طفلك سيكذب، هذا مؤكّد.. لكن كيف تتعامل معه؟ إليك هذه الخطوات العلمية

رسم: رأفت الخطيب

ما يجب أن تعرفه

يحدث كثيرًا أن تسمع طفلك في مقتبل عمره وهو يحكي عن مغامرات خيالية تحدث معه، كأن يحكي عن شجارٍ دار بينه وبين ديناصور في غرفته، أو أنه يصادق حوتا في المدرسة. وللأمر أن يتجاوز حدود نسج القصص، فقد تلحظه أحيانا يكذب بخصوص استذكار دروسه أو قد يُنكر مثلا أنه أخذ المال الذي كان على الطاولة.

 

وسواء كنت أُمًا أو أبًا أو مسؤولًا في مدرسة، فمن الأكيد أنك مررت بموقفٍ شبيه مع طفل يلجأ للكذب هربًا من مواجهة الحقيقة، ولربما يدفعك هذا نحو مزيد من القلق حين تتخيّل أنّ الطفل سيكبر ليكون محتالا محترفًا.

 

يتعرّف الأطفال على الكذب، أو الخداع بمعناه الأوسع، في سن صغيرة للغاية، حيث يشير الخبراء إلى أن الطفل يبدأ في تزييف الحقائق من سن مُبكّرة، إذ يزيّف الطفل بكاء جوعه فقط لأنّه تُرك فترة طويلة في مهده ويُريد الآن أن يلفت انتباه والديه.[1] وعلى الرغم من سمعة الكذب السيئة، فإنه سلوك شائع في التواصل الإنساني بشكل عام ويلعب وظائف اجتماعية عدة. صحيح أن قول الطفل الحقيقة مهم لوالديه، لكنّ الأهم هو أن يسعى الآباء لفهم ما يقف وراء تلك الأكاذيب قبل محاولة انتزاع الحقيقة من الطفل.[2]

في هذا السياق، ينصحك عالم النفس كانغ لي أن تبتهج حين يكذب طفلك لأول مرة. حسنا، دعنا لا نتعجّل الحكم ونطّلع على ما يقوله عدد من علماء النفس بالتفصيل. تُشير الدراسات[3]  إلى أن الأطفال يُولدون ولديهم منذ ولادتهم وازع وحسّ أخلاقي جزئي متأصّل في شخصياتهم، إذ يستطيع أطفال البشر، وبحسب سلسلة من الدراسات التي قام بها بول بلوم، إدراك مفاهيم العدل والتعاطف، ومنها يميز بين الصواب والخطأ، ويعرف أن هناك قواعد اجتماعية وآدابا وسلوكيات صائبة وأخرى مرفوضة، ومن خلال مراقبة الكبار المستمرة يستكشف الطفل كيف يتصرف في حياته. لذا فإن مفهوم قول الحقيقة (الصدق والأمانة) هو مفهوم ينشأ في نفس الطفل تدريجيًا مع تقدّمه بالعمر.

 

لكنّ السؤال المهم هنا: كيف يتمكّن طفل ما زال يتعثر في مشيه من تطوير ملكَة الكذب لخداع من حوله؟ يُجيب كانغ لي، أستاذ علم النفس بجامعة تورنتو (University of Toronto) بكندا والمتخصص في علم النفس النمائي للأطفال، أن الأمر طبيعي للغاية، بل مطمئن بالأحرى.

 

لماذا يكذب الطفل؟

يعتمد الطفل بالكامل منذ ولادته وحتى بلوغه الثالثة من عمره تقريبا على الكبار في تدبير كلّ أموره، تكون أكاذيب هذه المرحلة "بيضاء" بسبب أخطاءٍ بريئة ارتكبها، أو لحماية نفسه، أو لتهدئة الشخص الذي يحاسبه. يفهم الطفل شعور الأب/الأم من نبرة صوته، إن سألته بغضبٍ "هل قمتَ بكسر المزهرية؟" فعلى الأغلب سيكون رده "لا، لست أنا". والسبب أن الطفل لا يريد إثارة مشكلةٍ مع الراشدين الذين يعتمد عليهم، ولأنّ نبرة الصوت الغاضبة تخيفه، سيسعى جاهدًا للحفاظ على شعوره بالأمان عبر إنكار فعلته.

