تعرف على الآثار الفنية لرحيل ميسي عن برشلونة

La Liga Santander - FC Barcelona v Atletico Madrid
ميسي يمر بين لاعبين في مباراة برشلونة مع ريال مدريد في الدوري الإسباني (رويترز)

قبل يومين من ظهوره في الليغا دون قائده وهدافه التاريخي ليونيل ميسي، يترقب الجميع مدى تأثير رحيل النجم الأرجنتيني على فريق برشلونة الإسباني، ونستعرض التأثير المتوقع من خلال آراء بعض المدربين وخبراء كرة القدم.

وأمام نحو 30 ألف مشجع، سيواجه برشلونة ضيفه ريال سوسيداد يوم الأحد القادم في الجولة الأولى في أول مباراة يخوضها النادي الكتالوني دون وجود أسطورته ميسي ضمن قائمة الفريق في الليغا خلال 17 عاما.

وأعلن نادي برشلونة الخميس الماضي رحيل ميسي بسبب لوائح رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليغا) والأزمة الاقتصادية التي يمر بها النادي، وأوضح ميسي أسباب رحيله خلال مؤتمر "الوداع" الذي استهله بالبكاء في ملعب كامب نو الأحد الماضي.

ويرى وسام شامل المحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمدرب بنادي السد القطري، أن ليونيل ميسي هو المركز الذي يتمحور حوله أسلوب لعب برشلونة، حيث وصل الأمر إلى درجة أن هدف أي لاعب في الفريق كان إيصال الكرة لميسي ليتحمل هو مسؤولية اختراق خطوط الدفاع بموهبته الفردية العالية أو صناعة الفرص والتسجيل.

ويقول شامل للجزيرة نت إن فقدان لاعب بمكانة ميسي الفنية والمعنوية يعد خسارة لأي فريق، لكن في الوقت نفسه يمكن أن يعود غياب ميسي بفائدة كبرى حيث سيعيد برشلونة إلى اللعب الجماعي الذي يعتمد على المنظومة الكاملة والأداء الجماعي أكثر من كونه يعتمد على لاعب واحد.

ويضيف شامل أن ميسي كان هو حجر الزاوية لفريق برشلونة في السنوات الأخيرة، لكن هذه الحقبة كان لا بد لها من نهاية، والظروف الصحية العالمية التي خلفها وباء كورونا ونتج عنها أزمات اقتصادية كبيرة للأندية وخاصة برشلونة ساعدت على جعل هذه النهاية مبكرة أكثر مما كان متوقعا.

محنة ومنحة

ويقلل الدكتور جمال إسماعيل أستاذ كرة القدم بكلية التربية الرياضية والمحاضر بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) من الأثر السلبي الذي سيتركه رحيل ميسي، ويؤكد للجزيرة نت أنه سيكون طفيفا جدا، خاصة وأن برشلونة يضم العديد من اللاعبين الجيدين صغار السن، كما أن رحيله سيجعل اللاعبين يخرجون أقصى ما لديهم لإثبات وجودهم.

ويقول إسماعيل إن رحيل ميسي سيمكّن رونالد كومان مدرب برشلونة من استعادة اللعب الجماعي الذي اشتهر به الفريق و"تيكي تاكا" من خلال المواهب التي يضمها بين صفوفه، مؤكدا أن رحيل الأسطورة محنة بالفعل لكنها قد تتحول إلى منحة للفريق إذا أحسن استغلالها.

ويضيف إسماعيل أن رحيل سواريز ثم ميسي يعد أزمة كبيرة لأي فريق، لكن وجود هوية فنية راقية وميراثا كرويا قويا لدى فريق برشلونة سيجعلانه يتخطى ذلك الأمر ويستعيد بريقه سريعا.

