نَـقِّب عن تجارتك الرقمية

epa04403630 A picture made available on 17 September 2014 shows Chinese student Meng Longfei of the Institute of Entrepreneurship of Yiwu Industrial and Commercial College taking photos of the express receipts and goods for archive in Yiwu city, Zhejiang Province, China, 02 September 2014. He runs an online shop on Aliexpress, selling clothes to the foreign customers where monthly sales exceeds 10,000 yuan (1,256 euro). Just like many other Chinese sellers, Meng Longfei stumbles into fraud occasionally, so taking photos is one of the means to keep delivery evidences. AliExpress is another one of Alibaba's e-commerce platforms for marketing wholesale products at factory prices. Yiwu Industrial and Commercial College has opened a 'Taobao class' since 2009. The three-year course guides students through the process of launching online businesses on Taobao and Aliexpress. Students are allowed to take online orders in class and can substitute the performance of their online business for academic credits. EPA
عام 2020 سوف يصل عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم خمسة مليارات (الأوروبية)

* ناثان إيجل-بوسطن

إن كل شخص تقريبا يترك بصمة رقمية، وهي الأثر الذي يخلفه ما يسمى "البيانات السلبية" التي تتولد عندما ننخرط في أي من أشكال التفاعل على شبكة الإنترنت، كما هي الحال مع أي محتوى مشهور على شبكات التواصل الاجتماعي، أو عند تنفيذ أي معاملة رقمية، مثل شراء شيء ما ببطاقة الائتمان، وقبل بضع ثوان ربما ولَدت بيانات سلبية بالنقر على رابط لقراءة هذا المقال.

إن البيانات السلبية، كما يوحي الاسم، لا تتولد عن نشاط واع, فهي منتجات ثانوية لوجودنا التكنولوجي اليومي. ونتيجة لهذا فإن هذه المعلومات والقيمة النقدية المتأصلة فيها تمر عادة دون أن يلاحظها مستخدمو الإنترنت.

ولكن الشركات لا تغفل عن إمكانات البيانات السلبية, فهي تدرك أن مثل هذه المعلومات، مثل المادة الخام، يمكن التنقيب عنها واستخدامها بطرق عديدة مختلفة, على سبيل المثال من خلال تحليل تاريخ تصفح المستخدمين تستطيع الشركات أن تتكهن بنوع الإعلانات التي قد يستجيبون لها أو المنتجات التي من المحتمل أن يشتروها. وحتى منظمات الرعاية الصحية بدأت تدخل هذه المعمعة، فمن خلال التعرف على أنماط الشراء في مجتمع ما تستطيع أن تتوقع تفشي مرض الإنفلونزا على سبيل المثال.

الواقع أن صناعة كاملة من الشركات التي تعمل تحت المسمى التجميلي منصات إدارة البيانات،  تلتقط الآن البيانات السلبية للمستخدمين الأفراد وتستخلص منها مئات المليارات من الدولارات.

إعلان

ووفقا لمعهد التسويق باستخدام البيانات، فإن صناعة التنقيب عن البيانات ولدت 156 مليار دولار من الإيرادات في العام 2012 أي نحو 60 دولارا لكل من مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم، الذين يبلغ عددهم نحو 2.5 مليار شخص.

البيانات المنقولة
وبقدر ما قد تبدو هذه الأرقام مبهرة، فإنها مجرد خطوة أولى لاقتصاد البيانات. فبحلول العام 2020سوف يصل عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم خمسة مليارات شخص, وسوف تنشأ عشرة مليارات اتصال جديد من آلة إلى آلة, وسوف تتضاعف حركة البيانات المنقولة إلى 11 مثلا.

ونظرا للنمو الهائل في حجم البيانات المولدة، جنبا إلى جنب مع التطبيقات المتزايدة الاتساع بين الصناعات، فمن المعقول أن نتوقع أن تتجاوز قيمة البيانات الفردية قريبا المائة دولار لكل مستخدم للإنترنت. ومن المتوقع أن تولد صناعة التقاط البيانات في غضون عشر سنوات ما يزيد على 500 مليار دولار سنويا.

