تشلسي ولامبارد.. صراع الحلم والوهم

FA Cup - Fourth Round - Chelsea v Luton Town
عاصفة النتائج السلبية لم تمهل لامبارد طويلا (رويترز)

عندما عاد فرانك لامبارد أسطورة تشلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إلى ستامفورد بريدج لتولي المسؤولية بدلا من الإيطالي ماوريسيو ساري غير المحبوب في صيف 2019 بدا أنه المدرب المناسب لفريق يتطلع لبداية طريق جديد.

لكن في النهاية لم يكن ذلك سوى وهم، واليوم الاثنين تم التخلص من لامبارد بالأسلوب ذاته الذي عانى منه 11 مدربا سابقا تحت قيادة مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش.

والموسم الماضي، تلقى لامبارد إشادة كبيرة لقيادته تشلسي إلى المركز الرابع في الدوري ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على الرغم من منع الفريق من إبرام تعاقدات جديدة.

وتحت وطأة الظروف غير المعتادة استغل لامبارد الفرصة، لمنح الشبان مثل ميسون ماونت وريس جيمس وتامي أبراهام وكالوم هودسون-أودوي الفرصة.

وجاء تألقهم تحت قيادته ليمنح الأمل ببداية طريق جديد لتشلسي الذي اعتمد على جلب اللاعبين البارزين في الانتقالات لتحقيق الألقاب منذ شراء أبراموفيتش النادي في 2003.

واستمتع لامبارد بموسم كامل من شهر العسل لأمرين، أولهما مكانته في النادي باعتباره الهداف التاريخي للفريق، والثاني أنه على العكس ممن سبقوه لم يكن ممكنا الحكم على مدى كفاءته في الاستفادة من أموال أبراموفيتش.

وكوفئ المدرب الشاب بعد موسمه الأول المذهل بالحصول على 220 مليون جنيه إسترليني (نحو 300 مليون دولار)، لإنفاقها في سوق الانتقالات على الثنائي الألماني تيمو فيرنر وكاي هافيرتز، والجناح المغربي حكيم زياش القادم من أياكس أمستردام، والظهير بن تشيلويل من ليستر سيتي، والحارس إدوارد ميندي من رين الفرنسي.

وبقدر ما كان الأمر مثيرا كان الاختبار الحقيقي على وشك البدء، وكان لامبارد -وهو العالم ببواطن الأمور في تشلسي خلال مسيرته- على دراية بذلك.

وعندما حافظ تشلسي على سجله الخالي من الهزيمة في 17 مباراة بدا أن لامبارد نجح في دمج التعاقدات الكبيرة في إطار العمل الذي وضعه خلال موسمه الأول.

لكن المدرب الشاب فضل تقديم جرعة من الواقعية، واستمر في التقليل من إمكانية المنافسة على اللقب، وقال إن فريقه الجديد بحاجة إلى الوقت للوصول إلى التناغم.

ولم يكن أبراموفيتش يستمع إليه، وربما بدأ الحكم على التجربة يظهر بعد خسارة تشلسي 1-صفر بملعب إيفرتون في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وخسر تشلسي في 5 من آخر 8 مباريات في الدوري ليتراجع إلى المركز التاسع، وفقد لامبارد بريقه بخططه واختياراته ليظهر نقص خبرته كمدرب.

وفشل في استخراج أفضل ما في لاعبيه الموهوبين، ولم يظهر هافيرتز وفيرنر بالشكل الذي كانا عليه في باير ليفركوزن ولايبزيغ على الترتيب، وكان تأثير زياش متقطعا.

وكان معدل نقاط لامبارد في المباراة هو الأسوأ لأي مدرب في عصر أبراموفيتش وأقل كثيرا عما حققه أندريه فيلاش بواش، لكن رغم كل هذا سيرحل لامبارد بعد بلوغ تشلسي ثمن نهائي دوري الأبطال والدور الخامس بكأس الاتحاد الإنجليزي ويتأخر بـ5 نقاط فقط عن ليفربول صاحب الترتيب الرابع، وهو ما يمثل بالكاد أزمة لأغلب الأندية.

لكن تشلسي عاد إلى أسلوبه عند ظهور أول بادرة للمشاكل عبر تدخل أبراموفيتش الذي لم يظهر اهتمامه بالحب الذي تكنه جماهير تشلسي للرجل الذي نال 3 ألقاب في الدوري، و4 في كأس الاتحاد، ولقب دوري أبطال أوروبا مع النادي كلاعب.

وعلى غير المعتاد أظهر أبراموفيتش عاطفة شخصية بعد إقالة لامبارد، وقال "كان قرارا صعبا بالنسبة للنادي، لأنني على علاقة طيبة مع فرانك وأحترمه بشدة".

لكن ذلك لن يكون كافيا للامبارد الذي ربما سيشير إلى صبر مانشستر يونايتد على مدربه أولي غونار سولشار، فقبل شهرين عندما كان تشلسي يتألق مع لامبارد كان يونايتد بقيادة سولشار في النصف الأسفل من الترتيب، وكان مستقبل المدرب النرويجي معلقا بخيط رفيع.

والآن يتصدر يونايتد المسابقة، ويسير تشلسي في الاتجاه المعاكس، وذاق لامبارد الجانب المر من حياة المدربين لأول مرة.

المصدر : رويترز