مستشار وزير الصحة القطري لشؤون الرياضة: نجاح الفقاعة الطبية أقنع الفيفا بعودة مونديال الأندية

الفقاعة الطبية فكرة مبتكرة .. قطر تبهر العالم في مونديال الأندية

المصلح يؤكد نجاح قطر في تنظيم العديد من الأحداث في ظل الجائحة
المصلح يؤكد نجاح قطر في تنظيم عدد من الأحداث في ظل الجائحة (الجزيرة)

أكد الدكتور عبدالوهاب المصلح، مستشار وزير الصحة القطري لشؤون الرياضة، أن قطر هي أولى دول العالم التي طبقت نظام الفقاعة الطبية وفق النموذج الموسع الذي يشمل أعدادا كبيرة من الفرق والرياضيين في عدد من الأحداث الرياضية، أبرزها كأس العالم للأندية لكرة القدم المقام حاليا في الدوحة والمستمر حتى الخميس المقبل.

وقال المصلح -في حوار مع الجزيرة نت- إن منظومة الصحة في دولة قطر حققت نجاحا كبيرا في تطبيق الفقاعة الطبية في عدد من الفعاليات الرياضية التي نظمتها أخيرا، خاصة في ظل وجود فرق كثيرة وأعداد كبيرة من الرياضيين، وهو لم يحدث في أي مكان في العالم، حيث تم تطبيق فقاعات طبية لكن بطريقة مبسطة.

التباعد الاجتماعي بين الجماهير في المدرجات
التباعد الاجتماعي بين الجماهير في المدرجات (الجزيرة)

وأضاف أن النموذج الموسع للفقاعة الطبية المطبق حاليا في مونديال الأندية يحتاج إلى فرق عمل كبيرة للمتابعة وتنفيذ الإجراءات الاحترازية، على أن يصار إلى عزل من يتخطى هذه الإجراءات في فنادق العزل ومطالبته بمغادرة الدولة، وهو ما كان سببا في التزام الجميع وجعل البطولة خالية من فيروس "كوفيد 19".

  • هل نجاح المنظومة الصحية في قطر سبب موافقة الفيفا على إقامة مونديال الأندية؟

نجاح المنظومة الصحية في دولة قطر وسيطرتها على جائحة "كوفيد-19" بصورة كبيرة، بجانب نجاح منظومة الفقاعات الطبية التي طبقت في مباريات دوري أبطال آسيا لمنطقتي الغرب والشرق، كان سببا رئيسا في موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على إقامة مونديال الأندية -الذي كان مقررا في ديسمبر/كانون الثاني 2020- في الشهر الجاري.

ومسؤولو "الفيفا" بُهروا بمنظومة الفقاعة الطبية المطبقة في مونديال الأندية حاليا، وهو ما ظهر جليا في الاجتماعات اليومية التي تُعقد معهم والتي تشهد إشادات واسعة بوزارة الصحة القطرية وجهودها المميزة في إنجاح الحدث والحفاظ على سلامة الجميع.

  • حدثنا عن منظومة الفقاعة الطبية المستخدمة في مونديال الأندية.

منظومة الفقاعة الطبية تشمل جميع المشاركين في مونديال الأندية من لاعبين ومدربين ومسؤولين وإداريين ومرافقين ومنظمين وعمال خدمة سواء في الملاعب أو الفنادق، فقد تأكدنا من خلوّ الجميع من الإصابة بفيروس كورونا بعد خضوعهم للفحص، ومن ثم دخولهم الفقاعة بحيث تكون الفرق قادرة على التدريب وخوض المباريات، مع عدم الاختلاط بالمجتمع الخارجي حتى مغادرة البلاد، وذلك إلى جانب إجراء فحص دوري وفقا لمواعيد التدريبات والمباريات.

وفضلا عن الفقاعة الطبية، فإن الإجراءات الاحترازية مطبقة بصرامة في مونديال الأندية، وتشمل جميع الأنشطة والفئات سواء خارج الملعب أو داخله، ومنها مراعاة التباعد الاجتماعي في مقاعد الجماهير، وإلزامية ارتداء الكمامة وغطاء الوجه البلاستيكي في المدرجات، والكشف الحراري والمعقمات، وعدم اقتراب الإعلاميين من اللاعبين، وكذلك فإن الفحص إذا ما كان سلبيا سيخوّل صاحبه حضور الحدث في غضون 3 أيام، ومن ثم سيطلب منه عمل فحص جديد من أجل حضور حدث آخر.

  • هل الجماهير ضمن منظومة الفقاعة الطبية؟

نعم، خاصة أن هناك 3 فئات من الجماهير مسموح لهم شراء تذاكر مباريات المونديال، الأولى هم من حصلوا على لقاح فيروس كورونا ومرّ عليه أسبوع، والثانية هم من أصيبوا بكورونا في آخر 4 أشهر وتعافوا، والثالثة هم العامة وستجرى لهم فحوص قبل 72 ساعة من أجل حضور الحدث.