 

خلال نموه الإدراكي، يطوَّر الطفل ما يسمى بـ"نظرية العقل" (theory of mind) وهي مقدرة الطفل على أن يُدرك أن الآخرين يدركون الأمور بطريقة مستقلّة عن إدراكه هو، وأن ما يعرفه هو بعقله، لا يستطيع أن يعرفه الآخر بالضرورة، فإذا رآك طفلك قد نسيت مفاتيح السيّارة على الطاولة، ثُمّ قام أحد أفراد العائلة بتعليق المفاتيح على الحائط، فسيكون بإمكان طفلك في هذه المرحلة أن يتوقّع بأنّك ستعود لتبحث عن المفاتيح على الطاولة حيث نسيت، لأنّه يستطيع أن يتخيّل ولو بشكل جُزئي كيف تُفكِّر بعقلَك الخاص بناءً على معطياتك أنت، لا معطياته هو.

 

بناءً على هذا النمو الإدراكي بحسب نظرية العقل، فإنّ الطفل يستطيع أن يُدرك أنَّك لا تعرف ما يعرفه هو بالضرورة، فيؤلّف عند الحاجة حبكةً متّسقة بناء على إدراكه للمعلومات التي تعرفها بطريقة تسعى إلى تضليلك، وهذه المقدرة هي أحد المُكوِّنات الأساسية لسلوك الكذب[4].

 

أمّا المُكوِّن الأساسي الثاني، كما يقول كانغ لي، هو وعي الطفل بقدرته على التحكّم الذاتي (self-control)، إذ يحتاج الطفل كي تنطلي كذبته على المستمع أن يتحكّم بتعابير وجهه ولغة جسده وصوته وانفعالاته، بطريقة يعرف أنّها ستثير لديكَ انطباعا مختلفا عن اتّهامك له، وبالتالي فهو يستثير عواطفك عبر انطباع بريء يُثير لديك مشاعر التعاطف والثقة.

لا يُولد الطفل وبحوزته هذه المهارات الإدراكية، بل هي تطورات عقلية تُستحدث مع التقدم في العمر، لذا ينصحك عالم النفس كانغ لي أن تبتهج حين يكذب طفلك لأول مرة، حيث إن هذا مؤشر على التطور الإدراكي للطفل، وهذه المهارات التي يعكسها الكذب تقوم بوظائف هامّة بعيدا عن الكذب نفسه، فهي تعكس قدرات إدراكية تمكّن المرء من مسايرة العالم ببراعة حين يكبر. وغياب هذه القدرات الإدراكية يرتبط ارتباطًا وثيقا بالاضطرابات النمائية العصبية مثل التوحد واضطراب نقص الانتباه وفَرط الحركة (ADHD).[5]

 

وفي الفترة العمرية بين الثالثة والسابعة، يظلّ الطفل يستكشفُ الفرق بين الخيال والواقع، فهو يخلق عالمًا من نسج خياله ويُصادق أناسا غير موجودين. وكثيرٌ من الآباء والأمهات يشجّعون أبناءهم بسؤالهم عن اسم صديقه الخيالي ومغامرات ألعابه، حيث لا يرغب الوالدان في تحجيم مخيّلة الطفل وتقييد إبداعه.[6] يفهم الطفل معنى الكذب وأهدافه بدايةً من السنة الخامسة حتى العاشرة، ويحاول الامتثال للقواعد المرساة في البيت والمدرسة عن أهمية قول الحقيقة، وذلك باعتبار أنه يريد أن يكون "طفلًا عاقلا" يحظى برضا وقبول أبوَيه ومعلِّميه. وبعد سن العاشرة، يكون الطفل قد استوعب كليا تبعات وعواقب قول الحقيقة أو إخفائها.

