هل تصمد ساعات "أندرويد وير" أمام ساعة آبل؟
رغم أن آبل لم تكشف رسميا عن مقدار مبيعات ساعتها الذكية التي بدأت بالوصول إلى المستهلكين منذ الشهر الماضي فإن التقديرات تشير إلى أنها باعت ما يزيد على مليون وحدة في أيام، وهو عدد يفوق مبيعات ساعات أندرويد وير خلال عام 2014 بأكمله، فهل تصمد ساعات أندرويد وير أمام آبل ووتش؟
ويبدو أن نجاح آبل في مجال صناعة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية بدأ بالانتقال إلى الساعات الذكية، ليسمح للشركة الأميركية برسم ملامح مستقبل هذه التقنية حديثة العهد نوعا ما على الرغم من تأخر آبل في دخول هذا المضمار الذي سبقتها إليه العديد من الشركات التقنية الكبرى.
ويبدو أن شركة غوغل المطورة لنظام "أندرويد وير" الخاص بالساعات الذكية بدأت بإجراء بعض التعديلات على هذا النظام لتحسين فرص المنافسة في هذا السوق بعد الدخول القوي لغريمتها التقليدية آبل، فمنذ بضعة أسابيع أعلنت غوغل عن تحديث أندرويد وير إلى الإصدار "5.1.1" الذي لم يجلب معه تحسينات مهمة، لكنه أعطى مساحات أوسع يمكن استغلالها من قبل المطورين لجعل تطبيقاتهم أكثر فائدة.
سبل التفوق
وتعتبر تقنية "العرض المستمر" من أبرز المزايا التي جلبها الإصدار الجديد من "أندرويد وير" لتطبيقات الطرف الثالث، كونها تسمح لمطوري تلك التطبيقات بعرض التنبيهات والمعلومات على الشاشة وفق نمط منخفض استهلاك الطاقة باللونين الأبيض والأسود، وبالتالي فهي تساعد على تقليل معدل لمس المستخدم لشاشة ساعته بغرض الحصول على المعلومات التي تهمه.
ومن أمثلة ذلك أن تعرض الساعة قائمة بالمواد المطلوب شراؤها أثناء التسوق بشكل مستمر، مما يوفر على المستخدم عناء النقر المتكرر لإعادة عرض القائمة، بحسب ما أشار إليه مدير التصميم في شركة "بينديكت ليهنرت" المطورة لتطبيق إدارة المهام "وندرليست".
ومن المفترض لساعة "أندرويد وير" أن تكون قادرة على جلب المعلومات المناسبة في الوقت المناسب وإظهارها كتنبيهات صادرة عن التطبيقات أو على بطاقات "غوغل ناو" (المساعد الشخصي من غوغل) الذي تبين أنه يجلب بيانات غير مهمة في كثير من الأحيان، مثل عرضه المساعدة في إرشاد المستخدم إلى طريق منزله، أو عرضه تنبيهات مزعجة مثل نقل الأخبار من مواقع كان المستخدم قد زارها للتو.
تحسين التنبيهات
إن تحسين نوعية الاقتراحات والمعلومات التي يجب على الساعة الذكية أن توفرها هو ما تعمل عليه غوغل، فوفقا لـ"ليهنرت" فإن كثيرا من التطبيقات تغرق المستخدم بتنبيهات غير مهمة، بينما تكمن إستراتيجية غوغل بمساعدة مطوري التطبيقات في الاعتماد على بطاقات "غوغل ناو" لجلب المعلومات والتنبيهات المهمة في اللحظة المناسبة كأن يظهر للمستخدم بطاقة من تطبيق "أوبن تيبل" تسمح له بدفع الفاتورة بعد الانتهاء من تناول الطعام في أحد المطاعم، أو بطاقة من تطبيق "رن كييبر" لتزويده بتحديثات عن لياقته.
ووفرت غوغل في تحديثاتها إمكانيات تسمح لمطوري التطبيقات بدمج ميزات الأوامر الصوتية بشكل أوسع في تطبيقاتهم، ليصبح بمقدور مستخدمي "أندرويد وير" التعامل بحرية أكبر مع تطبيقات الساعة الذكية.
وعلى الرغم من المنافسة القوية التي تفرضها غوغل في مجال الساعات الذكية يرى مراقبون أن ساعة آبل تمتلك فرصا أوسع للانتشار، كون ساعاتها تعمل إلى جوار هواتفها الذكية التي أكدت دراسات سابقة على ميل مستخدميها إلى إنفاق الأموال عليها بشكل أكبر من مستخدمي أندرويد الذي تأتي هواتفه -في كثير من الحالات- بأسعار منخفضة نسبيا، وبالتالي فإن فرصة اقتناء الساعات الذكية وإنفاق الأموال ابتغاء ذلك يصبان حتما في صالح آبل.