هجمات إلكترونية على حزب العمال البريطاني والشبهات تدور حول هذه الدولة

قالت مصادر لرويترز إن قراصنة شنوا هجمات إلكترونية على حزب العمال البريطاني المعارض للمرة الثانية خلال يومين، بحيث أغرقت خدماته على شبكة الإنترنت بحركة مرور كبيرة وضارة الغرض منها إيقاف خدمة الإنترنت عن الموقع قبل أسابيع فقط من الانتخابات الوطنية.
وقال الحزب في وقت سابق الثلاثاء إنه "تعرض لهجمات إلكترونية متطورة وواسعة النطاق على منصات العمل الرقمية"، لكن تم صد الهجوم بنجاح ولم يتم اختراق أي بيانات.
ولكن بعد ساعات قليلة، تعرض موقع الحملة والخدمات الإلكترونية الأخرى إلى هجوم رقمي ثانٍ، وفقًا لشخصين على دراية بالأمر.
وقالت المصادر إنه لم يتضح إن كان الهجوم الثاني شنه القراصنة أنفسهم الذين شنوا الهجوم الأول أم لا، لكن لا يوجد حاليًا أي شيء يربط بين الحادثتين وبين دولة أجنبية.
وردا على سؤال حول الهجوم الثاني، قال متحدث باسم حزب العمل "لدينا عمليات أمنية مستمرة لحماية منصاتنا، لذلك قد يواجه المستخدمون بعض المشاكل.. إننا نتعامل مع هذا بسرعة وكفاءة".
وحذرت أجهزة الأمن البريطانية من أن روسيا ودولا أخرى يمكن أن تستخدم الهجمات الإلكترونية أو الرسائل السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة تعطيل انتخابات 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل. ونفت موسكو مرارا المزاعم الغربية بالتدخل في الانتخابات.
وقال المركز القومي للأمن السيبراني البريطاني -وهو جزء من وكالة الاستخبارات الإلكترونية "جي.سي.أتش.كيو" (GCHQ)- إن الهجوم الأول كان موزَّعا لرفض الخدمة أو ما يعرف باسم "دي.دوس" (DDoS)، وهي تقنية يستخدمها المتسللون في إيقاف مواقع الويب عبر إغراق حركة المرور على الموقع بالطلبات الوهمية بحيث يعجز الموقع عن تلبيتها جميعا فيتوقف عن العمل.
وقال متحدث باسم المركز القومي للأمن السيبراني إن "هجمات دي.دوس شكل شائع من أشكال الهجوم تستخدمه مجموعة واسعة جدا من المهاجمين".
وأضاف أن طبيعة مثل هذه الهجمات غالبا ما تصعّب تحديد مسؤولية الهجمات إلى جهة معينة.

متوتر جدا
وقال زعيم حزب العمل جيرمي كوربن إن الهجوم الأول كان خطيرا للغاية، ولكن تم صده بنجاح بواسطة أنظمة الدفاع التابعة للحزب عند بداية الهجوم يوم الاثنين.
وأضاف "لكن إذا كانت هذه علامة على أشياء ستأتي في هذه الانتخابات، فأنا أشعر بالتوتر الشديد حيال ذلك كله.. لأن الهجوم السيبراني على حزب سياسي في الانتخابات أمر مشبوه وشيء مقلق للغاية".
وقال متحدث باسم حزب العمل إنه على الرغم من أن هجوم الاثنين أدى إلى تباطؤ بعض أنشطة الحملة، إلا أنه تمت استعادتها يوم الثلاثاء.
وتشهد بريطانيا يوم 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل انتخابات برلمانية دعا إليها رئيس الوزراء بوريس جونسون في محاولة لإنهاء مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأكثر من ثلاث سنوات منذ أن صوتت البلاد على مغادرة الاتحاد.
وحقق تقرير صادر عن لجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان في النشاط الروسي في السياسة البريطانية وتضمن اتهامات بالتجسس والتدخل في استطلاعات الرأي، بما في ذلك استفتاء 2016 حول البريكست والانتخابات الوطنية لعام 2017، لكن الحكومة رفضت نشرها قبل نهاية الانتخابات المقبلة.