إذن، تتعدّد الأسباب خلف كذبات الطفل؛ فقد يكذب الطفل أحيانًا بشكل عفويّ ودون تفكير أو تخطيط، لأنه قد يُدرك خطأَه في نفس لحظة سؤالك إيّاه، وحينها قد يكذب على عجالة لتفادي المشكلة، وقد يكذب الطفل لشعوره بالخوف والتهديد ولأنّه لا يريد أن يتعرّض للتوبيخ أو العقاب. ويحدث في كثير من الأحيان أن يندفع الطفل للكذب بدافع الفضول والاستكشاف والإثارة، حين يُفكِّر "ما الذي سيحدث لو أخفيت هذه عن والديّ؟" أو "ماذا الذي سيحدث لو لم أخبر أخي أنّني مَن تناول قطعة حلوته الخاصّة؟".

 

وباختصار يُمكن أن نقول إن الأطفال يكذبون لاحتمالات عدّة نعرضها في الإنفوغراف التالي:

ماذا أفعل حين يكذب طفلي؟

  • أولًا: كن قدوة وعزّز أهمية الصدق

يجدر بالآباء معرفة أن الطفل لا يرى الكذب من المنطلق الأخلاقي نفسه الذي يراه الكبار، لأن فهم أهمية الحقيقة يتكوّن تدريجيا لدى الطفل. تلعب البيئة المحيطة دورًا كبيرا في تحويل الكذب من عادة سيئة إلى سلوك يومي اعتيادي. بحسب نظرية التعلم المكتسب، يتعلّم الطفل معظم سلوكياته من خلال ملاحظة ومراقبة الأشخاص الذين يحيطون به.

 

ببساطة شديدة: يتدرّب الطفل على الكذب حين يرى والدَيه يكذبان، فحينًا يوصيانه بقول الحقيقة، وحينًا آخر يطلبان منه أن يُجيب طارق الباب بأنهما خارج المنزل للتهرّب منه، وبهذا يعلمانه انتفاء ضرر الكذب طالما أن أحدا لن يتمكّن من اكتشافه. لذا يحتاج الطفل في البداية للإجابة عن سؤال: لماذا عليه ألّا يكذب؟ هل لأن الحقيقة مهمة، أم لأن قول الصدق هو الأهم مهما كلف الأمر؟

 

ليس المطلوب أن يتوقف طفلك عن الكذب، بل أن تتعزز لديه مفاهيم الصدق والشجاعة والثقة والقدرة على حل المشكلات التي يواجهها دون التهرب منها بالكذب. وهو يكتسب هذه الصفات عبر مراقبة سلوكك ومحاكاة أساليبك في حلّ المشكلات وعاداتك اليومية بالتواصل الاجتماعي.

  • ثانيا: أبقِ الحوار هادئا عند اكتشاف الكذبة

ابقَ هادئا حين تكتشف أن ابنك يكذب، لأنّ الصراخ سيخيفه، كما أن الغضب سيترك آثارًا يترتب عليها عواقب أكثر تعقيدا. حين تهدأ الحادثة، حاوره ووضِّح عواقب الكذبة والمساوئ المترتّبة عليها والتي قد تؤثر في مشاعر الناس الذين يهتمون لأمره، الأمر الذي سيساعده على تطوير ذكائه العاطفي وقدرته على رؤية الموقف من زوايا مختلفة.[7]

من المهم كذلك ألا تنعته بالكذاب، واطلب منه أن يخبركَ الحقيقة بهدوء، لأنك حين تنعته بالكذّاب مرارا وتكرارا، سيصدّق ذلك، وسيرى نفسه أسيرا لهذه العادة، وسيستمرّ في الكذب وسيَصعب تقويم سلوكه فيما بعد. وما يحدث في كثير من الأحيان أن الطفل يبرع في التصرّفات السيئة حين يقتنع أنه ما من تصرفٍ سيرضي والدَيه، وأنّه ما من طريقة ممكنة ليَحظى بحبّهما، لأنهما يواصلان نعته بالذنب الذي اقترفه مرارا وتكرارًا.[8]

 

  • ثالثا: حدّد منبع الكذبة

اطرح عليه أسئلةً تُساعدك في فهم دوافع الكذب من وجهة نظره، لماذا يُؤكّد لك أنّه قد غسل أسنانه على الرغم من أنّه لم يفعل ذلك؟ حاول العثور على ما دفعه لإخفاء الحقيقة، هل هو خائفٌ منك أم أنّه لا يحب غسل أسنانه لأنّه لا يستسيغ طعم المعجون مثلًا؟ أم إن كلّ ما يريده هو أن يلفت انتباهك ولا يجد طريقة تدفعك للحديث معه إلّا من خلال هذا السلوك.[9]

