شريف تيراسبول وبداية تاريخية في دوري أبطال أوروبا لناد من أرض غير معترف بها

Champions League - Group D - Sheriff Tiraspol v Shakhtar Donetsk Soccer Football - Champions League - Group D - Sheriff Tiraspol v Shakhtar Donetsk - Bolshaya Sportivnaya Arena, Tiraspol, Moldova - September 15, 2021 Sheriff Tiraspol's Momo Yansane celebrates scoring their second goal REUTERS/Gleb Garanich
نادي شريف نجح في التأهل لدور المجموعات بدوري الأبطال بعد 18 محاولة فاشلة (رويترز)

تزايد الاهتمام بنادي شريف تيراسبول المولدوفي بعد تحقيقه الفوز في أول مباراة له بمستهل أول مشاركة في تاريخه بدوري أبطال أوروبا.

وأوقعت القرعة نادي شريف أمام فرق كبرى في المجموعة الرابعة التي تضم ريال مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي وشاختار الأوكراني. وقد فجر النادي المولدوفي مفاجأة كبيرة بفوزه 2-0 على شاختار يوم الأربعاء الماضي.

ورصد تقرير لصحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية رحلة الصعود المفاجئ للنادي الذي تأسس عام 1997 وفاز بـ19 بطولة دوري في بلاده ووصل اليوم إلى 63 مباراة متتالية دون هزيمة في كل المسابقات، ونجح في التأهل لدور المجموعات بدوري الأبطال بعد 18 محاولة فاشلة.

نادي شريف -القادم من منطقة ترانسنيستريا الصغيرة التي أعلنت من جانب واحد استقلالها عن مولدوفا عام 1991- حقق أمنيات مشجعيه في الوصول إلى هذا الدور المتقدم في دوري الأبطال، ويقول المشجع روديون -الذي كان عمره 5 سنوات عندما تم تأسيس النادي- "اعتقدت أنني سأكون رجلا عجوزا بلحية ويحمل حفيده معه قبل أن يحدث هذا".

وتظل ترانسنيستريا وفقا للقانون الدولي جزءا من مولدوفا، وجاء تصويت ما يقرب من 400 ألف مواطن عام 2006 بنتيجة ساحقة لصالح الاستقلال والاندماج المحتمل في المستقبل مع روسيا، ولكن لم يؤخذ ذلك على محمل الجد في الخارج.

يقول روديون "بالنسبة لي فإننا يجب أن نكون شعبا مستقلا، لكني لست بحاجة إلى أي استفتاء أو أي اعتراف دولي".

ونادرا ما يتجاوز الحضور 1500 شخص في مباريات الفريق بالدوري. وفي استطلاع غير علمي لسائقي سيارات الأجرة ومعظمهم فوق سن الأربعين وجد أن هناك اهتماما ضئيلا بالنادي، ولكن الجيل الذي يليهم يتفهم فوائد الانفتاح على الخارج. وتقول إيرا -وهي في أوائل العشرينيات من عمرها- "نحن سعداء لأن العالم سيعرف شيئا عنا وعن فريقنا، وتقول صديقتها فيتالي "كثير من الناس يرون أن فريق شريف هو بمثابة فريقنا القومي وأنهم يغرسون حب الوطن عندما يحققون الفوز".

وتشير الروابط الثقافية والاقتصادية في ترانسنيستريا بقوة نحو روسيا التي يتواجد نفوذها في كل مكان. ويمكن رؤية معسكر للجيش الروسي على مسافة قصيرة قبل نهاية الطريق خارج المدينة إلى مجمع شريف المترامي الأطراف الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، وفي وسط المدينة يرفرف علم روسيا إلى جانب علم ترانسنيستريا فوق مبنى البرلمان، وتمثال شاهق للينين يحرس المدخل.

مولدوفيون بالاسم

ويتساءل كثيرون -في العاصمة المولدوفية كيشنيف- متى سيجنون الفوائد من إنجازات نادي شريف، ويقول أوكتافيان تيكو -وزير الرياضة المولدوفي السابق وزعيم حزب الوحدة الوطنية الموالي لرومانيا- "لقد قتلوا كرة القدم عمليا في مولدوفا".

ويتذكر تيكو وهو جالس في مكتبه كيف قام فيكتور غوشان وإيليا كازمالي -اللذان يعتقد أنهما كانا من ضباط جهاز المخابرات السوفياتية- ببناء النادي كذراع للشركة التي أسساها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ويقول "لقد استخدموا كرة القدم كسلاح في أعمالهم، ثم أصبحوا أكثر قوة ولم تكن المنافسة عادلة، يدفع كل نادٍ مولدوفي ضرائب هنا من الرواتب والتحويلات والمشاركة الدولية، ولكن نادي شريف لم يدفع ليو (العملة المحلية) مولدوفي واحد لميزانيتنا، إنهم مولدوفيون بالاسم فقط ".

وعلى الرغم من الطلبات المتكررة للتحدث إلى رئيس الفريق أو أي عضو بارز آخر؛ فإنه لم يتوفر أي شخص للإجابة عن أسئلة صحيفة الغارديان.

وتقول الصحيفة إن النادي يتكتم على معظم جوانب عملياته، ويؤكد الظهير الأيمن المولدوفي أيون جاردان -الذي لعب لشريف في 2017 ـ 2018- أنه نادرا ما كان يتقاطع مع المالك فيكتور غوشان. وقال "السيد غوشان لم يأت إلى غرفة تبديل الملابس لدينا أبدا، ولكن إذا فعل ذلك فسيعني أن كل شيء كان سيئا للغاية. أخبرني أحدهم أنه عندما يأتي يشعر الجميع بالخوف والبعض يرتجف من الخوف، فعندما تنظر إليه تشعر أنه شخص قوي ومؤثر للغاية، إنه رجل عسكري سابق، ولحسن الحظ لم يأت إلينا".

ومنذ عامين أزال اتحاد كرة القدم في مولدوفا القيود المفروضة على عدد من اللاعبين الأجانب الذين يمكن لأي فريق أن يضمهم، ووجه نادي شريف اهتمامه إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية لاستقطاب المواهب، ويضم الفريق حاليا 5 لاعبين محليين فقط، واثنان منهم ولدا في ترانسنيستريا، وهما ألكسندر بيلوسوف والحارس الاحتياطي المخضرم سيرغي باسينكو.

ويقول رئيس اتحاد مولدوفا لكرة القدم ليونيد أولينيشينكو "أنا فخور حقا بأن أحد أنديتنا قد وصل إلى هذا المستوى، ونأمل أن يكون لذلك تأثير إيجابي على الاستثمار في الرياضة في مولدوفا وعلى التصورات عنها".

ويوضح أولينيشينكو أن الفائدة ستعود على الشباب وكرة القدم في الأجل الطويل، ويضيف "الوضع السياسي لا يهمنا، كرة القدم تجعل الناس يعتقدون أن بلادنا يمكن أن يكون لها رؤية مشتركة، أتمنى أن تظل مولدوفا دولة واحدة موحدة. وفي رأيي، إنها مسألة وقت بشأن متى سيتم حل هذا الصراع".

المصدر : غارديان