رحيل رونالدو عن ريال مدريد.. هل هو أسوأ قرار فردي في تاريخ كرة القدم؟

رونالدو من منتهى النجاح مع ريال مدريد (يمين) إلى الفشل الذريع مع يوفنتوس (رويترز)

بعد سلسلة من الهزائم والإخفاقات المتوالية، أوشك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على أن ينهي موسما كارثيا لم يشهده طوال مسيرته الحافلة بالبطولات والألقاب، حتى أنه قد لا يظهر في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم.

ولنا أن نتخيل أن رونالدو المتوج بـ5 ألقاب في دوري الأبطال خرج فريقه من دور الـ16 للبطولة الأوروبية هذا الموسم على يد بورتو البرتغالي، وأصبح مهددا بعدم التأهل للبطولة في الموسم المقبل، حيث يخوض صراعا شرسا على بطاقة التأهل مع نابولي.

وأصبح من المعتاد أن تجد الهجوم ينهال على رونالدو من كل اتجاه، وآخره بعد تعادل يوفنتوس 1-1 مع فيورنتينا أمس الأحد في الجولة 33 من الدوري الإيطالي.
حتى أن صحيفة "كوريري ديلو سبورت" (Corriere dello Sport)، وصفت النجم البرتغالي بأنه "شبح رونالدو، الذي لا يوجد له أي تأثير إيجابي في الملعب"، مشيرة إلى أنه "يتجول في الملعب فقط أثناء المباراة".
ورغم أن رونالدو ما يزال يقبض على صدارة هدافي الدوري الإيطالي هذا الموسم برصيد 25 نقطة وبفارق 4 أهداف عن نجم إنتر ميلان لوكاكو؛ إلا أنه لم يسجل خلال المباريات الثلاث الأخيرة كما غاب عن معانقة الشباك في الأوقات التي كان يوفنتوس في أمس الحاجة إلى الأهداف، ومنها مواجهته أمام بورتو.

ووصل الأمر إلى اتهام رونالدو بأنه السبب في الخروج المخيب أمام بورتو من أسطورتي يوفنتوس فابيو كابيلو وأليساندرو ديل بييرو، بعد أن أهدر العديد من الفرص السهلة، وتسبب في الهدف الذي رجح كفة الفريق البرتغالي عندما وقف في الحائط وأخفى وجهه وفق وصفهما.

ويعد الفشل الأكبر لرونالدو مع يوفنتوس هو عدم تحقيقه اللقب المفقود، الذي تم التعاقد معه لأجله أصلا، وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، الذي لم يتوج بطل إيطاليا به منذ 1996؛ بل أصبح الفريق يخرج من أدوار مبكرة وأمام فرق ليست بالكبيرة وهي أياكس أمستردام وليون وبورتو على التوالي.

وزاد الطين بلة أنه فقد حتى لقبه المحلي، الذي احتكر التتويج به طوال الـ9 مواسم الأخيرة، وأصبح إنتر ميلان قاب قوسين من التتويج باللقب.

وانتقلت حمى الهجوم على رونالدو وانتقاده إلى المشجعين أيضا، الذين كان بعضهم متعقلا، وتحلى بتحليل منطقي اعتبر فيه أن "قرار رونالدو بالرحيل عن ريال مدريد هو أسوأ قرار فردي في تاريخ لعبة كرة القدم. لا يمكنه إلا أن يلوم نفسه على ذلك".

وبالفعل تشي الأحداث أن رونالدو يلوم نفسه على مغادرة سانتياغو برنابيو، وهو ما دفعه لمغازلة ريال مدريد؛ بل حث وكيله على التواصل مع الملكي، لكن الرد كان قاسيا وحاسما بأنه لا يمكن أن يعود مجددا، حيث يعتمد مشروع ريال مدريد على الشباب، ويسعى للتعاقد مع أبرز النجوم الصغار، مبابي وهالاند، كما أنه لا يستطيع تحمل راتب رونالدو الكبير، الذي يصل إلى 30 مليون يورو سنويا.

المصدر : الجزيرة