 

تلعب التجارب السابقة أيضا دورًا مهمًّا في تحديد السلوك الحالي، هل يكذب الطفل بسبب خوفه من ردّ فعلك نتيجة لتجربة ما سابقة، أيّ حين وبّخته على الإفراط في هدر الماء بطريقة عنيفة؟

  • رابعا: لا تنصب له فخًا

يقع كثير من الآباء في خطأ تربوي شائع عند محاولة جرّ الطفل للاعتراف بكذبته، واستدراجه لفضحه أو جعله في موقف محرج أمام نفسه. إذ لا يعدّ اجترار الطفل الوسيلة المثلى لمواجهة الكذب، بل من الأفضل أن تقول له قبل سؤالك "عِدني بأنّك ستقول الحقيقة"، حيث يزيد قطع هذا الوعد من ميل الطفل إلى الصدق10. لكن لا تُرغمه على قول الحقيقة، إذ سيزيد هذا من خوفه وقلقه.

 

إن التصرّف الأمثل حين يرفض الطفل الاعتراف بخطئه أو عند امتناعه عن قول الحقيقة هو ببساطة إخباره أنك متأكد أن ما يفعله خاطئ، وطمئنه أن الأمر بسيط وأنّه بإمكانكما حل المشكلة معا، لكنّ الضغط والتحقيق والصراخ سيعقّد المسألة وسيزيد من إصرار الطفل على إخفاء الحقائق، وسيعزّز من كذبه عند وقوعه بمآزق أخرى في المستقبل.

  • خامسا: لا تُبالغ في العقاب

التهذيب لا ينتج عن العقاب كما هو شائع، بل تشير الدراسات إلى أن نشأة الطفل في بيئة تستخدم العقاب وسيلة للإصلاح لا تُحقق هدفها في معظم الأحيان. إذ إنّ الاستخدام المتواصل للعقاب أسلوبا للتربية داخل الأسرة، يقود إلى التمرّد والغضب والنفور عند بلوغ الابن مرحلة يشعر فيها باستقلاليته، أو حين تنقلب موازين السلطة في العائلة وحين يجد الابن نفسه قادرا على التحدي والرفض. لذلك يكون استيعاب الابن، والحوار الهادئ، أحد الطرائق المثلى لاحتواء الكذب وتقليله.[10]

 

  • سادسا: شجّعه على قول الحقيقة

امتدحه كلما أجابك بصدقٍ حتى وإن كانت الإجابة مزعجة، بل أظهر له احترامَك لشجاعته، عزّز هذا السلوك بمكافآت رمزية، مثل الخروج سويّةً لتناول وجبة لذيذة بينما تظهر له امتنانك للثقة المتبادلة بينكما رغم المشكلات والمآزق والأخطاء التي يرتكبها. كذلك قُصَّ عليه حكايا تبين إيجابيات الصدق، وليس العكس، فالقصص التي تُظهر سلبيات الكذب وعواقبه الوخيمة تشجّع الطفل على تطوير مهارته في صياغة قصّته الكاذبة بشكل أكثر مهارة في كل مرة، لذلك تعوّد أن تشجّع على الصدق وتمتدحه أكثر ممّا تنتقد الكذب وتهاجمه.[11]

 

  • سابعا: ضع خطًا فاصلا بين الحقيقي والمتخيل

الخيال هو عالَم الطفل الخصب للتسلية والاستمتاع، وهو جزء مهم في نمو إبداع الطفل وقدراته الإدراكية، ودورك كمسؤول عن رعايته يقع في شحذ مخيّلته وتشجيعه على الانطلاق بعقله، لكن دوركَ أيضا هو توضيح الفرق بين الحقيقي والخيال، ينطبق ذلك أيضا على قصص ما قبل النوم أو في الدروس المدرسية، تحديدا للأطفال ما قبل الرابعة. على سبيل المثال، إن قصَّ عليك طفلك أنّه قد تمكن من دخول شاشة التلفاز ومقابلة المذيع، أخبره أن خياله خصب، وأن قصته رائعة وعليه أن يكتبها في كتاب لتشجعه، وفي الوقت نفسه أعِدْه إلى أرض الواقع عبر أخذه في زيارة إلى محطّة التلفاز -إن كان هذا مُمكنًا- ليرى عالَمها الحقيقي، وليدرك أن التلفاز مجرّد وسيط ناقل للصوت والصورة.[12]

