قفزة كبرى في ترتيب الفيفا تنتظر منتخب المغرب بعد الإنجاز التاريخي في المونديال

منذ إطلاقه رسميًا في أغسطس/آب 1993، كان للترتيب الدولي للمنتخبات الصادر شهريًا عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أهمية بالغة، لا تقتصر على تصنيف المنتخبات وقياس مكانتها بين منافسيها على مستوى العالم فقط؛ وإنما في اعتماده عند تقسيم مستويات المنتخبات -أيضًا- قبل سحب قرعة البطولات الكروية الكبرى؛ مثل: كأس العالم، أو كأس أمم أوروبا، أو كأس أمم أفريقيا، أو كأس أمم آسيا.

ويخضع تصنيف المنتخبات لنتائجها في المسابقات الرسمية والمباريات الودية (المعتمدة من قِبل الاتحاد الدولي فقط)، وذلك حسب تنقيط خاص يأخذ في الحسبان -كذلك- الاتحاد القاري الذي ينتمي إليه المنتخب.

وفي أغسطس/آب 2018، وبعد نهائيات كأس العالم في نسخة روسيا، غيّر الاتحاد الدولي المقاييس المعتمدة في ترتيب المنتخبات، حيث أصبح يتم اعتمادًا على صيغة تسمى "نظام إيلو" (The Elo rating system)؛ وهو نظام عادة ما يتعلّق بتقييم لاعب في رياضة ما أو منتخب، حسب نتائجه وقدراته السابقة.

وتنصّ الصيغة الجديدة في حساب النقاط الممنوحة لكل منتخب في ترتيب الفيفا على نتائجه أمام المنتخبات المنافسة حسب ترتيبها هي أيضًا، أي أن فوز منتخب ما -مثلًا- على منتخب يتقدّم عليه في التصنيف، سيمنحه نقاطًا أكثر مما يحصل عليه عند مواجهة منتخب أدنى تصنيفًا، كما يخضع منح النقاط -كذلك- لأهمية المباراة والمسابقة التي دارت لحسابها.

 

مقاييس التصنيف

وحسب النظام الجديد فإن المباريات الودية لا تحظى بأهمية كبيرة، والمباريات الرسمية تكون أكثر أهمية في نسخ النهائيات -(كأس العالم مثلًا)- كما يتم منح نقاط أكبر لمباريات الأدوار الإقصائية مقارنة بدور المجموعات، وبناء على ذلك تحصل المنتخبات على نقاط حتى في حال خسارتها مباريات أدوار خروج المغلوب.

وتمنح الصيغة الجديدة المنتخبات نقطة عند الفوز، ونصف نقطة عند التعادل، ولا شيء عند الهزيمة، لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد، إذ يتم دمج تلك النقاط مع إطار المباراة، حيث يتم وضع أصناف أدناها 5 نقاط في المباريات الودية التي تأتي قبل منافسة رسمية، وأقصاها 60 عند الفوز في مباراة من أدوار خروج المغلوب في مسابقة كأس العالم، ويخضع منح النقاط -أيضًا- للمنتخب المنافس وآخر ترتيب له.

وبتألق المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، طرح كثير من مشجعيه ومتابعي مسيرته المذهلة في النهائيات، مسألة الترتيب الذي سيكون عليه أسود الأطلس في التصنيف الشهري القادم للفيفا، الذي سيصدر بعد إسدال الستار على النسخة الحالية من المونديال، وتحديدًا يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وحقّق المنتخب المغربي مشوارًا ملهمًا في النهائيات، إذ تصدّر المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط بعد تعادله مع كرواتيا وفوزه على بلجيكا وكندا، ثم تأهله على حساب إسبانيا والبرتغال -على التوالي- في ثمن وربع النهائي، قبل أن يغادر السباق بهزيمة في نصف النهائي أمام فرنسا، لكنه سيواجه كرواتيا من جديد، وذلك في المباراة الترتيبية يوم السبت المقبل.

قفزة كبرى لأسود الأطلس

وحسب مقاييس منح النقاط في تصنيف الفيفا المعتمد منذ أغسطس/آب 2018، ينتظر أن يحقّق المنتخب المغربي قفزة عملاقة ستضعه في المركز 11 عالميًا، والأول أفريقيًا وعربيًا.

واحتل منتخب المغرب في تصنيف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، المركز 22 عالميًا والثاني أفريقيًا وراء السنغال، الذي يأتي في المركز 18 عالميًا، وفي صدارة منتخبات القارة السمراء.

واستنادًا إلى المقاييس الدقيقة للفيفا، وما أوردته مواقع متخصصة، سيحصل المنتخب المغربي على 108.88 نقطة، في أعلى حصيلة نقاط بين منتخبات مونديال قطر 2022، ومن ثم سيحقق زملاء عز الدين أوناحي قفزة كبيرة على سلم ترتيب الفيفا للمنتخبات بـ11 درجة كاملة.

وحسب المصادر ذاتها، سيشهد التصنيف الجديد للفيفا هذا الشهر تغييرات كبيرة في المراتب العشر الأولى؛ إذ سيصعد منتخب فرنسا -الذي سيلعب الأحد المقبل نهائي المونديال أمام الأرجنتين- للمركز الثاني مقابل تراجع منتخب إسبانيا بثلاث درجات، ليحتل المركز العاشر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية