قبل مونديال قطر.. منتخب تونس يؤجج غضب الجماهير بعد خماسية البرازيل

Brazil v Tunisia - International Friendly
الشلالي لاعب منتخب تونس يحاول إبعاد الكرة من أمام نيمار (غيتي)

تونس- حافظ منتخب تونس على شباكه نظيفة 7 مباريات متتالية، قبل أن ينهار أمام نظيره البرازيلي ويخسر 5-1 في مباراة ودية بفرنسا، وينكشف بشدة ضعف خط دفاعه قبل شهرين من انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم بقطر.

وقبل أقل من شهرين من المشاركة في مونديال قطر 2022، تلقى المنتخب التونسي هزيمة ودية موجعة بحصيلة من الأهداف لم يسبق أن تلقتها شباك المنتخب التونسي منذ يونيو/حزيران 2018 عندما خسر من بلجيكا (5-2) ضمن الجولة الثانية من الدور الأول لكأس العالم روسيا 2018، كما أنها أول خسارة بفارق 4 أهداف أو أكثر منذ الهزيمة وديا أمام إيطاليا (4-0) عام 2004.

واشتهر منتخب تونس بالتنظيم المحكم وصلابة الدفاع والقدرة على تضييق المساحات أمام المنافسين، حتى إن كثيرا من الخبراء يشبهونه بأسلوب لعب إيطاليا السابق ويلقبونه بـ"إيطاليا أفريقيا".

لكن دفاع الفريق بدا مرتبكا في مواجهة نجوم منتخب البرازيل لتستقبل شباكه 3 أهداف في أول نصف ساعة من اللعب، قبل أن يخسر بخماسية في نهاية المواجهة.

كما ظهرت العصبية على بعض اللاعبين، مما كلف الفريق اللعب بـ10 لاعبين شوطا كاملا بعد طرد المدافع ديلان برون، بسبب عرقلته نيمار نجم باريس سان جيرمان قبل 3 دقائق من نهاية الشوط الأول.

وفي أصعب اختباراته استعدادا لكأس العالم، افتقر دفاع منتخب تونس إلى الانضباط والشراسة، وبدا عاجزا عن التصدي لمحاولات نيمار، ورافينيا جناح برشلونة الإسباني.

القادري يبرر الهزيمة

وسيتعين على مدرب تونس جلال القادري تعلم الدرس من الخسارة القاسية، لاستعادة الصلابة الدفاعية قبل مواجهة منافسين أقوياء في نهائيات كأس العالم.

وقال القادري عقب المباراة "للأسف النتيجة قاسية. لم يكن الشوط الأول في مستوانا بسبب الارتباك والضغوط في بداية المواجهة. يجب أن نتعلم من أخطائنا في الشوط الأول. عندما تقوم بأخطاء أمام منافسين في هذا المستوى، لن تُرحم. يجب أن نتعلم الدروس والعبر وهذه الغاية من خوض هذه المباريات".

لكن مدرب تونس أبدى ارتياحه لأداء الفريق في الشوط الثاني، إذ قال "في الشوط الثاني تحررنا ولعبنا دون مركبات نقص، وقدمنا مستوانا المعهود، وأظهرنا إشارات إيجابية جدا".

غضب جماهيري

وعلى  المستوى الجماهيري، فجرت الهزيمة الثقيلة بركانا من الغضب في الأوساط الكروية بتونس التي وصفت الأداء الذي ظهر به نسور قرطاج بأنه "مخيب للآمال ومحبط للعزائم".

وسادت حالة من الغضب والانتقادات اللاذعة في أوساط المشجعين وعلى منصات التواصل طالت جلّ اللاعبين، في حين شنت الصحف الرياضية والمواقع المتخصصة حملة شعواء على المدرب جلال القادري واللاعبين، بسبب ما اعتبرته "هزيمة مهينة" للكرة التونسية حتى وإن كان الأمر يتعلق بمنتخب قوي ومدجج بالنجوم، مثل المنتخب البرازيلي.

وبهذا المستوى، لن تكون مهمة تونس سهلة، إذ ستلعب إلى جانب فرنسا حاملة اللقب المدججة بأفضل المهاجمين في العالم، بقيادة كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد وكيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان.

وسيجاور تونس في المجموعة الرابعة كذلك كل من منتخب الدانمارك -الذي يقدم مستويات قوية في الفترة الحالية- وأستراليا.

وتأمل تونس، التي تستعد لمشاركتها السادسة في كأس العالم، في تخطي الدور الأول للبطولة لأول مرة في تاريخها.

ناقوس خطر بمعسكر النسور

وقالت صحيفة "الصباح" التونسية إن "المنتخب التونسي خيب آمال الجماهير العريضة، سواء التي حضرت على مدرجات ملعب حديقة الأمراء أو التي تابعت المقابلة على شاشات التلفزيون، وذلك بخسارته الثقيلة التي كان بالإمكان تفاديها، لولا الأداء المخيب الذي يطرح أكثر من سؤال، ولولا طريقة اللعب الرعوانية التي اعتمدها المدرب جلال القادري والتي لم تأخذ بعين الاعتبار القيمة الفنية للاعبي المنافس"، على حد قول الصحيفة.

