واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.. هكذا يتم تحويل أفكار المبتكرين إلى مشروعات ناجحة
كشف يوسف الصالحي المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا عن برامج وخطط الواحة لدعم المشروعات الناشئة والمبتكرين، موضحا أن هناك العديد من الأفكار التي تحولت بفضل هذه البرامج إلى واقع ينافس على الأرض.
وأوضح الصالحي -في حوار خاص مع الجزيرة نت- أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تعمل على زيادة الدعم للشركات الناشئة المحلية بطريقتين: الأولى من خلال توسيع مركز الاحتضان الخاص لقبول مزيد من الشركات الناشئة، والثانية من خلال البرنامج الجديد "إليف 8" (ELV8) وهو برنامج نمو مدته 12 شهرا يقدم تدريبا مكثفا وإرشادا ودعما للأعمال لتمكين الشركات الناشئة الواعدة من تحقيق النمو السريع لشركاتها القائمة على التكنولوجيا خارج حدود قطر وفي الأسواق الدولية.
وأشار الصالحي إلى أن البرنامج يساعد هذه الشركات الناشئة على تسريع نموها عن طريق منح رواد الأعمال الآليات والإرشاد لتطوير الأدوات العقلية اللازمة للنمو المتسارع، والتواصل مع الشركات الناشئة والمستثمرين الدوليين، وتحقيق النمو الدولي وزيادة تدفق الإيرادات، معبرا عن ثقته بأن هذا البرنامج الجديد سيضيف المزيد من النجاح.
وعن الأفكار الابتكارية التي خرجت من الواحة، قال الصالحي إن هناك العديد من الأفكار التي خرجت أخيرا وأسهمت في تقديم الحلول التكنولوجية والمالية الآمنة للسداد عبر الإنترنت، فهناك منصة "سي والت" (Cwallet) التي تهدف إلى تعزيز المجتمع غير النقدي والشمول المالي وتستخدم في تقديم الخدمات وحلول السداد للعمال المهاجرين أو الذين يتلقون دخلا زهيدا.
وأضاف أن منصة "فاتورة" أيضا تعد أحد الحلول الآمنة للسداد عبر الإنترنت للشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والناشئة، كما أنها تقدم للشركات وسيلة لإنشاء فواتير عبر الإنترنت وإرسالها إلى عملائها، وتحصيل المدفوعات بشكل أسرع وجهد أقل، مما يساعد على زيادة المبيعات وتسريع نموها وتطويرها، وقد أضافت المنصة أيضا محركا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف عمليات الاحتيال خلال السداد عبر الإنترنت.
المعلومات الموثوقة
وفي مجال التصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة دعمت الواحة منصة "مصادر" التي تهدف إلى توفير البحث في المعلومات الموثقة، وتأكيد مدى صلاحية المعلومة وصحتها.
وعن طبيعة عمل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أوضح الصالحي أن الواحة توفر منطقة حرة وواحة للأعمال تستضيف الشركات التكنولوجية العالمية الرائدة، وتقدم الدعم والتوجيه لشبكة من الشركات الناشئة والمشاريع التكنولوجية الصاعدة، كما تمتلك مجموعة قيّمة من برامج التسريع والاحتضان والتمويل، وتضطلع بدور حيوي في تطوير بيئة التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال في قطر.
وعن أهم المنتجات والابتكارات التي سوّقتها الواحة، قال المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا إن البرامج التي تستخدمها الواحة تهدف إلى دعم وتطوير المشاريع التكنولوجية مثل برنامج "أكسيليرت" الذي حقق نجاحا كبيرا، ويتم من خلاله دعم المبتكرين الناشئين عبر إشراكهم في دورة مكثفة مدتها 10 أسابيع، وساعد البرنامج على إطلاق أكثر من 20 شركة ناشئة منذ عام 2015.
وحصلت جميع الشركات التي تم تأسيسها -وفقا للصالحي- على الدعم والترويج من قبل الواحة، مثل منصة "ميدي" وهي خدمة ناجحة لحجز المواعيد الطبية في المنطقة، لديها الآن أكثر من ألفي طبيب في سجلها، في حين تقدم منصة "ماكت آب" (MaktApp) حلولا إلكترونية ومنتجات رقمية رائدة، لتوفير الدعم التقني للشركات، أما "بونوكل" (Bonocle) فهو جهاز محمول لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية على قراءة المقالات على الأجهزة الإلكترونية المختلفة فضلا عن العديد من المنصات الأخرى.
مزايا متعددة
وعن المزايا التي قدمتها الواحة كي تستطيع احتضان 50 شركة بينها 20 شركة عالمية رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا، قال الصالحي إن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تقدم العديد من المزايا للشركات الموجودة في مركزها، ليس أقلها مكاتبها ومختبراتها ومرافقها الحديثة، حيث يمكن للشركات استئجار مبان من بين المباني المتاحة متعددة الأشغال، أو يمكنها تصميم مبان خاصة بها. كما يمكن للشركات التواصل مع المبتكرين العالميين، والحصول بسهولة على النصائح والمشورة بشأن الملكية الفكرية.
ويرى الصالحي أن الواحة تعمل أيضا على نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا في المجتمع وتشجيع الأجيال الجديدة على البحث عن حلول ابتكارية للمشكلات المختلفة، ومن خلال ذلك تدعم الواحة برنامج نجوم العلوم وهو عبارة عن منصة لأصحاب المشاريع والمبتكرين الناشئين للترويج لأفكارهم ومشاريعهم، فهو مثال على التزام مؤسسة قطر بالاستثمار في الإنسان والارتقاء بفكره، ومساعدة المبتكرين الطموحين على النجاح، وتحويل الأفكار الرائدة إلى مشاريع وأعمال ناجحة.
واعتبر أن برنامج نجوم العلوم على مدى أكثر من عقد، كان له تأثير ظاهر من خلال إسهامه في توليد ثقافة ريادة الأعمال الحيوية بين الشباب في الدول العربية.