومجالات عمله والتحكم به وطريقة تنفيذه للأوامر، ولغة البرمجة الخاصة به.
وتعزز المسابقة -بحسب المنظمين- مهارات الإبداع والابتكار لدى طلبة المدارس من خلال تطبيق منحى ستيم (STEM)، في التعليم المبني على دمج العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات لتطوير الروبوتات وتصميمها وبرمجتها، ما يعزز مهارات القرن الـ21 لدى الطلبة ويعزز مهارات التعلم لديهم.
استثمار ساعات الفراغ بالتدريب
ويمضي الطالب في الصف الأول الثانوي أحمد الضلاعين (17 عاما) ساعات فراغه في تعلم تصميم الروبوتات -يقول لـ "الجزيرة نت"- إنه بدأ بالتعلم من خلال هاتفه المحمول وأجهزة الحاسوب المتوفرة قبل نحو 4 سنوات، مستثمرا أوقات فراغه بما يعود عليه بالفائدة.
يشاركه بالتدريب زميله بالمدرسة حسين عطية (17 عاما) المتخصص بمجال البرمجة، وقد بدأ عطية تدربه في مجال البرمجة منذ 2019 على هاتفه المحمول حتى بات يتقن دور البرمجة ضمن فريق المدرسة الفائز بالجائزة.
ويضيف عطية لـ"الجزيرة نت" أن تعلم البرمجة بدأ كهواية، ثم تطور بتلقي دورات تدريبية وتعلم واستثمار أوقات الفراغ في تعلم كل جديد بهذا المجال، ويطمح لدراسة الطب البشري، وخطته المستقبلية بأن يسخر البرمجة في خدمة المجال الطبي، وتقديم عناية وخدمة أفضل للمرضى.
ومثّل الأردن بالمسابقة الدولية فريق "روبوريزير" (RoboRazors) من مدارس "الحصاد التربوي" في العاصمة الأردنية عمّان، وتتكون الفرق المشاركة بالمسابقة من 5 طلبة، ومدرب وإداري، وتتأهل الفرق بعد جولات من التصفيات في دولها بين الفرق المتنافسة، وتشارك عادة المدارس والمؤسسات الأهلية بعيدا عن المؤسسات الرسمية.
وتهتم مدارس "الحصاد" بحسب مديرها أكرم عبد القادر، بتخصصات البرمجة والذكاء الصناعي وتصاميم الروبوت، وتخصص لذلك مختبرا مجهزا بالمعدات والأجهزة والقطع اللازمة والضرورية لتدريب الطلبة، وقد حصلت المدرسة على عدة جوائز محلية وعربية في مجال الروبوت.
عباقرة المستقبل وكنز الأردن
مدير مؤسسة "فيرست غلوبال" بالأردن محمد الجدوع، وصف الفريق المشارك بـ"عباقرة المستقبل وكنز الأردن القادم"، مضيفا أن طلبة الأردن يتميزون بقدرات ذكائية عالية، ولديهم قدرة على التأقلم والفهم السريع والعمل بشكل جماعي، ما يسهم في خلق جيل مبدع مبتكر.
وأضاف جدوع لـ"الجزيرة نت" حول تفاصيل المسابقة، بأنها تختص بـ"أفضل تصميم هندسي للروبوت، وقدرته على الحركة وعمل الواجبات المطلوبة منه، وذلك بدقة متناهية، وتصميم عال للروبوت وبحجم لا يتجاوز 50 سنتيمترا بحسب شروط المسابقة".
وبخصوص أبرز التحديات التي تواجه الطلبة في هذا المجال، قال جدوع إن الطلبة والمهتمين بمجال الذكاء الصناعي والروبوت في الأردن يعانون من قلة الاهتمام والرعاية الرسمية، رغم وجود عدد من المؤسسات ووزارة للاقتصاد الرقمي، لكن على أرض الواقع العمل بخلاف ذلك.
مزيدا من الاهتمام والرعاية
والأمر ذاته ينسحب على المؤسسات الأهلية والخاصة -يضيف جدوع- فالاهتمام بالمبدعين في فرق الروبوت والذكاء الصناعي يصنعون أنفسهم بقدراتهم الذاتية وتمويلهم الذاتي، حتى أن رحلة الفريق الأردني لم نتمكن من تأمين تكاليفها من المؤسسات الرسمية أو القطاع الخاص.
وأوضح مدير الفريق أن أكبر تحد يواجهه المبدعون في فرق الروبوت هو عدم وجود حواضن مؤهلة وقادرة تحتضن إبداعهم، وتسخر لهم التكاليف والنفقات والبيئة المناسبة للعمل والتطوير.
وبفوز الأردن بهذه الجائزة شد أنظار العالم والفرق المشاركة من مختلف دول العالم المشاركة للفريق الأردني، وخلال التكريم قام الفريق بدور وطني من خلال توزيع بروشورات تعريفية بالأردن، وأبرز الأماكن السياحية والتراثية العالمية، بحسب المنظمين.
ورغم قلة الإمكانيات وضعف الإنفاق المالي ومحدوديته على الفريق الأردني، فإنه تمكن من التغلب على الفرق المشاركة من 180 دولة، أبرزها الدول الصناعية المتقدمة علميا مثل اليابان الصين والولايات المتحدة والمكسيك ودول أوروبية وآسيوية وأفريقية، تنفق ملايين الدولارات على البحث العلمي والروبوت والذكاء الصناعي.