يوم رفض الزمالك التعاقد مع محمد صلاح لأنه "أناني"

محمد صلاح
صلاح بقميص المقاولون (يسار) وليفربول (وكالات)

رغم وضوح موهبة النجم المصري محمد صلاح، منذ اليوم الأول لظهوره وتألقه مع فريق المقاولون العرب في الدوري الممتاز المصري لكرة القدم، إلا أن هذه الموهبة لم تقنع نادي الزمالك الذي رفض علنا التعاقد معه لأنانيته على حد وصف رئيس النادي.

وتألق صلاح -نجم فريق ليفربول الإنجليزي حاليا- مع المقاولون في الدوري المحلي منذ ظهر لأول مرة وعمره 18 عاما، وبدأ يلفت الأنظار إليه بانطلاقاته وأهدافه التي تشابه ما يفعله اليوم تقريبا لينضم للمنتخب الأولمبي ويتأهل معه لأولمبياد لندن 2012.

وفي عام 2011، كان صلاح قريبا من تحقيق حلمه بالانضمام لفريق الزمالك -الذي يشجعه كما يتردد في مصر- إلا أن ممدوح عباس رئيس النادي آنذاك رفضه، وقال: "رأيي أن صلاح لاعب محتاج شغل كبير جدا، حتى ينصهر في بوتقة فريق الزمالك، لأنه لاعب عنده ذاتية (أناني) شديدة رغم أنه لاعب كبير".

وأقر صلاح برفض الزمالك له في لقاء تلفزيوني أجراه بعد الانتقال إلى فريق بازل السويسري، وقال إن حلم أي لاعب الانضمام للأهلي أو الزمالك لكن نادي الزمالك رفض ضمه بحجة أنه يحتاج لوقت حتى ينضم للفريق الأبيض، مشيرا إلى تلقيه عرض بازل وقبوله بعد رفض الزمالك له.

حتى أبو تريكة

وتسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية وجود العين الخبيرة في كرة القدم، حيث ترفض الأندية الكثير من اللاعبين الذين يبزغ نجمهم في أندية أخرى كبرى.

وهناك أمثلة كثيرة في الكرة المصرية بشكل خاص، منها مصطفى يونس قائد الأهلي والمنتخب المصري الأسبق، الذي فشل في اختبارات نادي البلاستيك المغمور لينضم للأهلي بعدها ويصبح أحد أساطيره في خط الدفاع.

رضا عبد العال نجم مصري سابق آخر كان يلعب في نادي بالدرجة الثانية يدعى النيل للأدوية، ويروي مدربه ومكتشفه حسن سيف للجزيرة نت، أنه عرضه على الأهلي خلال مباراة ودية لكن مدرب الأهلي آنذاك -رغم أنه مدرب أكاديمي متخصص- وصفه بأنه "معلم" أي لاعب مهاري ويحتفظ بالكرة كثيرا، والفريق لا يحتاج أمثاله، لينضم بعدها مباشرة للزمالك ويصبح من أبرز النجوم في التسعينيات من القرن الماضي، ليضمه الأهلي بعدها لكن بثمن باهظ.

وحتى نجم الأهلي والمنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة، رفض الزمالك التعاقد معه أيضا، عام 2003، وهو ما كشف عنه كمال درويش رئيس النادي آنذاك بقوله إن أبو تريكة حضر لمقر الزمالك المجاور لناديه السابق الترسانة، وتم الاتفاق على التعاقد معه لكن سرعان ما انهارت الصفقة لرفض الزمالك طلبات الترسانة المالية، لينتقل للأهلي ويصبح أحد أساطير النادي.

غياب العين الخبيرة

ويقول الدكتور جمال إسماعيل -أستاذ علم التدريب بكلية التربية الرياضية والمحاضر بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)- للجزيرة نت، أن ما حدث مع صلاح وغيره سببه غياب العين الخبيرة في مصر بل والوطن العربي، وبسبب ذلك تهدر الكثير من المواهب بسبب عدم قدرة المدرب على تقدير أو تفجير قدرات بعض اللاعبين أصحاب القدرات العالية التي لا تحتاج سوى اكتشافها وصقلها.

ويشير إسماعيل الذي أشرف على قطاع الناشئين في نادي المقاولون العرب خلال فترة وجود صلاح فيه، أن هناك دورات متخصصة لتنمية العين الخبيرة لدى المدربين ولكن لا يلتفت إليها على سبيل التقليل من شأنها، مع أن هناك بعض الأندية الأوروبية الكبرى قائمة على العين الخبيرة، ومن أبرز الأمثلة بوروسيا دورتموند الألماني الذي يبحث عن المواهب في كل مكان ويضمها لصفوفه بمقابل زهيد واحيانا دون مقابل، ثم يصدر للعالم المواهب مقابل مبالغ طائلة.

المصدر : الجزيرة