هل تستطيع تقنية "بلوك تشين" القضاء على الفقر؟

ونجمت عن الافتقار لمثل هذا النظام موارد وأصول غير مطورة تقدر قيمتها بنحو 170 تريليون دولار أميركي، أو 63% من قيمة الأصول الموجودة في الولايات المتحدة.
إن غياب نظام رسمي لتسجيل العقارات والممتلكات يفضي إلى تراجع قيمة الأصول الخاصة وخفض أجور العاملين الذين يستخدمون تلك الأصول، وإلى حرمان الملاك من استغلالها كضمان إضافي للحصول على قروض أو وثائق ثبوتية لطلب خدمات عامة.
ثم إن المجتمعات تفقد منافع كان يمكن أن تراكمها إذا استطاعت توظيف تلك الأصول على أفضل نحو.
ولعل من الأمثلة البارزة على ذلك، البائع التونسي المتجول محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه، وكان سببا في إشعال شرارة الربيع العربي عام 2010.
وكان البوعزيزي وأمثاله ممن ضحوا بأنفسهم يحتجون ليس على قضايا دينية، بل على غياب حقوق الملكية وحكم القانون، بحسب مقال صحفي نشرته صحيفة أميركية في عددها اليوم الجمعة.
وتمخضت البيانات المتطورة المستقاة من الدراسات وصور الأقمار الصناعية والنظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس)، عن "معرفة منظمة" لموقع أي أصول مرئية على وجه الأرض.
ويقول الخبيران فيل غرام وهيرناندو دي سوتو في مقال مشترك بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إنه باستثناء الدول المتقدمة وبعض الأجزاء المتطورة من البلدان النامية فلا توجد سجلات يمكن الوصول إليها تبين من يمتلك تلك الأصول والأموال.
ويعزو الخبيران حدوث ما يسميانها "الفجوة الاقتصادية الكبيرة" بين 2.5 مليار نسمة من القادرين على تسجيل حقوق الملكية وبين خمسة مليارات نسمة من المعوزين في العالم، إلى عدم قدرة الأخيرين على أن يحذوا حذو الفئة الأولى.
وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة التي يرسمها المقال، فإن غرام ودي سوتو يبشران بتقنية جديدة توفر نظاما عالميا لتسجيل حقوق الملكية، وهي ما تُعرف بتقنية "سلسلة الكُتَل" أو (بلوك تشين) بالإنجليزية.
و"بلوك تشين" هي إحدى التقنيات الجديدة والناشئة أساسا لدعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي، حيث يمكن أن توفر وسائل سلسة وفعالة لتشفير أنظمة المعاملات الرقمية ومواجهة التهديدات المتنامية في أمن المعلومات، وتغذي هذه التقنية الابتكار في العديد من المجالات المالية والقانونية والعلمية للدفع بالاقتصاد نحو النمو.
وكلف الرئيس التنفيذي لشركة "أوفرستوك دوت كوم" باتريك بيرن أعضاء من فريقه المهني لتحديث عملية جمع وصيانة سجلات حقوق الملكية على نطاق العالم.
وتعتبر "بلوك تشين" من التقنيات "الواعدة" لقدرتها على حفظ السجلات وإتاحة الفرصة لملايين من المستخدمين للوصول إلى قاعدة بياناتها، إلى جانب إمكانية تحديث بيانات الملكيات العقارية التي تتبادلها الأيدي.