تشابيكوينسي وكلاي وكرويف.. أحزان الرياضة

ATTENTION EDITORS - VISUAL COVERAGE OF SCENES OF INJURY OR DEATHRescue crew work at the wreckage of a plane that crashed into the Colombian jungle with Brazilian soccer team Chapecoense onboard near Medellin, Colombia, November 29, 2016. REUTERS/Jaime Saldarriaga TPX IMAGES OF THE DAY
تحطم طائرة فريق تشابيكوينسي البرازيلي كان العنوان الأبرز لمآسي الرياضة في 2016 (رويترز)
مرت الرياضة العالمية هذا العام بأحد أبشع المآسي التي عصفت بها خلال العقود الأخيرة، بعد الحادثة الجوية المفجعة لنادي تشابيكوينسي البرازيلي.
 
وتحطمت طائرة النادي البرازيلي وهي في طريقها إلى مدينة ميديين الكولومبية بسبب نقص في الوقود، مما أسفر عن مقتل 71 من أصل 77 راكبا كانوا على متنها، من بينهم معظم لاعبي الفريق البرازيلي وقياداته الإدارية وبعض الصحفيين.

وأعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) تشابيكوينسي فائزا بلقب بطولة سودأميركانا، التي كانت مباراتها النهائية ستجمع بينه وبين نظيره الكولومبي أتلتيكو ناسيونال.

بيد أن عام 2016 سيظل محفورا في الذاكرة ليس بسبب هذا الحادث وحسب، بل لكونه شهد رحيل أسطورتين رياضيتين، هما: الملاكم الأميركي محمد علي كلاي، وأسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف.

فقد أحدثت سطوة وجرأة الأول والرؤية الثورية للثاني تغييرا كبيرا في تاريخي الملاكمة وكرة القدم في القرن العشرين، لينضم كلاهما  لقائمة الرياضيين الأفضل في التاريخ.

ورحل محمد علي في الثالث من يونيو/حزيران الماضي عن عمر ناهز 74 عاما داخل أحد مستشفيات مدينة فونيكس الأميركية، بعد أيام قليلة من العلاج بسبب معاناته من مشاكل في التنفس.

وبالإضافة إلى ألقابه الثلاثة في الوزن الثقيل، توج علي بالميدالية الذهبية في أولمبياد روما 1960 عندما كان لا يزال يحمل اسم كاسيوس كلاي، وهو الاسم الذي تخلى عنه بعد أن اعتنق الإسلام.

ويعتبر علي -الذي يمتلك أسلوبا أنيقا ورائعا في الملاكمة- في نظر العديد من المحللين، الملاكم الأفضل في التاريخ، فقد أصبحت مواجهاته أمام سوني ليستون وجوي فريزر وجورج فورمان بمثابة نموذج لمباريات القمة في رياضة الملاكمة.

محمد علي أبهر الملايين بأسلوبه المميز في الملاكمة (رويترز)
محمد علي أبهر الملايين بأسلوبه المميز في الملاكمة (رويترز)

وقبل 71 يوما من انحناء العالم أجمع أمام علي تقديرا له بعد وفاته، ودعت كرة القدم رجلا نجح في تغيير معالمها إلى الأبد.

فقد أحدث كرويف -الذي توفى في مدينة برشلونة الإسبانية يوم 24 مارس/آذار الماضي، ثورة في كرة القدم كلاعب ثم كمدرب، وفعل ذلك طبقا لمبدأ واضح هو: "كرة القدم في خدمة العرض الممتع".

وفاز كرويف بثلاث كرات ذهبية وثلاثة ألقاب في كأس أوروبا للأندية مع أياكس الهولندي، قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسباني الذي أصبح معه مدربا للفريق الأول لكرة القدم والذي كان يدعى آنذاك "فريق الأحلام"، وهو أول من طبق نظام تناقل الكرة بلمسة واحدة "تيكي تاكا".

وودعت كرة القدم في 2016 لاعبين كبارا آخرين مثل البرازيلي كارلوس ألبرتو قائد المنتخب البرازيلي الفائز ببطولة كأس العالم 1970، والإيطالي سيزار مالديني أسطورة ميلان، والأرجنتيني روبرتو بيرفومو أحد أفضل المدافعين في تاريخ بلاده.

ولن ينتقل معنا إلى 2017 أيضا البرازيلي جواو هافيلانج الذي ترأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ 1974 وحتى عام 1998، والإيطالي سيلفيو كازانيغا الذي صمم الشكل الحالي لكأس العالم لكرة القدم.

كرويف أحدث ثورة في عالم كرة القدم من بوابة نادي برشلونة (الأوروبية)
كرويف أحدث ثورة في عالم كرة القدم من بوابة نادي برشلونة (الأوروبية)

وفقدت رياضة الدراجات الدراج البلجيكي أنتوني دوميتي الذي اصطدمت به دراجة بخارية خلال سباق جنت فيفلغيم، قبل أن ينقل على الفور إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

وبعد ذلك الحادث بساعات تعرض دراج بلجيكي آخر هو دان ماينجير لأزمة قلبية أودت بحياته، وذلك في بداية أحد السباقات الدولية بجزيرة كورسيكا الفرنسية.

وانضم الإسباني لويس سالوم سائق الدراجات البخارية إلى قائمة ضحايا 2016، بعد أن لقي حتفه في حادث وقع له خلال التدريبات أثناء بطولة الجائزة الكبرى في كاتالونيا.

وأثناء دورة الألعاب الأولمبية الماضية في ريو دي جانيرو، توفي أحد الدراجين الإيرانيين ويدعى باهمان جولبارنيزهاد، بعد اصطدام رأسه بأحد الأسوار بعدما فقد التحكم بدراجاته فوق منحدر.

وودع عالم الرياضة أيضا في 2016 رياضيون آخرون، أبرزهم أسطورة الغولف آرنولد بالمر ولاعبة الجمباز التشيكية فيرا كاسلافيسكا الفائزة بسبعة ألقاب أولمبية وأربع ألقاب عالمية.

المصدر : الألمانية