محمد صلاح وساديو ماني.. وجهان لصراع عابر للقارات

Egypt v Senegal - FIFA World Cup African Qualifiers Egypt v Senegal - FIFA World Cup African Qualifiers- - CAIRO, EGYPT - MARCH 25: Mohamed Salah (R) of Egypt in action against Sadio Mane of Senegal during FIFA World Cup African Qualifiers 3rd round match between Egypt and Senegal at International Cairo Stadium in Cairo, Egypt on March 25, 2022.
صلاح وماني خلال مواجهة مصر والسنغال بالدور الحاسم لتصفيات المونديال (الأناضول)

فيما يواصل نجم كرة القدم المصري محمد صلاح تألقه وسطوعه مع ناديه ليفربول الإنجليزي بشكل يفوق زميله السنغالي ساديو ماني، فرض الأخير تفوقه بوضوح على صلاح داخل القارة الأفريقية.

وصنع كل من اللاعبَين صلاح وماني نجوميته وشهرته من بوابة ليفربول الإنجليزي بعد سنوات من التألق لكليهما في صفوف الفريق علما بأن نشأة اللاعبين قد تكون متشابهة داخل القارة الأفريقية.

ولكن صلاح نجح خلال الموسمين الماضي والحالي في التفوق بوضوح على ماني والاستحواذ على نصيب الأسد من تشجيع ومساندة جماهير الفريق بشكل خاص والجماهير الإنجليزية بشكل عام، بعدما أصبح أيقونة حقيقية في الدوري الإنجليزي بما يحطمه من أرقام قياسية وما يسجله من أهداف مؤثرة ومثيرة.

ورغم هذا، تلقى صلاح صدمتين متتاليتين داخل القارة الأفريقية منذ بداية العام الجاري، وجاءت الصدمتان بتوقيع زميله ماني الذي فرض كلمته على صلاح داخل القارة السمراء وحرم "الفرعون" كما يلقبه البعض في إنجلترا من تحقيق حلم الفوز باللقب الأول له مع الفراعنة في كأس أمم أفريقيا وكذلك من حلم الوصول إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي.

السنغال ومصر

وقبل أسابيع قليلة، وبالتحديد في 6 فبراير/شباط الماضي، لقن ماني ورفاقه في المنتخب السنغالي، المنتخب المصري درسا قاسيا بعدما تغلبوا عليه بركلات الترجيح في نهائي كأس أمم أفريقيا التي استضافتها الكاميرون مطلع العام الجاري.

وسدد ماني ركلة الترجيح الخامسة الحاسمة ليفوز "أسود التيرانغا" 4-2 بركلات الترجيح بعد 120 دقيقة من التعادل السلبي في النهائي الأفريقي.

وبهذه الركلة، حرم ماني زميله صلاح من تسديد الركلة الخامسة للفراعنة كونها لن تؤثر في النتيجة الإجمالية لركلات الترجيح.

والثلاثاء، تكرر السيناريو بشكل مشابه للغاية حيث تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري 1-صفر في إياب الدور النهائي بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، وفشل الفريقان في تغيير النتيجة على مدار نحو 120 دقيقة أيضا بعد تقدم الفريق السنغالي بهدف مبكر في الدقيقة الثالثة.

وكانت مباراة الذهاب بين المنتخبين في القاهرة انتهت بفوز المنتخب المصري بهدف مبكر أيضا لتكون النتيجة الإجمالية للمباراتين هي التعادل 1-1، ما دفع الفريقين إلى الاحتكام لركلات الترجيح.

وفي ركلات الترجيح، كانت الإثارة حاضرة بقوة حيث أهدر كل من الفريقين أول ركلتين له فارتدت ركلة كاليدو كوليبالي من العارضة وتصدى حارس المرمى محمد الشناوي لركلة ساليو سيسيه فيما سدد النجم محمد صلاح وزميله أحمد سيد (زيزو) أول ركلتين للفراعنة خارج المرمى.

ورغم نجاح كل من إسماعيلا سار وعمرو السولية في تسجيل الركلة التالية للمنتخبين السنغالي والمصري على الترتيب، أصاب المهاجم المصري مصطفى محمد فريقه وجماهيره بصدمة كبيرة عندما أهدر ركلة الترجيح الرابعة بعدما سجل بامبا ديانغ الركلة الرابعة لأسود التيرانغا.

وعندها أصبحت آمال الفراعنة مرهونة بتسديدة من النجم السنغالي الكبير ساديو ماني.

