مشجع كرة قدم وأكاديمي بريطانيان يتهمان الريسي مرشح الإمارات لرئاسة الإنتربول بالإشراف على تعذيبهما

اللواء أحمد ناصر الريسي (مواقع التواصل)

ذكرت صحيفة "غارديان" (The Guardian) أن أكاديميا ومشجع كرة قدم بريطانيين، يتهمان اللواء أحمد ناصر الريسي، مرشح دولة الإمارات العربية المتحدة لرئاسة الشرطة الدولية "الإنتربول" بأنه أشرف على احتجازهما والاعتداء الجسدي عليهما أثناء وجودهما في بلاده.

وقالت الصحيفة إن المواطنين البريطانيين اتهما الريسي بأنه أشرف شخصيا على تعذيبهما، وهما الأكاديمي ماثيو هيدجز، الذي اعتقلته الإمارات لمدة 7 أشهر، ومشجع كرة القدم علي عيسى أحمد، الذي اعتقل أثناء قضاء إجازته في دبي بسبب ارتدائه قميص المنتخب القطري خلال بطولة كأس الأمم الآسيوية.

اللواء الريسي أشرف على التعذيب

قال أحمد "لقد عانيت شخصيا من التعذيب وسوء المعاملة تحت إمرته (الريسي)"، وأكد أنه لا يزال يحمل ندوباً واضحة في جسده بسبب التعذيب الذي تعرض له في الإمارات.

والريسي هو أحد المرشحين اللذين أعلنا رغبتهما في رئاسة الإنتربول، هو المفتش العام لوزارة الداخلية الإماراتية منذ فترة طويلة، وله دور رقابي على السجون في بلاده، بما في ذلك ارتكاب أعمال التعذيب، من قبل الحراس والمحققين، ولا يمكن للإنتربول قبول هذا. كما يقول رودني ديكسون، المحامي الذي يمثل هيدجز وأحمد.

وقال هيدجز، الذي تم العفو عنه في النهاية بعد اتهامات بالتجسس "بالتأكيد هو (الريسي) مسؤول عن التعذيب، إن الرسالة التي يبعثها ترشيحه هي أنه لا يمكنك فقط القيام بذلك والإفلات من العقاب، ولكن ستكافأ أيضًا".

وتعد المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، المعروفة باسم الإنتربول، منظمة دولية لفرض القانون، حيث توفر الدعم في التحقيقات للدول الأعضاء، بما في ذلك تبادل المعلومات عن المشتبه بهم.

خطورة تولي الريسي رئاسة الإنتربول

وقالت الغارديان إنه سيتم انتخاب رئيس الإنتربول الجديد خلال الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية في إسطنبول، ورغم أنه منصب دون أجر فإن من يتولاه يتمتع بنفوذ كبير.

وهو ما دفع الكثير من النقاد الدوليين للتعبير عن قلقهم من أن انتخاب الريسي قد يعرض حيادية الإنتربول للخطر، لأنها بمثابة موافقة دولية على الانتهاكات المرتكبة داخل نظام العدالة الإماراتي.

واتخذ الريسي نهجًا علنيًا للغاية تجاه ترشيحه لرئاسة الإنتربول رغم السرية على الانتخابات، وقام بجولة عالمية واسعة النطاق للضغط من أجل الظفر بالمنصب، بالتزامن مع إنشاء موقع إلكتروني لاستعراض إنجازاته، ومنها التباهى بأنه قام بتحديث شرطة الإمارات، وأنشأ "المديرية العامة للسعادة" بوزارة الداخلية.

وقال هيدجز "إنه مرشح غير مناسب. (انتخابه) من شأنه إعطاء الضوء الأخضر وإضفاء الشرعية على سلوك الجهات والدول التي تسيء ليس فقط للإنتربول ومكانته، ولكن للعدالة الدولية والشرطة".

الريسي يواجه دعاوى القضائية

وأشارت الصحيفة إلى أن الريسي يواجه العديد من الدعاوى القضائية في المملكة المتحدة والسويد والنرويج وفرنسا، حيث يوجد مقر الإنتربول.

ومن المتوقع أن يرفع هيدجز وأحمد دعوى قضائية ضد الريسي في تركيا قبل انعقاد الجمعية العمومية للإنتربول، ترافق الدعوى القضائية المقدمة في فرنسا من مركز الخليج لحقوق الإنسان، الذي يتهم الريسي بارتكاب "أعمال غير إنسانية وتعذيب"، بحق الناشط الحقوقي أحمد منصور، المحتجز في الحبس الانفرادي بالإمارات منذ 4 سنوات.

ويمكن أن تعيق الدعاوى القضائية قدرة الريسي على التحرك بحرية إذا تم انتخابه، لأن الإنتربول مقره في ليون بفرنسا.

وقال ديكسون "إذا وطئت قدمه الأراضي الفرنسية، فيمكن اعتقاله والتحقيق معه بتهمة التعذيب بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية".

وأشارت الغارديان أيضًا إلى تبرع الإمارات بمبلغ 50 مليون يورو للإنتربول من أجل عالم أكثر أمانًا، وهو أكبر تبرع منفرد للمنظمة الدولية في السنوات الأخيرة، معربة عن قلقها من أن تبرعا بهذا الحجم قد يضر بالمنظمة لصالح الإمارات، فيما رفض متحدث باسم الإنتربول نتائج التقرير.

المصدر : غارديان