تعرف على تقنية "إتش آر إف ثري دي"
لا تزال معظم الأفلام السينمائية الحالية تصور بمعدل 24 إطارا في الثانية، وهو المعدل الذي تم اعتماده قبل أكثر من ثمانين عاما، لكن بعض الأفلام تمردت على هذا المعيار وكسرت القاعدة واستخدمت تقنية "إتش إف آر ثري دي" (HRF 3D) لتصوير أفلام ثلاثية الأبعاد بمعدل 48 إطارا في الثانية، فما هي هذه التقنية؟ وما هو مبرر استخدامها؟
يقول جاكسون إننا نعيش في عصر تتنافس فيه السينما مع الحواسيب اللوحية وأنظمة الترفيه المنزلي، ومن الضروري لصناع الأفلام توظيف التقنية الحالية لرفع مستوى التجربة الغامرة والفريدة التي يجب أن تتمتع بها السينما.
ويضيف أننا نعيش في عصر رقمي يتقدم بسرعة وتتطور فيه التقنية باستمرار بشكل يجعلها قادرة على إثراء تجربة مشاهدة الأفلام في السينما، موضحا أن تصوير الأفلام للجماهير بتقنية "معدل الإطار المرتفع" أصبح قابلا للتطبيق منذ عام أو عامين، وقد صور أفلام "ذي هوبيت" بهذه التقنية لأنه أراد للجماهير اختبار مدى الروعة الغامرة التي يمكن أن تكون عليها تجربة العرض السينمائي.
وعن تاريخ معدل الإطارات في التصوير السينمائي، يوضح جاكسون أن الأفلام الصامتة كانت تصور بمعدل 16 إلى 18 إطارا في الثانية "إف بي إس" (fps) بكاميرات تدار باليد، وفي عام 1927 عندما دخل الصوت احتاجت الصناعة إلى اعتماد كاميرا بمحرك ذات سرعة تصوير ثابتة، وكانت تكلفة الأفلام بقياس 35 ملمترا مرتفعة جدا، لهذا كانت الحاجة إلى اعتماد معدل إطار منخفض قدر المستطاع لتوفير التكاليف.
ويضيف أن التسجيل الصوتي في وقت مبكر كان يتطلب حدا أدنى من سرعة معدل الإطارات لتوفير دقة مقبولة. وعلى هذا الأساس تم اعتماد سرعة 24 إطارا في الثانية، وأصبحت تلك السرعة المعيار في صناعة السينما لأكثر من ثمانين عاما، مع قيام دور السينما حول العالم بتثبيت أجهزة عرض ضوئي يمكنها العرض فقط بسرعة 24 إطارا في الثانية.
ويلخص ما سبق بقوله إن معدل 24 إطارا في الثانية كان قرارا تجاريا بحتا -أرخص سرعة لتوفير الجودة الأساسية- لكن تلك السرعة كانت تسبب تشوهات مثل الوميض والارتعاش والضبابية، وفي العصر الرقمي لم يعد هناك أي مبرر مقنع للالتزام بمعدل السرعة ذلك، على حد تعبيره.
ويضيف صاحب ثلاثية أفلام "سيد الخواتم" الشهيرة- أن العلماء يقولون إن العين البشرية تتوقف عن رؤية الصور الفردية (الإطارات) عند سرعة 55 إطارا في الثانية، لهذا فإن التصوير بمعدل 48 إطارا في الثانية يعطي المشاهد شعورا أكبر بوهم الحياة الواقعية، وذلك لأن هذه السرعة تقلص الضبابية في الصورة وتزيد حدتها وتمنح الفيلم مظهرا كأنه مصور على أفلام بقياس 65 ملمترا أو "آيماكس" (آيماكس تقنية لتسجيل وعرض الصور بقياس ودقة أعلى بكثير من أنظمة الأفلام التقليدية، ولهذا فهي تحتاج إلى صالات عرض سينمائية خاصة).
ويرى جاكسون أن إحدى أكبر مزايا التصوير بهذه التقنية هي أن عين المشاهد ترى ضعف عدد الصور في كل ثانية مقارنة بالأفلام السينمائية المصورة بالنمط التقليدي (24 إطارا في الثانية) مما يمنح الفيلم جودة غامرة رائعة على حد قوله، ويجعل تجربة العرض ثلاثي الأبعاد أكثر راحة وأقل إجهادا للعين، وذلك لأن أحد الأسباب التي تجعل مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد غير مريحة لبعض الناس هو أن كل عين تعالج كميات كبيرة من الوميض والضبابية وارتعاش الصورة، وهذا كله غير موجود في أفلام "إتش إف آر ثري دي".