خيبة مكررة

وللمرة الثانية في غضون 52 يوما، أطاح ماني بأحلام الفراعنة واقتنص فوزا غاليا لمنتخب بلاده حيث سجل ماني ركلة الترجيح الخامسة للسنغال لتصعد بها إلى المونديال، ولم يكن الفراعنة بحاجة لتسديد الركلة الخامسة بعد هذه التسديدة من ماني والتي حسمت النتيجة تماما.

وكانت بداية ركلات الترجيح المصرية في مباراة الأمس مع صلاح أملا في منح الفريق مزيدا من الثقة في مواجهة الحارس السنغالي العملاق إدوارد ميندي، ولكن صلاح أطاح بالكرة عاليا وأسهم بدوره في إخفاق الفراعنة في بلوغ المونديال.

وفي المقابل، لعب ماني دورا بارزا في قيادة أسود التيرانغا إلى المونديال للنسخة الثانية على التوالي وهي الثالثة في تاريخ الفريق.

وبهذا، فرض ماني كلمته على صلاح داخل القارة الأفريقية في الفترة الحالية، وأكد تفوقه على النجم المصري على مستوى المنتخبات.

ويبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد مزيدا من التنافس الشرس بين اللاعبَين صلاح وماني سواء داخل أو خارج ليفربول ولا سيما أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى تقارب كبير في مستوى اللاعبين في معظم الفترات.

نشأة متشابهة

وكان كل من اللاعبين ولد ونشأ في قرية صغيرة ببلاده، وبعد مسيرة متوسطة في رحلة الاحتراف الأوروبي، استقر كل منهما في ليفربول بمقابل مادي يبدو متقاربا للغاية أيضا، علما بأن ماني كان الأسبق إلى صفوف النادي الإنجليزي حيث انضم إليه في موسم 2016-2017، فيما انضم صلاح للفريق في الموسم التالي ليبدأ الصراع والتنافس بينهما.

وحتى الآن، سجل صلاح 117 هدفا لليفربول في 185 مباراة خاضها مع الفريق بالدوري الإنجليزي بمتوسط بلغ 0.63 هدف في المباراة الواحدة مقابل 0.42 هدف في المباراة الواحدة لماني الذي سجل 107 أهداف في 255 مباراة مع ليفربول.

وبهذه الأرقام، احتل صلاح المركز التاسع بقائمة أفضل الهدافين الأجانب بالدوري الإنجليزي على مدار التاريخ. ويبدو قادرا على التقدم عدة خطوات في هذه القائمة خلال الموسم الجاري نظرا للفارق بينه وبين لاعبين آخرين في القائمة مثل البلجيكي روميلو لوكاكو (118 هدفا) والترينيدادي دوايت يورك (123 هدفا) والفرنسي نيكولا أنيلكا (125 هدفا) والأيرلندي روبي كين (126 هدفا) والهولندي جيمي فلويد هاسلبانك (127 هدفا).

وفي المقابل، يحتل ماني المركز الـ11 في هذه القائمة برصيد 107 أهداف وبفارق هدفين خلف الويلزي رايان غيغز وبفارق 3 أهداف أمام الإيفواري ديدييه دروغبا.

صراع الجوائز والمتابعين

وأسهم تألق ماني داخل أفريقيا في فوزه بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء باستفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) في 2017 و2018. في المقابل، أحرز صلاح الجائزة نفسها في عام 2019 فيما حجب الكاف الجائزة في العامين التاليين 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.

ورغم تفوق ماني على صلاح في جائزة الكاف، كانت لصلاح اليد العليا في الصراع على جائزة أفضل لاعب في العالم باستفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، حيث بلغ القائمة النهائية للمتنافسين على الجائزة في كل من عامي 2018 و2021، وفاز بالمركز الثالث في كل منهما فيما خسر ماني بفارق ضئيل فرصة الوصول للقائمة النهائية حيث حل خامسا في السباق عام 2019 ورابعا في 2020.

من جانب آخر، أشار الفيفا إلى أن صلاح يحتل المركز الـ10 بين نجوم الكرة الحاليين من حيث عدد المتابعين على "إنستغرام" برصيد 48.9 مليون متابع، وهي القائمة التي يتصدرها البرتغالي كريستيانو رونالدو بأكثر من 420 مليون متابع. ويحتل ماني موقعا متأخرا في القائمة بنحو 10 ملايين متابع.

المصدر : الألمانية