غزّيتان تبتكران جهازا يجنب المقعدين عناء صعود الدرج

أحمد عبد العال-غزة
وراودت فكرة اختراع "مصعد ذوي الاحتياجات الخاصة الكهربائي" الطالبتان نادية الريس وروان تمراز، بعد مشاهدتهما لموقف إنساني واجهت خلاله إحدى المعاقات صعوبة بالغة في صعود الدرج.
وتقول نادية الريس للجزيرة نت إنها بعد مشاهدتها لذلك الموقف فكرت بضرورة اختراع شيء يفيد ذوي الإعاقة الحركية، فكانت فكرة تصميم مصعد كهربائي يمكنهم من صعود الدرج دون مساعدة أحد.

عقبات كبيرة
وتوضح نادية أن تنفيذ مشروعهما يتكون من شقين: الأول يتعلق بالتحكم الكهربائي، والثاني له علاقة بالهندسة الميكانيكية.
وتشير إلى أنه يمكن توفير المصعد في المنازل وجميع المباني دون الحاجة إلى إنشاء أساسات له قبل البناء، لافتة إلى أن استخدامه لا يقتصر على المعاقين بل يشمل كبار السن، بالإضافة لقدرته على حمل الأشياء الثقيلة.
وتقول نادية الريس إن المشروع واجه عقبات كبيرة أولها توفير المبالغ المالية اللازمة لشراء مستلزمات تنفيذه، بالإضافة لصعوبة تصميم المشروع بطريقة تتناسب مع استمرار انقطاع الكهرباء في غزة. كما واجهت الطالبتان تحديا في تصميم مصعد بدرجة أمان عالية بحيث لا يتعرض مستخدمه للانزلاق أو أي مخاطر أخرى.
من جانبها، توضح الطالبة روان تمراز أن ما يميز مشروعهما أنه لا يحتاج أن يؤسس له في البناء ويمكن تركيبه بشكل خارجي في أي بناء، كما يمكن تشغيله بمولد كهربائي صغير الحجم، مع إمكانية التحكم به عن بعد.
ولكن المشكلة الوحيدة للمشروع -بحسب الطالبتان- هو تكلفة تنفيذه العالية، مما يجعل من الصعب على ذوي الاحتياجات الخاصة تنفيذه بشكل فردي.
وتقول روان تمراز للجزيرة نت إن تكلفة تنفيذ المشروع عالية ولكن يمكن للمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمعاقين تنفيذه بسهولة، مشيرة إلى أن عددا من المؤسسات أعجبت بالفكرة وبدأت دراسة إمكانية تطبيقها بشكل واسع.

مشروع مميز
وفي تعليقه، يقول الأستاذ في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر بغزة، أيمن عياد، إن هذا المشروع مميز لأنه لأول مرة ينفذ في قطاع غزة.
ويشير إلى أن الطالبتين اختارتا هذا المشروع نظرا للعدد الكبير من المعاقين حركيا في غزة، خاصة بعد الحرب الأخيرة التي أصيب خلالها 11 ألف فلسطيني 40% منهم يعانون من إعاقات مختلفة.
ويوضح عياد، وهو المشرف على المشروع، أن الطالبتين واجهتا الكثير من المشاكل خلال تصميمه وتنفيذه بشكله المبدئي، ولكن إرادتهما العالية ورغبتهما في مساعدة المعاقين حركيا مكنتهما من تنفيذه بنجاح، منوها بأن أبرز العقبات التي تواجه تعميمه في أنحاء غزة هي تكلفة تصنعيه العالية.
من جانبها، تتمنى الشابة الفلسطينية مي عبيد -التي تعاني من إعاقة حركية- أن تتبنى المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة مشروع المصعد الكهربائي، وتطوره ليكون المعاقون حركيا وكبار السن قادرين على صعود الدرج دون الحاجة إلى مساعدة من أحد.
وتصف المشروع بأنه "رائع وسهل الاستخدام" ويساهم في إنهاء جزء من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمنت أن تسعى المؤسسات المعنية لتنفيذه وتطويره بشكل واسع.