العراقيون يتحسرون على ضياع فجر كروي جديد

وفي مقهى يقع بقلب منطقة الكرادة وسط العاصمة، تواجد عشرات المشجعين الشباب لمتابعة المباراة متطلعين أن تغمرهم فرحة الفوز، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تبدد خيبة هذه المباراة أحلامهم.

أحمد أسعد (17 عاما، طالب في المرحلة الثانوية) لم يخف حسرته بعد خروج منتخب بلاده بقوله "كنا نأمل أن نغمر هذا المكان بمشاعر الفرح والحماسة للتأهل ومواصلة المشوار، لكن كل شيء تبخر وذهبت أحلامنا أدراج الرياح".

وأضاف "لم نكن نتوقع أن نودع المنافسات بأخطاء ارتكبها المدرب لتخرج المباراة من بين يديه"، وتساءل وهو يصب جام غضبه على مواطنه المدرب غني شهد "هل يعقل أن يستبدل اثنين من أبرز لاعبي المنتخب علي عدنان لاعب أودينيزي وعلي حصني لاعب ريزا سبور التركي الجديد؟ كانا مؤثرين.. استبدالهما أتاح لجنوب أفريقيا فرصة التقاط الأنفاس بسبب سوء تقديرات المدرب".

أما زميله أحمد فلاح حسن (18 عاما) فقد علق على نتيجة المباراة بحسرة متصاعدة مع دخان الأرجيلة "أمضينا ساعات هنا قبل انطلاق المباراة نتأهب للاحتفال بالفوز على جنوب أفريقيا في فجر يوم جديد ونصل إلى دور الثمانية، لكن آمالنا خابت بسبب أخطاء اللاعبين والمدرب".

وتابع "كنا نتطلع لنطلق عنان الفرح الجماعي مع ساعات الصباح الأولى، لأن كرة القدم باتت سر فرحنا الوحيد.. ماذا نعمل؟ قتلوا فينا حتى بصيص أمل أن نعيش مثل هذه الفرحة".

وخرج الأولمبي العراقي من ريو 2016 بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات أمام الدانمارك والبرازيل بنتيجة واحدة (صفر-صفر) وأمام جنوب أفريقيا (1-1)، رغم تأكيدات مدربه غني شهد التي أشار فيها أكثر من مرة إلى إمكانية ذهابه إلى أبعد ما يمكن في المنافسات.

يشار إلى أن الأولمبي العراقي بلغ نهائيات مسابقة كرة القدم خمس مرات في تاريخه على صعيد مشاركاته في الدورات الأولمبية، بدأها عام 1980 في موسكو ثم لوس أنجلوس 1984 وسول 1988 وأثينا 2004.

وفي أثينا، وصل المنتخب بقيادة عدنان حمد إلى نصف النهائي، واجتاز في الدور الأول البرتغال (4-2) وكوستاريكا (2-صفر) قبل أن يخسر من المغرب (1-2)، وفي دور الثمانية فاز على أستراليا (1-صفر) لكنه خسر أمام باراغواي في نصف النهائي.