غزة تجاري العصر تكنولوجيا رغم العدوان

أيمن الجرجاوي-غزة
تجلس الشابة الفلسطينية نادرة مشتهى على كرسيها المتحرك خلف شاشة عرض تقدم برامج تعليمية للأطفال بلغة الإشارة، وتحاول برفقة زميلتها تقديم شرح عن ما تعرضه الشاشة لبعض الشبان والشابات.
نادرة مشتهى صاحبة مشروع تعليمي يقوم على ترجمة منهاج رياض الأطفال إلى لغة الإشارة، وإثرائه ببعض الألعاب الهادفة بنفس اللغة، في محاولة للمساواة بين الأطفال الأسوياء والصم.
وتشارك بمشروعها المسمى "أطفالكم" في أسبوع فلسطين التكنولوجي العام الحادي عشر "إكسبوتك 2014″، الذي ينظمه اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات بفلسطين (بيتا) في مدينة غزة بمشاركة نحو عشرين شركة في مجالات تكنولوجية وخدمية، إضافة لعرض بعض المشاريع الشبابية الإبداعية.
وتلفت المقعدة نادرة مشتهى إلى محاولتها -من خلال المشروع- تحقيق فائدة لفئة أخرى ذات احتياج (الصم)، لكنها وجدت صعوبة في تسويق برنامجها عبر الإنترنت، ولا سيما أن ثمن الاشتراك ثلاثة دولارات لكل برنامج تدفع لمرة واحدة.
وتشير إلى أن الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بيكتي) قدمت لها تمويلا بقيمة خمسة آلاف دولار للبدء بمشروعها، لكنها تطمح أن تتبنى مؤسسة مشروعها ثم تفتحه بشكل مجاني للجميع.
وتطمح مشتهى خلال الفترة المقبلة لزيادة عدد المناهج التعليمية التي يشملها مشروعها ليستفيد منها جميع الأطفال في الوطن العربي، وتقول إنها استعانت بمشرفين متخصصين في لغة الإشارة لعمل ذلك.

ما زلنا أقوياء
وشهد "إكسبوتك 2014" مشاركة شركات فلسطينية دُمرت مقراتها كليا بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لكنها أصرت على الحضور لتحدي الاحتلال، كما يقول القائمون عليها.
ويوضح مدير شركة "ورلد لينكس" الفلسطينية لخدمات الرسائل القصيرة عماد الصوالحي أن الصواريخ الإسرائيلية أحالت مقر شركته -الذي كان في برج "الباشا" بمدينة غزة- إلى أثر بعد عين بعد تدمير البرج بشكل كامل في 25 أغسطس/آب المنصرم.
وتطمح الشركة من خلال مشاركتها في الأسبوع التكنولوجي -وفق ما تحدث به مديرها للجزيرة نت- إلى "إثبات أنها ما زالت قوية وقائمة رغم ما تعرضت له من دمار واسع، وأننا قادرون على تجاوز الصعاب والتحديات".
ويضيف الصوالحي -الذي تقدم شركته خدمات لمؤسسات محلية ودولية في غزة والضفة الغربية- أنهم واصلوا الليل بالنهار منذ اليوم التالي للحرب بحثا عن مقر جديد، "ولم ننتظر المساعدة من أحد، لأن علينا التزامات وعقود يجب الإيفاء بها".
ويشير إلى أن اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني كان له دور جيد في مساعدة شركته على "نفض غبار" الحرب، فيما لم تتلق أي تعويض من حكومة الوفاق الوطني أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حتى اليوم.

لن نترك سوقنا
وفي زاوية أخرى من زوايا المعرض التكنولوجي، تشارك شركة "كمبيوتر لينك" الفلسطينية للخدمات التدريبية بعد نحو شهرين ونصف الشهر من تدمير مقرها بمدينة غزة بشكل كلي.
ويقول مدير الشركة مروان كحيل للجزيرة نت إن رسالة شركته من خلال وجودها في المعرض "أنها لن تترك تاريخها وسوقها وطلابها، وستبدأ من جديد أقوى مما كانت عليه، وستبقى تعمل رغم الدمار".
وبلغت خسائر الشركة -وفق كحيل- نحو 205 آلاف دولار لكنها تمكنت من افتتاح مقر جديد لها عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وعادت لممارسة نشاطاتها من جديد.
ويشير كحيل إلى أن اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني دعم شركته بدفعة مالية مكنتها من النهوض من جديد، لكنه ما زال بانتظار التعويض من الجهات الرسمية بعد تقديم كل الأوراق اللازمة لذلك.
وتقدم الشركة خدمات التدريب المتقدم، ولديها وكالة امتحانات لشركات عالمية، كما يقول كحيل إنه عمل من خلال تقديم دورات "الكسب عن طريق الإنترنت" على مكافحة البطالة بغزة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها.

التكنولوجيا والإعمار
ويقول اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني (بيتا)، الجهة المنظمة للمعرض الذي أقيم تحت شعار "مدن ذكية نحو مجتمع مبدع"، إنه حرص على استمرار إقامته بكل الظروف الصعبة في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويشير المدير الإقليمي للاتحاد في غزة يوسف شعث للجزيرة نت إلى أن الأسبوع التكنولوجي سيكون بداية لتفعيل التكنولوجيا كأداة لتطوير قطاعات أخرى في فلسطين، إضافة إلى تسليط الضوء على مدى الفائدة على الشركات والمستخدمين.
وسيركز الأسبوع التكنولوجي -وفق شعث- على أهمية استخدام التكنولوجيا في إعادة إعمار قطاع غزة وتنميته بعد العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له.