واستنادا لهذه التوقعات، قد يتساءل المرء عن نوع التعويض الذي يمكن أن يتوقعه أولئك الذين يخلقون هذه البيانات التي تبلغ قيمتها مليارات عديدة من الدولارات. الإجابة، في ضوء الوضع الحالي هي لا شيء على الإطلاق, فالمستخدمون الأفراد يقبعون في قاع اقتصاد منهار, وتتولى أطراف ثالثة جمع البيانات التي يولدونها وبيعها لأي منظمة غنية بالسيولة النقدية وراغبة في شرائها.

غير أن هذه الحال ليست دائمة بالضرورة، وتتلخص أول خطوة نحو استعادة بعض القيمة الكامنة في بياناتنا الخاصة في النظر إلى هذه المعلومات باعتبارها أصلا وليس منتجا ثانويا, وعند تلك النقطة يصبح بوسع مستخدمي الإنترنت إيجاد السبل للتحكم في إبداعهم.

وبالفعل، يستطيع مستخدمو فيسبوك الآن تصدير كل بياناتهم الشخصية ملفا مضغوطا بمجرد الضغط على رابط على البروفايل, ومن المفترض أنهم يستطيعون بيع هذه المعلومات مباشرة إلى المنظمات الراغبة في شرائها، بدلا من السماح لموقع فيسبوك بالقيام بذلك.

إعلان

تبادل المعاملات
بطبيعة الحال، لم تبلغ سوق البيانات هذا النطاق حتى الآن, ولكن كما تُظهِر إمكانية تصدير البيانات على فيسبوك، من غير المستبعد أن يظهر نموذج جديد يحول البيانات إلى أصول والمستهلكين إلى منتجين, ومثل هذا النموذج من شأنه أن يعمل على تمكين المليارات من مستخدمي الإنترنت من خلال تحويلهم إلى مستفيدين من تبادل المعاملات، وهو نموذج يضيف القيمة في كل اتجاه.

وبعيدا عن تمكين مستخدمي الإنترنت الأفراد من تحويل بياناتهم إلى نقود، فإن هذا النموذج من شأنه أن يفيد مشتري البيانات من خلال ربطهم بشكل أوثق بالمستهلكين خاصة عن طريق الحد من انعدام الثقة الذي قد ينشأ عندما لا يكون المستخدمون ضالعين في تبادل واستخدام بياناتهم.

والواقع أن الشركات التي تقر بأن البيانات الشخصية ممتلكات شخصية سوف تكون في وضع أفضل يسمح لها ببناء العلاقات مع المستخدمين الأفراد، وبالتالي اكتساب رؤية أعمق لاحتياجاتهم ورغباتهم الخاصة.

إذا كانت قيمة البيانات السلبية تقدر بمئات المليارات من الدولارات عندما تباع بواسطة أطراف ثالثة، فإن البيانات التي يختار الأفراد مشاركتها مع آخرين -رؤى موثوقة وصادقة إلى دوافعهم كمستهلكين- لا بد أن تكون أعظم قيمة. ومن خلال التعرف على الأفراد وراء البيانات، يصبح بوسع الشركات الوصول إلى هذه القيمة والمشاركة فيها، ضمن اقتصاد بيانات يستفيد منه الجميع دون استثناء.

إن البيانات الشخصية هي كذلك على وجه التحديد، شخصية. وينبغي للأفراد أن يختاروا ما إذا كانوا راغبين في تقاسمها، كما ينبغي لهم أن يتمكنوا من تقاسمها مع آخرين بشروطهم.

ترجمة: إبراهيم محمد علي         
* ناثان إيجل الرئيس التنفيذي لمؤسسة جانا، رائدة التكنولوجيا التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي.

المصدر : بروجيكت سينديكيت

إعلان