ماذا يخبرنا قانون كرة القدم عن هدف مبابي المثير للجدل في فوز فرنسا على إسبانيا؟

Spain v France – UEFA Nations League 2021 Final
مبابي يسجل الهدف الذي شغل الرأي العام الكروي أكثر من فوز فرنسا باللقب الأوروبي (غيتي)

لم يسلم هدف النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي قاد بلاده للفوز على إسبانيا 2-1 لتتوج ببطولة دوري الأمم الأوروبية، من التشكيك حتى من الصحف الفرنسية، في حين ذهب البعض إلى أن الهدف صحيح حسب القانون الجديد، فهل هناك قانون جديد بالفعل؟ وهل هو تسلل أم لا؟

وبالطبع كانت الصحف الإسبانية ومنها صحيفة "ماركا" (MARCA)، من أكثر المشككين في الهدف، بل إنها ذهبت بعيدا بتشبيه الخسارة أمام فرنسا بالهزيمة أمام كوريا الجنوبية في كأس العالم 2002، بعنوانها "تقنية الفار بحضور الغندور"، في تلميح للظلم الذي تعرض إليه منتخبها -على حد وصفهم- من الحكم الدولي المصري السابق جمال الغندور.

وهو ما دفع الغندور للرد على الصحيفة بمنشور له عبر حسابه على فيسبوك قال فيه "هدف فرنسا في إسبانيا هدف صحيح هناك لعب متعمد من مدافع إسبانيا بينما كان المهاجم الفرنسي في موقف تسلل".

وأضاف "أشكر ماركا الإسبانية على تشبيه قرار حكم الفار الصحيح الذي يؤكد فهمه لمادة التسلل بقراري في 2002، وبرغم سوء النية فى التصريح، فإنه يقر بصحة القرار على الأقل من جانبي، لأنها كانت مسؤولية الحكم المساعد".

في حين وصفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية هدف مبابي "بالمشكوك فيه"، مؤكدة أن مبابي كان في وضع تسلل لحظة تمرير الكرة من زميله.

شروط احتساب التسلل

وحتى نحسم أمر هذه الحالة التحكيمية التي أثارت جدلا واسعا قد يستمر لسنوات، يجب أن نعود للمادة 11 من قانون كرة القدم المخصصة للتسلل فقط نظرا لأهميته، وأول سطر فيها ينص على أنه لا يعتبر الوجود في موقف تسلل مخالفة، أي أنه ليس كل لاعب متسلل يعاقب على ذلك.

كما نصت المادة على أن اللاعب يعاقب فقط على وجوده في موقف التسلل لحظة لعب الكرة أو لمسها من أحد زملائه، إذا شارك في اللعب النشط الفعال من خلال:

1- التداخل في اللعب بلعب أو لمس الكرة.

2- التداخل مع اللاعب المنافس من خلال منعه من لعب الكرة أو حجب خط رؤية المنافس بوضوح أو منافسته على الكرة.

3- الحصول على فرصة "الاستفادة" من خلال لعب الكرة أو التداخل مع المنافس عندما ترتد الكرة من قائمي المرمى أو العارضة أو المنافسين أو الحكام، أو ترتد الكرة إليه من إنقاذ المنافس للكرة عن عمد.

وبالفعل كان مبابي متسللا لحظة التمرير من زميله ثيو هرنانديز، ولو ذهبت إليه الكرة مباشرة لاحتسب التسلل فورا وألغي الهدف دون أي جدال، ولكن المدافع الإسباني إريك غارسيا كان كالدب الذي قتل صاحبه وتسبب في صحة الهدف بسبب تعديل قبل أكثر من 10 سنوات -وليس جديدا كما يردد البعض- ينص على أن المدافع -وهو أي لاعب في نصف ملعبه- الذي يحاول إبعاد الكرة ويلمسها بالفعل لكنها تذهب للمهاجم تعد لعبة جديدة ويستمر اللعب حتى لو كان هذا المهاجم متسللا كما في حالة مبابي.

هدف مبابي في مرمى إسبانيا بنهائي دوري الأمم الأوروبي (مواقع التواصل)
الصورة توضح تسلل مبابي لحظة تمرير الكرة إليه من زميله (مواقع التواصل)

ولو وضعنا حالة مبابي تحت الشروط الثلاثة السابقة لتأكدنا من صحة الهدف، حيث لم يلعب مبابي الكرة وكان خلف غارسيا وليس أمامه، كما كان بعيدا عنه ولم يعقه عن لعب الكرة أو إبعادها، أما الاستفادة فليست موجود نهائيا، لأنها مختلفة عما حدده القانون بأن تكون الكرة أمام المرمى ومرتدة ممن حددهم النص، وليست لعبة متعمدة "جديدة" من المدافع كما فعل غارسيا.

  • حكم دولي سابق