قمة المدن الذكية تبحث رؤية خليجية موحدة


وشدد بعضهم على ضرورة تبني رؤية خليجية موحدة لتحقيق التكامل بين كافة مشاريع المدن الذكية بالمنطقة.
وفي هذا الصدد، قدر رئيس مجلس الإدارة والمؤسس للمنظمة الخليجية للبحث والتطوير يوسف محمد الحر، حجم الاستثمار في مجال التنمية المستدامة ذات الصلة بالمدن الذكية في قطر، بأكثر من 20 مليار ريال (قرابة 5،5 مليار دولار)، مشيرا إلى أن إحصاءات دقيقة ستصدر العام المقبل قد ترفع حجم هذه التقديرات.

صناعات موازية
وأوضح الحر في أجوبته عن أسئلة الجزيرة نت، أن مشاريع المدن الذكية بدول الخليج من شأنها أن تطلق مجموعة من الصناعات الموازية، كتلك المرتبطة برفع كفاءة الطاقة وتدوير النفايات، وتحدث في هذا السياق عن إمكانية تدشين مصنع لتقنية إضاءة "إل.إي.دي" الموفرة للطاقة، وذلك خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن "المدن الذكية تحتاج إلى استثمارات كبيرة، لتطوير بنية تحتية رقمية متطورة، وتقديم منتجات وخدمات ذات جودة عالية، قادرة على توفير حياة مستدامة لسكانها بدون تلوث أو ازدحام".
ولفت في مداخلة له بالقمة إلى أن الدراسات المتخصصة تتحدث عن توقعات بأن تبلغ سوق تكنولوجيا المدن الذكية، والصناعات ذات الصلة عبر العالم إلى 2.1 تريليون دولار بحلول العام 2020.
من جهته نبه مستشار الرئيس التنفيذي لمشروع "لوسيل" في قطر حسين نعيمي إلى غياب تعريف موحد لماهية المدن الذكية بمنطقة الخليج.
ودعا في تصريح للجزيرة نت إلى ضرورة "بلورة مفهوم موحد يحقق التكامل بين المدن الذكية"، مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يخفض من تكاليف الاستثمار، ويرفع من جودة الأعمال التجارية ذات الصلة، علاوة على تقليل التوجه نحو الاستيراد، مع إطلاق صناعات وخدمات تستجيب لاحتياجات مثل هذه المشاريع.
بدوره، رأى وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للتطوير والتقنية إبراهيم بن معيض الحربي، أن مفهوم المدن الذكية ينطلق من وصفها مدنا تساهم في حل الأزمات والكوارث ومواجهة تحديات الازدحام ونمو استهلاك الطاقة.
وقال في مداخلة له بالقمة، إن التحدي الأبرز الذي يواجه دول الخليج هو البحث عن بدائل للطاقة، في وقت تستهلك فيه حاليا نحو 30% من إنتاجها من النفط لتوليد الكهرباء، مع توقعات بأن ترتفع هذه النسبة إلى 80% بعد عشرين سنة.
وأشار إلى دول الخليج تستهلك ربع إنتاجها من النفط لتوليد الكهرباء بينما توجد هناك فرص كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية بمستويات كبيرة بكافة هذه الدول.

التقنية والحجيج
وعبر عن اعتقاده بأن مشاريع المدن الذكية بشكل عام واستخدامات التقنية بشكل خاص يمكنها أن تساعد على مواجهة الأزمات والكوارث، مثل الازدحام والسيول وغيرها.
وفي تصريح للجزيرة نت، كشف الحربي أن السعودية ستطبق جزئيا مشروع "الإسورة الذكية" خدمة للحجيج عبر توزيع نحو مائة ألف وحدة العام المقبل، على أن يطبق بشكل كامل أثناء العام 2015.
وقال، إن هذه الإسورة الذكية ستساعد في التعرف على هوية الحجاج، وتسهيل حركتهم بين المشاعر المقدسة.
كما كشف عن قرب اعتماد منطقة مكة لبوابة إلكترونية تسمح بمرور الحجاج النظاميين فقط، فضلا عن مشروع "هوية مكة" الذي سيعرف بمناطق واتجاهات المدينة المكرمة عبر الإشارات والرموز لاستيعاب نحو 114 لغة تستخدم أثناء موسم الحج، وقال إن هذا المشروع سيرى النور في غضون سنة إلى سنتين.
تجدر الإشارة إلى أن قمة المدن الذكية التي تنظمها "فليمنغ غلف" لتنظيم المؤتمرات، والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، ستناقش خلال يومين، التحديات الإستراتيجية التي تواجه تنفيذ المدن الذكية، ودور هذه المدن في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، بحضور خبراء خليجيين ودوليين.