الاحتباس الحراري سيؤخر العصر الجليدي القادم

تسارع ذوبان الكتل الجليدية المكونة لجزيرة غرينلاند
العصور الجليدية نجمت عن مزيج التغييرات الطويلة الأجل في مدار الأرض حول الشمس (الجزيرة-أرشيف)

يقول الباحثون إن ظاهرة الاحتباس الحراري من صنع الإنسان قد أخرت العصر الجليدي المقبل بنحو 50 ألف سنة.

فقد كشفت دراسة جديدة لمعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، أن العصر الجليدي القادم من غير المرجح أن يبدأ قبل مئة ألف سنة من الآن، أي بعد 50 ألف سنة أكثر مما كان متوقعا.

وأشار الباحثون بالمعهد الألماني إلى أن العصور الجليدية نجمت عن مزيج التغييرات الطويلة الأجل في مدار الأرض حول الشمس وتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وتوقعوا أن انبعاثات الكربون التي ينتجها البشر من حرق الوقود الأحفوري يمكن أن تكون كافية لإحداث تأخير جذري في توقيت العصر الجليدي القادم.

ويشير كبير الباحثين إلى أنه على مدى المليون سنة الماضية مرّ العالم بدورات جليدية دامت الواحدة منها نحو مائة ألف سنة. وفي كل دورة، من 80 إلى 90 ألف سنة، كان هناك عصر جليدي غطت فيه ألواح جليدية ضخمة أميركا الشمالية وأوراسيا. والسنوات العشر إلى العشرين ألف سنة الباقية كانت فترات أكثر دفئا مثل ما نعيشه الآن عندما لا يكون هناك جليد فوق القارات الشمالية.

وعلى الرغم من انتهاء العصر الجليدي الآخير قبل عشرة آلاف سنة، فإن الدراسة كشفت أنه حتى من دون تغير المناخ الذي هو من صنع الإنسان ستكون هناك فترة طويلة على غير العادة بين العصور الجليدية، وأن العصر الجليدي القادم لن يبدأ قبل 50 ألف سنة من الآن.

ويرجع الباحثون ذلك إلى مجموعات مختلفة من المعايير لمدار الأرض في مقدمتها أن هذا المدار سيبقى دائريا تماما لفترة طويلة جدا، ولكن مع التأثير المضاف لانبعاثات الكربون فإن العصر الجليدي المقبل لن يكون متوقعا قبل مئة ألف سنة من الآن.

المصدر : تلغراف