لهذه الأسباب زلاتان إبراهيموفيتش ليس من أساطير كرة القدم

مع أن زلاتان إبراهيموفيتش لا يزال يحافظ على تألقه ويسجل الأهداف مع ميلان في الدوري الإيطالي وهو الذي يقترب من عيد ميلاده الـ40، فإن بعضهم يتساءل عن الأثر الذي تركه العملاق السويدي في عالم كرة القدم، وما إذا كان ممكنا عدّه أحد أساطير اللعبة.

وذكر تقرير نشره موقع "90 دقيقة" (90Min)، في نسخته الفرنسية، أن بعضهم يعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال هي لا، ويرى أن هنالك الكثير من الأسباب والإحصاءات التي لا تؤهل إبراهيموفيتش ليكون أحد أساطير كرة القدم.

متغيب عن المواعيد الكبرى

يقول الكاتب إن الشيء الثابت هو أن زلاتان يبقى اسما كبيرا في عالم الساحرة المستديرة، إذ إنه حاز أكثر من 30 لقبا، وسجل أكثر من 500 هدف في مسيرته. ومن ثم يصعب أن نزعم أن زلاتان لم يترك بصمة في تاريخ الكرة، ليس فقط بفضل أهدافه الجميلة، بل أيضا بتصريحاته ومواقفه المثيرة للجدل على مدى أكثر من 20 عاما.

لكن الأمر عندما يتعلق بالجلوس على طاولة أفضل المهاجمين في العشرية الأخيرة، فإنه سيكون موضع خلاف، فهناك أسماء أخرى مثل كريم بنزيما ولويس سواريز وروبرت ليفاندوفسكي، سجلوا أهدافا أكثر. كما أن هؤلاء على عكس زلاتان تمكنوا من الحضور في المواعيد الكبرى مثل رابطة أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي حمله كل واحد من هؤلاء المهاجمين الثلاثة.

أما زلاتان إبراهيموفيتش فقد لعب 124 مباراة في مسابقة الأندية الأغلى في العالم، إلا أنه لم يبلغ قط النهائي. ومن ثم يطرح التساؤل عن منطقية وضع اسمه ضمن قائمة أساطير كرة القدم، رغم أنه لم يسبق له حمل الكأس ذات الأذنين.

ومع أن زلاتان برز في منافسات أمجد الكؤوس الأوروبية، فإنه لم يسجل أكثر من 10 أهداف في الأدوار الإقصائية، في مقابل 38 هدفا في دور المجموعات، وهذا يعدّ مردودا ضعيفا مقارنة ببقية المهاجمين الذين نشطوا في القارة العجوز.

يذكر أن لاعبا آخر عجز أيضا عن حمل رابطة الأبطال الأوروبية، وهو النجم البرازيلي رونالدو، إلا أنه عوض ذلك بحمل كأس العالم في مناسبتين والكرة الذهبية في مناسبتين، وهذه تتويجات لم يحرزها زلاتان قط.

لا ألقاب عظيمة الشأن

وعند النظر إلى حصيلة زلاتان، يمكن أن نرى أن لقب اليوروبا ليغ الذي حمله عام 2017 مع مانشستر يونايتد ضد أياكس أمستردام هو أكبر لقب توّج به في مسيرته. وفضلا عن ذلك فإنه لم يكن حاضرا في تلك المباراة النهائية، ولم يسبق له الفوز بكأس العالم أو رابطة الأبطال، أو الكرة الذهبية، أو كأس الأمم الأوروبية، وهي الألقاب الكبرى التي يمكن للاعب مثله الحصول عليها.

كما يشير التقرير إلى أن بصمة زلاتان كانت محدودة، إذ إن الفرق التي انضم إليها كانت تفوز بالمباريات قبل مجيئه وبعد رحيله، على غرار الحال في يوفنتوس وإنتر ميلانو وبرشلونة وباريس سان جيرمان وأياكس.

وحتى في مانشستر ولوس أنجلوس واليوم في ميلان، لا يتمكن زلاتان من قيادة فريقه نحو السيطرة على الدوري، وبذلك هو يسهم فقط مع الفريق وليس قائدا حقيقيا، وفقا للتقرير.

أثر محدود مع المنتخب

ويمكن عدّ إبراهيموفيتش اللاعب الأفضل في تاريخ الكرة السويدية، فهو صاحب أعلى حصيلة تهديفية في تاريخ بلاده بتسجيل 62 هدفا، ولكن مع ذلك يبقى تأثيره محدودا، سواء في المنافسة الأوروبية أو كأس العالم، إذ يعجز المنتخب السويدي عادة عن تخطي الدور ثمن النهائي لهذه المسابقات.

ويبقى أفضل أداء لهذا المنتخب هو بلوغ ربع نهائي اليورو في 2004. وباستثناء المباريات الودية أو التصفيات، فإن إيبرا لم يتمكن قط من لعب دور القائد، على عكس ما يقدمه كريستيانو رونالدو في البرتغال.

ويضيف التقرير أن بعضهم قد يدّعي أن إخفاق المنتخب السويدي يعود إلى غياب لاعبين آخرين في مستوى إبراهيموفيتش يسهمون معه في دفع الفريق، لكن هذه حجة تدحضها مشاركة السويد في آخر كأس للعالم في روسيا 2018، حين بلغ الفريق ربع النهائي. وقدم السويديون في روسيا أفضل أداء لهم منذ كأس العالم 1994، في غياب إبراهيموفيتش الذي لم يكن موجودا في هذه الدورة، بسبب اعتزاله اللعب دوليا.

المصدر : مواقع إلكترونية