وبروتوكول وزارة الصحة بشأن حضور الجماهير المباريات في مونديال الأندية تغير أخيرا بعد الإجراءات التي فرضتها الحكومة منذ أيام، لتقليل نسبة وجود الجماهير في المدرجات في أثناء البطولة من 30 إلى 20%، وذلك حسب نسبة إيجابية المرض زيادة ونقصانا.

  • ما معدل الإصابات بالفيروس في الفقاعة الطبية في مونديال الأندية؟

دولة قطر نجحت حتى الآن في استضافة مونديال الأندية بفضل تحكمها بقوة في نسبة انتشار المرض في منظومة الفقاعة الطبية وبين الجماهير التي حضرت المباريات، فقد وصلت نسبة الإصابة إلى 0.5% بعد إجراء 12 ألف فحص للفرق المشاركة والمرافقين وفرق اللجان العاملة في البطولة، و 10 آلاف فحص للجماهير في أول مباراتين.

ومنظومة الفقاعة الطبية المطبقة تعمل على اكتشاف المصابين سريعا بأجراء فحوص دورية، على أن يُعزل المصاب ويُخرج من الفقاعة ليوضع في المناطق المخصصة للعزل التي وفرتها دولة قطر، ثم يكون هناك رصد ومتابعة لجميع المخالطين لهذه الحالة حتى تثبت سلامتهم ومن ثم مشاركتهم في البطولة بصورة طبيعية.

  • ما أبرز التحديات التي تواجه منظومة الفقاعة الطبية في مونديال الأندية؟

أبرز التحديات التي تواجه منظومة الفقاعة الطبية هو إجراء الفحوص المخبرية لفيروس كورونا، خاصة أن الوباء موجود إلى الآن، ووزارة الصحة تجري أعدادا هائلة من الفحوص في المجتمع، بلغت في أوقات سابقة 20 ألف فحص يوميا، وهذا تحدّ كبير على صعيد الفرق الطبية، لكن وزارة الصحة نجحت في توفير الفرق الطبية دون أن يؤثر ذلك في إجراء الفحوص في المجتمع.

وإلى جانب مونديال الأندية، هناك عدد من الفعاليات المختلفة في الدولة سواء رياضية أو غير رياضية، وهناك فعاليات مخطط لها أثناء المرحلة، وكل هذه الأمور تضيف أعباء على وزارة الصحة، لكننا نتعامل معها ونجري الفحوص مجانا.

  • ما الدروس المستفادة من تنظيم مونديال الأندية في ظل الجائحة؟

أبرز هذه الدروس يتمثل في النجاح بتنظيم كثير من الأحداث الرياضية في الآونة الأخيرة رغم الجائحة، فضلا عن قدرة قطر وجميع المنظمين في مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، خاصة وزارة الصحة، على استضافة أكبر الأحداث الرياضية المستقبلية ككأس العالم 2022، وكذلك جاهزيتها واستعدادها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في حال نيل شرف تنظيمها، رغم كل الصعوبات والتحديات والأزمة العالمية الراهنة.

  • ما سر نجاح قطر في تنظيم كثير من الأحداث الرياضية في ظل الجائحة؟

سر هذا النجاح هو تعاون جميع جهات ومؤسسات الدولة، وفي مقدمتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية لمونديال 2022، والعمل كفريق واحد والقدرة على الإنجاز.

ونجحت الدوحة في الجانب التنظيمي بوجه عام في الآونة الأخيرة، فقد تمكنت في غضون 3 أشهر من تنظيم 3 أحداث رياضية وبمشاركات كبيرة، وهي دوري أبطال آسيا لمنطقتي الغرب والشرق، ومونديال الأندية، فضلا عن نهائي كأس الأمير، واستعدادها لاستضافة كأس العرب نهاية العام الحالي، وذلك في إطار الاستعدادات لمونديال 2022، وفي ظل تعرض العالم لموجة جديدة وكبيرة من الوباء.

  • هل للمنظومة الصحية الفضل في إنجاح جميع الفعاليات الرياضية بعد الجائحة؟

ظروف الجائحة غيّرت المعادلة في تنظيم الأحداث الرياضية، وجعلت الخدمات الطبية عاملًا رئيسًا في إنجاح البطولات، لكن الخدمات الطبية قبل الجائحة كان لها دور كبير أيضا في النجاح بما كانت تقدمه من جهود سواء داخل أو خارج الملاعب.

والجائحة رتّبت على الخدمات الطبية مسؤوليات وواجبات أخرى، فباتت هي الجهة المنوطة بالحفاظ على الأرواح في المقام الأول، ومن ثم صحة الإنسان ومواجهة الوباء، مما زاد في أعبائها، ولكننا في قطر نجحنا في التحكم في الموجة الأولى من الوباء، ونسير بخطى ثابتة أيضا من أجل النجاح في التحكم في الموجة الثانية.

المصدر : الجزيرة