انهيار برشلونة

وفي رأي مخالف، يقول لاعب المنتخب السوري السابق حازم حربة للجزيرة نت إن غياب ميسي سيحدث بالتأكيد تأثيرا سلبيا للغاية على برشلونة، وذلك ليس فقط لأنه أفضل لاعب في العالم، بل لأنه أفضل لاعب يمكنه صنع الفارق لصالح فريقه خلال المباريات، إضافة إلى أن خطط برشلونة كلها كانت تتمحور حول وجود ميسي في الثلث الهجومي ولمساته سواء لصناعة الأهداف بتمريراته الحاسمة وخلق الفرص لزملائه أو بتسجيله الأهداف الرائعة.

ويضيف حربة أن هناك ميزة إضافية كبيرة لميسي يغفلها الكثيرون، وهي أنه يشغل الفرق المنافسة ويجعل بعض منافسيه يركزون عليه للحد من خطورته، مما يتيح الفرصة لزملائه لاختراق العمق الدفاعي للمنافسين وتسجيل الأهداف.

ويتوقع حربة أن ينهار برشلونة بعد رحيل ميسي ويتحول إلى فريق عادي شأنه شأن باقي فرق الليغا، وأنه سيعاني كثيرا لكي يعود إلى الواجهة مجددا.

ويتفق نجم المنتخب المصري السابق محمد عودة للجزيرة نت مع رأي حربة، ويقول للجزيرة نت إن رحيل ميسي خسارة فادحة لبرشلونة لأنه أحد اللاعبين القلائل على مستوى العالم الذين يتمتعون بتنوع الحلول وطرق التهديف وصناعة الأهداف في المباريات، حيث يتميز بالمهارة المذهلة في الاختراق من العمق والأطراف، كما يجيد التصويب الدقيق والقوي من كل الجهات والمواقف والكرات الثابتة، إضافة إلى لمساته السحرية التي تهدي زملاءه الكثير من الأهداف خلال المباريات.

ويضيف عودة المدرب السابق لفريق المقاولون العرب المصري، أن خسائر رحيل ميسي ستتعدى برشلونة لتؤثر على الدوري الإسباني كله،، وهو ما سيترتب عليه خسائر اقتصادية وجماهيرية، حيث سيهجر كثير من الجماهير متابعة الدوري الإسباني بعد رحيله مثلما فعل البعض من مشجعي ريال مدريد -وهو منهم- عندما رحل كريستيانو رونالدو عن الملكي في صيف 2018.

قائد في الملعب وخارجه

ويرى المدرب الجزائري طارق ماكور أن الفراغ الذي سيخلفه رحيل ميسي في برشلونة سيكون كبيرا جدا وفوريا، حيث إنه من الصعب أن تجد لاعبا يسجل على مدى 10 مواسم أو يزيد أكثر من 50 هدفا في الموسم ويصنع نحو 20 هدفا، ولا يوجد في العالم من فعل هذا سوى ميسي وكريستيانو رونالدو.

ويقول ماكور الذي يقود الإدارة الفنية لفرق الفئات السنية بنادي الشمال القطري، للجزيرة نت إن ميسي لم يكن مجرد لاعب عادي، بل كان قائدا في الملعب وخارجه، وصاحب تأثير ضخم على برشلونة من خلال المباريات التي غاب عنها في المواسم الماضية لأسباب متعددة ومنها الإصابة، وتلقى برشلونة في معظمها الهزيمة أو التعادل على أقل تقدير ولم يظهر بالشكل المطلوب.

ويؤكد هشام زاهد لاعب المنتخب القطري السابق ومدرب فريق الشباب بنادي السد القطري، أن غياب ميسي سيترك أثرا سلبيا كبيرا على فريق برشلونة كصانع لعب مميز وهداف كبير فاز لعدة سنوات بلقب هداف الدوري الإسباني لكرة القدم.

ويقول زاهد للجزيرة نت إنه برحيل ميسي تبعثرت كل خطط نادي برشلونة فنيا وجماهيريا واقتصاديا، لأنه ليس لاعبا عاديا بل أسطورة على مستوى النادي والعالم.

المصدر : الجزيرة