انطلاق أول محاولة لإنزال مجس على سطح مذنب

يجري العلماء اليوم أول تجربة على الإطلاق لإنزال مجس على سطح مذنب ظلت تحوم حوله سفينة الفضاء "روزيتا" منذ أغسطس/آب الماضي، في مرحلة حاسمة من مهمة مستمرة منذ عشر سنوات لمعرفة المزيد عن تاريخ المذنبات في الكون.
وبإشارة من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) انفصل المجس "فيلاي" (Philae) نحو الساعة 8:35 صباحا بتوقيت غرينتش عن المركبة الأم روزيتا متجها صوب سطح المذنب "67بي/تشوريموف غراسيمنكو" بهدف جمع عينات منه، ويتوقع أن يتم تأكيد عملية الهبوط بحدود الساعة الرابعة أو الخامسة مساء حسب توقيت غرينتش.
ويعتقد العلماء أنه يمكن للعينات التي سيجمعها المجس أن تكشف عن كيفية تشكل الأرض والكواكب الأخرى، لأن المذنبات هي مخلفات من تشكل المجموعة الشمسية منذ 4.6 مليارات عام، كما يعتقدون أنها قد تكون مسؤولة عن جلب جزء كبير من المياه التي تمتلئ بها المحيطات الآن.
ولأن الإشارة تستغرق نحو ثلاثين دقيقة لتصل إلى الأرض فقد واجه الفريق دقائق انتظار قلقة لمعرفة ما إذا تم الانفصال بنجاح، لكن في تمام الساعة 9:03 أكدت وكالة "إيسا" نجاح عملية الانفصال.
وقال مات تايلور، أحد علماء المشروع، إن الفريق كان قلقا لأن فيلاي لم يشتغل مباشرة بعد إعطاء أمر التشغيل. كما أكد رئيس المهام في وكالة الفضاء الأوروبية باولو فيري حدوث مشاكل عدة في التحضيرات خلال الليل لكنهم مع ذلك قرروا المضي قدما، وأن "روزيتا مستعدة لعملية الانفصال".
وبسبب حدوث مشكلة في وحدة "الدفع" التي صممت لضمان أن يظل المجس مستقرا على السطح، فإنه سيتعمد نتيجة لذلك كليا على خطاطيف لتثبته على سطح المذنب. لكن يخشى العلماء أنه عندما يطلق المجس تلك الخطاطيف فإنه قد يرتد مبتعدا عن السطح ويتوه في الفضاء.
وعلى الفريق أن يتأكد من إطلاق المجس ذي الثلاثة أرجل في الوقت المناسب وبالسرعة المناسبة لأنه لا سبيل للتحكم في عملية هبوطه على سطح المذنب التي تستغرق سبع ساعات.