ناد رياضي فلسطيني يتحدى قنابل الاحتلال

ملعب الجدار الأخضر
ملعب كرة القدم في النادي الذي يتحدى الاحتلال الصهيوني (الجزيرة)

فادي العصا-بيت لحم

يقف الشاب عصام أحمد صافي في ملعب لكرة القدم شرق القدس المحتلة كل يوم مترددا في إكمال مشروعه الرياضي الذي أنجزه بالشراكة مع شاب آخر أو التوقف، ليترك أرضه عرضة للمصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتتناثر بقايا قنابل الغاز والصوت في المكان، ولا تتوقف دوريات المركبات العسكرية الإسرائيلية التي تحرس الجدار الشائك الملاصق للملعب، وتراقب ما يقوم به الفلسطينيون خلفه من جهة الضفة الغربية.

وقد أنشأ الشابان ناديا مصغرا في فلسطين يضم ملعبا ومسبحا، وبعض لوازم الألعاب الرياضية الأخرى بأرض أحدهما الواقعة بمنطقة وادي الحمص، الممتدة بين أراضي بلدات دار صلاح والعبيدية شرق بيت لحم بالضفة الغربية، وصور باهر شرق القدس المحتلة على مساحة ثلاثة دونمات.

‪بقايا قنابل الغاز والصوت في محيط الملعب‬ (الجزيرة)
‪بقايا قنابل الغاز والصوت في محيط الملعب‬ (الجزيرة)

مشروع اقتصادي رياضي
ويقول صافي للجزيرة نت، إن فكرة إقامة مشروعه الرياضي نشأت لأسباب عدة، أهمها الحفاظ على أرضه التي أصبحت ملاصقة جدا بالجدار الفاصل بين الضفة الغربية والقدس.

وأشار إلى أن الجدار الذي يليه شارع عسكري لمنع التواصل الجغرافي بين الضفة والعاصمة، أنشأه الاحتلال على شكل سلك شائك، يستطيع نقله في أية لحظة لضم أراضٍ أخرى، مما فرض عليه شغل الأرض بالمشروع الذي يضمن وجود الناس فيه ويصرف نظر الاحتلال عن ضم أرضه.

ويضيف صافي أن السبب الآخر هو إقامة مشروع اقتصادي يوفر الدخل له ولشريكه في الأرض، كما يوفر 12 فرصة عمل للشباب الفلسطينيين، ويرفه عن شباب المنطقة.

بحث صافي المشروع وتوقع أن تكون فكرته مبتكرة في منطقة معرضة لهجمات جنود الاحتلال بسبب قربها من مقطع الجدار الفاصل، خاصة مع إصراره على جعل أسعار الدخول إلى ناديه المصغر في متناول الجميع.

كما أن دراسة الجدوى الاقتصادية تبين أن المشروع يستطيع استعادة رأس المال الذي يقترب من نصف مليون دولار أميركي، خلال أربع إلى خمس سنوات.

صافي داخل ملعبه وقرب مشروعه الاقتصادي الرياضي (الجزيرة)
صافي داخل ملعبه وقرب مشروعه الاقتصادي الرياضي (الجزيرة)

استفزاز الاحتلال
واستفاد صافي وشريكه من وقوع الملعب والمسبح في منطقة مشتركة بين ثلاث بلدات، وانتشرت دعاية وجود النادي في هذه الأرض البعيدة عن الشوارع الرئيسية، التي تعتبر منطقة زراعية مفتوحة، فأصبح الشباب يتوافدون إليه، وخاصة خلال شهر رمضان الفضيل الذي كان المكان يظل مكتظا فيه حتى قبيل الفجر بقليل.

ولم يرق لجنود الاحتلال الوجود الشبابي بأعداد كبيرة قرب الجدار الأمني، كما أن إضاءة الملعب تبقي المنطقة مكشوفة، فبدأ باستفزازهم بإلقاء قنابل الغاز بين فينة وأخرى حول الملعب وبداخله لينتشر الغاز سريعا في المكان ويؤدي إلى ابتعاد الجميع.

وأدى استهداف الاحتلال للنادي مرة تلو الأخرى بالاقتحام والتفتيش والاستهداف بالغاز إلى احتراقه مرتين، لأن أرضيته من العشب الصناعي سريع الاشتعال إلى إحجام البعض عن ارتياده، لكن الغالبية العظمى تحدوا الاحتلال وأصروا على اللعب والبقاء في النادي، حيث إنهم يعلمون أن تركه قد يعني مصادرة الأرض أو سرقتها من قبل الاحتلال أو سماسرته.

يقول المسؤول الإداري بالنادي والمدرب في المسبح "عثمان" للجزيرة نت، إنه ينظم دورات للسباحة تستوعب مختلف الأعمار السنية وخاصة الأطفال، لأن وجود الأطفال يقلل من هجمات جنود الاحتلال.

ويقول أحد مرتادي النادي للجزيرة نت إن المنطقة مصنفة (ج) -حسب اتفاق أوسلو– ولا مناص من وجودهم واللعب فيها حماية لها لمنع مصادرتها.

المصدر : الجزيرة