"أقصى" يتيح زيارة افتراضية للقدس
محمد محسن وتد-القدس المحتلة
يتوق المواطنون في العالمين العربي والإسلامي إلى زيارة القدس والمسجد الأقصى، إلا أن واقع الاحتلال الإسرائيلي للمدينة المقدسة يحول دون ذلك. وللاقتراب من هذا الحلم وظفت مجموعة من شباب الداخل الفلسطيني التكنولوجيا، واستحدثت تطبيقا أطلقت عليه اسم "أقصى"، يتيح القيام بجولة سياحية تفاعلية بين معالم المدينة ومقدساتها على الإنترنت مجانا.
وما إن تلامس أصابع المستخدم التطبيق على شاشات الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية، حتى يدخل المدينة المقدسة دون تأشيرة من الاحتلال، ويتخطى الحواجز العسكرية ويحط بالصوت والصورة والمعلومة، وسط مشاهد ساحات الحرم والقدس القديمة بواقعية ما تراه العين على أرض الواقع.
تقنية
وقال مدير مشاريع التصميم والتطوير في الشركة التي طورت تطبيق "أقصى"، بلال عنابوسي، إنه يتيح للمستخدم زيارة المسجد الأقصى وتفقد معامله والتجول في القدس وأسواقها واعتلاء أسوارها ومبانيها، في جولة ثلاثية الأبعاد تجسد الواقع عبر تقنية متقدمة تتجسد عبرها المعالم الأثرية والمباني القديمة والمشاهد كما هي طبق الأصل.
وأضاف أنه تمت برمجة التطبيق وتوظيف مختلف التقنيات التي تتيح استعراض المكان ونقل التفاصيل والمشاهد والحقائق المطابقة للواقع، مع ضمان التفاعلية وتوفير المعلومات بعرض سلسلة متنوعة من الجولات في القدس من مختلف الزوايا والمحطات والمعالم والمباني العتيقة، بما يتماشى مع المستجدات التي يشهدها الأقصى ومحيطه.
من جانبه، أوضح مسوق البرامج في الشركة عبيد أبو مخ، أن الزائر للتطبيق يرافقه دليل سياحي وشرح صوتي بعدة لغات حول تفاصيل المعالم الأثرية الإسلامية والعربية ومحطات مختلف الحضارات، ومعاينة الواقع وحاضر المدينة المقدسة وما تتعرض له من مشاريع تهويد وطمس للآثار وتزييف للتاريخ.
وذكر أن التطبيق "يعتبر مرجعا ثقافيا وتاريخيا وسياحيا، وإرثا حضاريا لكافة شعوب العالم يمكن المستخدم من التنقل من خلال الخرائط في حاضر المكان بكل تفاصيله".
وأضاف أبو مخ أن المستخدم يمر بأسوار القدس القديمة ويتجول في أسواقها ويزور مساجدها وكنائسها، ليعيش متعة التاريخ وعبقه، ويشحن من خانته ذهنه بمعلومات ومشاهد عن الحضارات التي عايشت المدينة المقدسة والأمجاد الإسلامية والعربية التي ما زالت صامدة بوجه الطمس والتزييف، وماثلة رغم محاولات التهويد والاستيطان.
كسر الطوق
بدوره، يرى المرشد السياحي شادي أبو مخ أن هذا التطبيق يهدف إلى كسر الطوق عن المدينة المقدسة وفضح زيف الرواية الصهيونية، وكشف آليات الطمس للتاريخ والحضارات وتهويد المكان، وكذلك تمكين العرب والفلسطينيين في كل مكان من استعادة الذكريات.
ولفت إلى أن واقع المدينة المحتلة "في غاية الصعوبة والخطورة، ولا يمكن لأي تطبيق توثيقه وتجسيده كما هو في الواقع"، مؤكدا أن "شحذ العقول بالمعلومات من خلال هذا المشروع يتيح التفاعل بوجدانية وروحانية، والتسلح في معركة الصراع على الروايات، لتكون هذه الخدمة جسرا للتواصل وتعميق المعرفة وتجسيد الارتباط وتوثيق العلاقة مع القدس والأقصى".
أما مسؤول العلاقات العامة في الشركة محمد خيري، فاعتبر نقل واقع القدس والأقصى في ظل الاحتلال مهمة وطنية لتعريف المسلمين بما تتعرض له المدينة المحاصرة من مشاريع تهويد واستيطان على حساب الوجود العربي والإسلامي.
وشدد على ضرورة ابتكار المشاريع الحاضنة والداعمة للقدس والأقصى، والمساهمة في تعزيز صمود الفلسطينيين بما يتماشى مع الدعوات للعرب والمسلمين بالامتناع عن زيارة المدينة المحتلة لما في ذلك من تبعات تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أنه مع التطور التكنولوجي الحاصل، فإن مثل هذا التطبيق من شأنه نقل الصورة والواقع للمستخدمين عبر الهواتف الذكية.