يُشير الكذب في حالات نادرة إلى علّة نفسية جوهرية، لكنّ الكذب المَرَضي يُصاحبه عادة أعراض أخرى؛ فإذا كان الطفل يكذب على الدوام في جميع ما يسأل عنه وفي كلّ تفاصيل حياته ويلجأ للكذب بطريقة غير مبرّرة حتّى في أبسط المواقف، ويتحوّل الكذب إلى نهج يَومي عبر تزييف الحقائق وليس تهرّبا من عقوبة أو تحقيقًا لغاية، فسيكون من الجدير بك استشارة مختصٍّ نفسيّ لكيّ يُقيّم الحالة. علاوة على ذلك، تذكّر أن الكذب هو وسيلة الطفل الأولى لمجاراة الحياة الاجتماعية، ويُمكن ضبط عادة الكذب عن طريق خوض نقاشات ناضجة وهادئة عن أهمية قول الحقيقة والمصارحة ومنحه الثقة للإفصاح عن مشاعره وأفكاره دائمًا دون أن يخشى عقابًا أو حرمانًا، وهو ما سوف يساعد الطفل على عدم اعتياد قول الأكاذيب حين يكبر، وسيمكّنه الصدق والإفصاح الناضج من تطوير مهارات اجتماعية إيجابية.

 

أدوات ستساعدك

  • فيديو

يشرح الباحث والمتخصّص في علم النفس كانغ لي في هذا المقطع عن كيفية حدوث الكذب لدى الأطفال، ولماذا يكذبون؟ وكيف يرى الأطفال الأمور من منظورهم الخاص؟

  • كتاب

كتاب البروفيسور في علم النفس بول إيكمان، يشرح لك بالتفصيل الأسباب العلمية الكامنة وراء كذب الأطفال، والدوافع النفسية التي تدفعهم لذلك، وكيفية التعامل معهم (غير مترجم).

_______________________________________________________________________

المصادر:

  1. Why We Lie: The Science Behind Our Deceptive Ways, National Geography. YUDHIJIT BHATTACHARJEE (2017)
  2. Social and Cognitive Correlates of Children’s Lying Behavior. Child Dev. Victoria Talwar and Kang Lee. (2008).
  3. The Moral Life of Babies. Scientific American. Paul Bloom (2013).
  4. Ding, X. P., Wellman, H. M., Wang, Y., Fu, G., & Lee, K. (2015). Theory-of-Mind Training Causes Honest Young Children to Lie. Psychological science, 26(11), 1812–1821.
  5. Evans, A. D., & Lee, K. (2013). Emergence of lying in very young children. Developmental psychology, 49(10), 1958–1963.
  6. Ding, X. P., Wellman, H. M., Wang, Y., Fu, G., & Lee, K. (2015). Theory-of-Mind Training Causes Honest Young Children to Lie. Psychological science, 26(11), 1812–1821.
  7. Why do kids lie, and is it normal? The conversation. Penny Van Bergen, Carol Newall. (2018)
  8. Talwar, V., & Lee, K. (2011). A punitive environment fosters children’s dishonesty: a natural experiment. Child development, 82(6), 1751–1758.
  9. Why do kids lie, and is it normal? The conversation. Penny Van Bergen, Carol Newall. (2018)
  10. Talwar, V., & Lee, K. (2011). A punitive environment fosters children’s dishonesty: a natural experiment. Child development, 82(6), 1751–1758.
  11. Talwar, V., & Lee, K. (2011). A punitive environment fosters children’s dishonesty: a natural experiment. Child development, 82(6), 1751–1758.
  12. Why do kids lie, and is it normal? The conversation. Penny Van Bergen, Carol Newall. (2018)
المصدر : الجزيرة