"أوزيريس" يفتش عن أصل الحياة في كويكب بينو
وانطلق صاروخ من طراز "أطلس5" تابع لشركة "يونايتد لونش ألاينس" حاملا المسبار في الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت غرينتش من قاعدة "كيب كنافيرال" التابعة لسلاح الجو الأميركي.
وأطلق على المسبار اسم "أوزيريس-ريكس" ويمثل اسمه اختصارا للمعدات التي يحملها، وكان مثبتا على الجزء العلوي من الصاروخ الذي يماثل ارتفاعه مبنى مؤلفا من 19 طابقا. وصممت المسبار شركة لوكهيد مارتن لتنفيذ المهمة التي تستغرق سبعة أعوام وتبلغ تكلفتها مليار دولار للوصول إلى الكويكب "بينو" القريب من الأرض والعودة مرة أخرى.
وتم اكتشاف الكويكب عام 1999 ويزيد قطره على ارتفاع ناطحة السحاب الأميركية الشهيرة "إمباير ستيت"، ويعتقد العلماء أن ثمة خطرا في احتمال مروره بالقرب من كوكب الأرض في القرن الثاني والعشرين.
ويتوقع أن يستغرق المسبار الذي يعمل بالطاقة الشمسية ويزن 1500 كيلوغرام عامين للوصول إلى مقصده وهو كويكب عبارة عن كتلة صخرية مظلمة عرضها ثلث ميل تقريبا وعلى شكل ثمرة بلوط عملاقة ويدور حول الشمس عند مسافة قريبة من مسافتها من الأرض. ويعتقد العلماء أن الكويكب بينو مغطى بمكونات عضوية تعود إلى المراحل الأولى لتشكل المجموعة الشمسية.
ومن المفترض أن يصل المسبار إلى الكويكب في أغسطس/آب 2018، و أن يقترب في عام 2020 من التقاط عينة يتراوح وزنها بين 60 و2000 غرام باستخدام ذراع روبوتية.
وسيقوم المسبار فور وصوله إلى مدار حول بينو عام 2018 برسم خرائط لسطح الكويكب لمدة عامين آخرين، ودراسة مكوناته الكيميائية والمعدنية. ثم يعود إلى الأرض عام 2020 وسيسبح المسبار في الفضاء مسافة أطول من 650 مليون كيلومترا في رحلته بأكملها.
وسيختار العلماء في نهاية المطاف موقعا لاختبار وتوجيه المسبار للتحليق بالقرب من "بينو" حتى يتسنى لذراع المسبار التي يبلغ طولها 3.4 أمتار لمس سطح الكويكب وجمع عينات منه. وبعد جلب 60 غراما على الأقل من المواد سيعود المسبار مرة أخرى إلى الأرض في سبتمبر/أيلول 2023.
وكتبت وكالة ناسا عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر "مسبارنا الفضائي أوزيريس-ركس في طريقه، وكل شيء يجري حسب الجدول الزمني". وأضافت أن هذه المهمة سوف تساعد العلماء أيضا في دراسة تطور النظام الشمسي وتاريخ كويكب بينو خلال الـ4.5 مليارات عام الأخيرة.
وتعد هذه هي أول بعثة أميركية لجمع عينات من كويكب بينو، والمسبار أوزيريس-ريكس هو الأحدث ضمن سلسلة بعثات لكويكبات بدأت عام 1991 بتحليق مركبة الفضاء "جاليليو" التابعة لناسا -التي كانت متجهة إلى كوكب المشتري- فوق الكويكب جاسبرا.
وتمكن المسبار الياباني "هايابوسا-1" من جلب عينات دقيقة للغاية من الكويكب إيتوكاوا إلى الأرض عام 2010 في أول مهمة من هذا النوع. وتجري مهمة ثانية بواسطة المسبار "هايابوسا-2".