مانشيني العقل المدبر لنهوض إيطاليا من تحت الرماد إلى منصة التتويج بكأس أوروبا

Italy v England - UEFA Euro 2020: Final
مانشيني يحمل كأس أمم أوروبا (غيتي)

لم ينجح روبرتو مانشيني مطلقا وهو لاعب في كتابة تاريخ لنفسه مع منتخب إيطاليا لكرة القدم، لكن كمدرب سيحصل على فصل كامل لنفسه.

ويعد تحويل المنتخب الإيطالي من فريق فوضوي فشل في التأهل لكأس العالم إلى بطل لأوروبا في غضون 3 سنوات فقط إنجازا رائعا، وأظهر الفوز على إنجلترا بملعب ويمبلي أمس الأحد مدى أهمية مانشيني في عودة إيطاليا.

وبالطبع، يتطلب أي انتصار بركلات الترجيح مثل فوز الأحد بعد انتهاء المباراة 1-1 عقب وقت إضافي قدرا من التوفيق، لكن المدرب البالغ من العمر 56 عاما فعل كل شيء لمنح فريقه فرصة الفوز.

وفي أمسية جاءت فيها العديد من قرارات نظيره الإنجليزي غاريث ساوثغيت بنتائج عكسية على نحو مؤلم كانت قرارات مانشيني صحيحة في الأوقات المهمة.

وأبقى مانشيني على فريقه منتعشا بالتغييرات على مدى 120 دقيقة، مما ترك أثرا كبيرا على المباراة وحولها في اتجاه المنتخب الإيطالي بعد أن وضع لوك شو إنجلترا في المقدمة في الدقيقة الثانية.

واستقر المنتخب الإيطالي بعد هذه البداية، ونجح تدريجيا في إسكات الجماهير الإنجليزية الصاخبة، وأنهى الشوط الأول بصورة أقوى بدون أن يجهد نفسه.

وفي بداية الشوط الثاني أخذ مانشيني زمام المبادرة وأشرك بريان كريستانتي بدلا من نيكولو باريلا في وسط الملعب وأخرج المهاجم تشيرو إيموبيلي ليشارك دومينيكو بيراردي.

ولعب بيراردي على الجناح، فيما انتقل لورينتسو إنسيني من اليسار ليؤدي دورا أكبر في قلب الملعب، وساهم هذا التغيير في سيطرة إيطاليا على الكرة.

ومنح كريستانتي حضورا بدنيا وطاقة أكبر للهيكل الجديد في وسط الملعب، وساعد هذا أيضا المنتخب الإيطالي على الاستحواذ على الكرات الثانية.

ما هو مقدار أفضلية أسلوب إيطاليا؟ يمكن أن تكون الأرقام خادعة في بعض الأحيان، لكنها كانت مؤكدة للغاية في مباراة الأحد بحيث لم يكن هناك أي خلاف عليها.

في المجمل، استحوذت إيطاليا على الكرة بنسبة 62% مقابل 38% لإنجلترا في ملعب ويمبلي.

وسجل المنتخب الإيطالي 20 محاولة على المرمى مقابل 6 محاولات لإنجلترا، وأكمل 755 تمريرة مقابل 341 لإنجلترا.

براعة دفاعية

براعة إيطاليا الدفاعية معروفة جيدا، ويتماشى الخط الخلفي بقيادة جورجيو كيليني مع هذا الموروث الرائع، لكن حقيقة أن المنتخب الإنجليزي سدد كرة واحدة فقط داخل إطار المرمى -وهو هدفه في الدقيقة الثانية- توضح أيضا مدى تفوق هيكل الدفاع الإيطالي وانضباطه.

ولم يكن مانشيني خائفا من استبدال لاعبين أساسيين في وقت لاحق من المباراة ليضمن استمرار الزخم، حيث خرج إنسيني المرهق في الدقيقة الـ90، وغادر ماركو فيراتي الملعب بعد 6 دقائق لاحقة ليشارك مانويل لوكاتيلي.

وستخضع تغييرات ساوثغيت أو تلك التي لم يقم بها للتدقيق بلا شك، لكن يكفي القول إن أسلوب مدرب إنجلترا لم ينجح في تغيير سير المباراة نحو فريق مانشيني.

وكانت هناك صفات أقل قابلية للقياس غرسها مانشيني في فريقه، واتضحت بشدة مرة أخرى في مباراة الأحد، مثل الجرأة والتصميم اللذين أظهرههما ليتجاوز إسبانيا في الدور قبل النهائي بركلات الترجيح أيضا.

ويعد مانشيني أول مدرب إيطالي يقود المنتخب الوطني إلى اللقب الأوروبي منذ فيروتشيو فالكاريجي في 1968، وفعل ذلك على خلفية مسيرة من 34 مباراة بدون هزيمة.

وقال مانشيني وهو يتذكر عملية تحول المنتخب الإيطالي في 3 سنوات "لقد أكملنا دورة كاملة".

لكن ربما يكون ما زالت لهذه الرحلة بقية في نهائيات كأس العالم في قطر العام المقبل.

المصدر : رويترز