وفي تقرير بعنوان "البرازيل تقسو على تونس بخماسية"، قالت الصحيفة اليومية "اتسم أداء جلّ اللاعبين بالارتباك، وكانت الهفوات الدفاعية المتكررة والقاتلة سببا في قبول 4 أهداف كاملة في الشوط الأول، مع تسجيل نقطة ضوء وحيدة وهي الأداء الجيد للاعب عيسى العيدوني، وبدرجة أقل أنيس بن سليمان."

واستنكرت الصحيفة ذاتها الأداء الشاحب لبعض اللاعبين وتهورهم غير المبرر، الذي كان سببا في خروج المدافع ديلان برون بالورقة الحمراء في أواخر الفترة الأولى من المباراة.

بدورها، اعتبرت صحيفة "لابريس" أن الهزيمة المذلة للنسور بخماسية مقابل هدف وحيد تعكس في الحقيقة الضعف الفادح لدفاع المنتخب التونسي في مقابل قوة رهيبة للخط الأمامي للبرازيل الذي بدا في أوج عنفوانه ليفرض منطق "الانتصار للأقوى"، حسب قول الصحيفة.

وفي المقابل، أكدت صحيفة "الشروق" أن مواجهة أمس الثلاثاء كانت "درسا جيدا رغم ثقلها"، مضيفة أن الأخطاء الدفاعية كانت قاصمة وسهلت مهمة البرازيليين للخروج بفوز كبير كشف أن المنتخب التونسي لا يزال بعيدا عن مستوى تطلعات جماهيره، وهو ما يعد بمثابة ناقوس الخطر الذي دوى بقوة في معسكر نسور قرطاج قبل أسابيع قليلة من السفر إلى قطر.

ووصف موقع "فوت 24" من جهته، الخماسية البرازيلية بأنها صفعة قوية للمنتخب من شأنها أن تدفع المدرب جلال القادري إلى ضرورة القيام بعدة إصلاحات عاجلة خلال الفترة المتبقية قبل انطلاق النهائيات، وخصوصا إيجاد حلول وبدائل هجومية مناسبة والبحث جديا عن التركيبة المثلى لوسط الميدان الذي كان ثغرة كبرى، حسب الموقع المتخصص في كرة القدم.

 

 

حادثة عنصرية

وشهدت المباراة توترا عندما ألقى أحد مشجعي منتخب تونس موزة باتجاه ريتشارليسون، عقب تسجيل الأخير هدفا للبرازيل في حادثة خلفت حالة من الاستنكار وردود الأفعال الشديدة في الصحف العالمية.

وأصدر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بيانا مقتضبا استنكر فيه الحادثة قائلا "لسوء الحظ ألقيت موزة على أرض الملعب باتجاه ريتشارليسون الذي كان يحتفل بهدف البرازيل الثاني في المباراة".

من جهته، خرج الاتحاد التونسي لكرة القدم عن صمته ليؤكد إدانته وبشدة لأي ممارسة عنصرية قد تحدث في أي ملعب في العالم.

وقال الاتحاد في بيان رسمي نشره الأربعاء "نقدم اعتذارنا للمنتخب البرازيلي، في حال تأكد من خلال التثبت في هوية الشخص الذي قام برمي الموز بأنه تونسي، ونعتذر  نيابة عنه باسم كل التونسيين الذين كانوا حاضرين في الملعب والذين أكدوا مرة أخرى أن الجماهير التونسية ظاهرة حقيقية في كرة القدم في العالم".

وأضاف "الاتحاد التونسي لكرة القدم يستغرب في الآن نفسه عدم التطرق إلى السلوك المثالي للأغلبية الساحقة من الجماهير التونسية الحاضرة والتي تجاوز عددها  40 ألف متفرج مقابل الإساءة إلى تونس من خلال الجزم بأن الشخص الذي ألقى الموز تونسي رغم غياب أي دليل مادي يثبت هوية الشخص الذي ارتكب ذلك الفعل، حيث حضر في ملعب المباراة جماهير تونسية وبرازيلية وجماهير تنتمي إلى بلدان أخرى".

وقال الاتحاد "ندعو الجميع أن يتعاملوا مع الجماهير التونسية دون تهويل للأخطاء وتقزيم للتصرفات الإيجابية، كما نتحد مع الجميع من أجل مقاومة جميع أشكال الميز العنصري في كامل أنحاء العالم، وندعو الجماهير التونسية إلى عدم الانسياق مع ظاهرة التصفير عند عزف النشيد الوطني للفرق المنافسة".

المصدر : الجزيرة + رويترز