أبرزهم مدير مكتب الجزيرة.. واتساب ترضي إسرائيل وتحظر حسابات صحفيي غزة

aljazeera tv - رائد موسى/غزة/ تقرير حظر واتس اب حسابات صحفيي الجزيرة وآخرين
واتساب حظر حسابات صحفيي الجزيرة وآخرين بعد توقف الحرب على غزة (الفرنسية)

حظر تطبيق واتساب (WhatsApp) حسابات عدد كبير من الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة، أبرزهم مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مراسل القناة هشام زقوت.

وكان لافتا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة إقدام واتساب وتطبيقات أخرى، في مقدمتها فيسبوك (Facebook)، على حجب وتقييد حسابات كثيرة، يقول فلسطينيون إنه بدافع ضغوط إسرائيلية على هذه التطبيقات لتقييد المحتوى الفلسطيني.

محاولة تقييد الجزيرة

يقول الدحدوح، للجزيرة نت، إنه فوجئ برسالة من واتساب على هاتفه المحمول تفيد بحظر الحساب كليا وبلا سقف زمني، تزامنا مع دخول إعلان وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة الماضي.

ووفقا للدحدوح فإن رسالة الحظر جاءت بلا مقدمات ومن دون أن يسبقها أي تنبيه أو تحذير، ومن دون ارتكاب أي إساءة لسياسات المحتوى.

رد الدحدوح على رسالة الحظر مستفسرا عن السبب، ومطالبا بإعادة تفعيل حسابه، الذي يستخدمه مهنيا للتواصل مع مصادر أخبار، لكنه لم يتلق جوابا.

واستمر حظر الحساب 3 أيام، قبل أن تتم إعادة تفعيله مجددا مساء أمس الأحد، بعد تواصل إدارة القناة في قطر مع إدارة واتساب بالولايات المتحدة، بحسب الدحدوح.

لكنه أوضح أن حسابه وبقية زملائه في مكتب غزة عادت وكأنها حديثة، وقد حذفت من عليها جميع المراسلات والبيانات.

رسالة الحظر ذاتها وصلت زقوت، وفي التوقيت نفسه، ومفادها "تم حظر هذا الرقم من استخدام واتساب" ويقول للجزيرة نت إنه كصحفي يستخدم واتساب للعمل والحصول على معلومات وأخبار والتحقق منها.

وبرأي زقوت فإن قرار الحظر كان "صادما وغير مبرر" كونه لم يرتكب أي مخالفة لسياسات المحتوى وشروط الاستخدام.

وكزميله الدحدوح لم يتلق زقوت ردا على مطالبته لإدارة التطبيق بإعادة حسابه، الذي تم تفعيله بعدما أخبرت إدارة القناة الشركة المالكة للتطبيق بأن إجراءات الحظر "غير قانونية".

ويقول زقوت إنه تلقى غير مرة تحذيرات من "فيسبوك" بأن صفحته الموثقة بالعلامة الزرقاء قد تتعرض للحذف، بدعوى أنه ينتهك شروط الاستخدام.

**** صورة داخلية فقط *** لا تصلح رئيسية - FW: رائد موسى/غزة/ تقرير حظر واتس اب حسابات صحفيي الجزيرة وآخرين
صورة شاشة حساب الصحفي حسن اصليح التي وصلته من واتساب بشأن حظر حسابه (الجزيرة)

ملاحقة مستمرة

وفقد حسن اصليح، وهو صحفي متعاون مع وسائل إعلام عربية وأجنبية، حسابه على واتساب أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتلقى اصليح رسالة، مماثلة للعشرات من زملائه الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل، تفيد بمخالفته شروط الاستخدام.

يقول للجزيرة نت "لا أستخدم واتساب كثيرا، واعتمادي بالأساس على تطبيق تليغرام، ومع ذلك أرسلت أستفسر عن سبب حذف الحساب ولم أتلق ردا حتى اللحظة".

ولجأ اصليح إلى تغيير المقدمة الدولية لرقم هاتفه المحمول (مفتاح الاتصال الدولي) المرتبط بحسابه على واتساب، وقد لجأ آخرون إلى فتح حسابات جديدة بأرقام مغايرة.

وتتيح التطبيقات للفلسطينيين استخدام مفتاح الاتصال الدولي الإسرائيلي (+972) إلى جانب مفتاح (+970) الذي تم تخصيصه للفلسطينيين بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994.

ولاصليح تجارب مريرة مع كثير من التطبيقات ومواقع التواصل، وقد أوضح أنه تم حذف صفحاته الشخصية على "فيسبوك" 17 مرة، إضافة إلى تعرضه للحظر والحذف المتكرر على تويتر وإنستغرام.

وأرجع هذه الإجراءات العدائية ضد الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين إلى ضغوط إسرائيلية، وقال إن إدارات هذه المواقع والتطبيقات متواطئة مع الاحتلال وتعمل على "خنق" الصحفيين والتضييق عليهم.

آليات الحظر وضغوط إسرائيلية

خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات المهندس محمود أبو غوش، الذي تعرض نفسه للحظر في اليوم الرابع من الحرب على غزة، أوضح آليات عمل هذه التطبيقات لملاحقة الفلسطينيين والتضييق عليهم، استجابة لضغوط إسرائيلية من أعلى المستويات السياسية والعسكرية.

وقال أبو غوش للجزيرة نت: تعمل هذه التطبيقات وفق خوارزميات محددة تندرج في سياق "خطاب الكراهية وممارسة العنف" ولكن من أجل استهداف الفلسطينيين على سبيل المثال دون المس بإسرائيليين، وفق نفس المعايير، تقوم هذه التطبيقات بتحديد المنطقة الجغرافية المستهدفة.

في غزة مثلا، حددت تطبيقات مواقع التواصل بأكملها كلمات مفتاحية ووسوماً مثل (GazaUnderAttack) ولاحقت أي منشورات تذكر المقاومة أو تتعرض لإسرائيل بإساءة، بحسب أبو غوش.

وكان التركيز الأكبر -وفق لأبو غوش- على حسابات النشطاء الأكثر تفاعلا وتأثيرا في الخارج عبر تحديد المجتمع الموجود لديك والمتفاعل معك، لافتا إلى أنه تم حظر حسابه الشخصي على فيسبوك بعد مشاركة شركات أوروبية يتعامل معها لمنشور حول الحرب على غزة.

وقال خبير التكنولوجيا إن إسرائيل تضررت بشكل كبير من المحتوى الفلسطيني الذي حقق تأثيرا خلال الحرب الأخيرة يفوق بكثير ما كان عليه في حرب 2014، وهو ما كان واضحا في تحول مواقف وازنة تجاه إسناد الفلسطينيين، لشخصيات مؤثرة في مجالاتها سياسيا واقتصاديا ورياضيا وحتى لفنانين عالميين.

وأضاف أن تطبيقا مثل "تيك توك" -غالبية مستخدميه من الشباب دون عمر العشرين- كان له تأثير كبير في معالجة ما تتعرض له غزة من جرائم بطرق مبتكرة.

وفسر أبو غوش قدرة تل أبيب على الضغط على هذه التطبيقات، بأنها تتحكم في مراكز بيانات (Data Center) على مستوى العالم، فضلا عن كونها من أكبر مصدري البرمجيات، ولإدارات هذه التطبيقات مصالح متشابكة مع إسرائيل.

المصدر : الجزيرة

إعلان