هل أزمة برشلونة في ضعف المدربين أو سوء مستوى اللاعبين؟

La Liga Santander - FC Barcelona v Atletico Madrid
ميسي يُعرض عن مدربه سيتين خلال المباراة الأخيرة مع أتلتيكو مدريد (رويترز)

تزداد معاناة برشلونة بمرور الأيام، وبعد أن كانت مشكلته في الفشل بالبطولات الأوروبية تطورت لتشمل البطولات المحلية، حيث فقد مطلع العام الجاري كأس السوبر الإسباني واقترب من فقدان لقبه المفضل في السنوات الأخيرة كبطل لليغا.

بدأت معاناة برشلونة في 2018 مع مدربه السابق إرنستو فالفيردي عندما ودع دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي بعد خسارته المهينة 3-صفر أمام روما الإيطالي في مباراة الإياب.

وتفاقمت المعاناة عندما خرج برشلونة العام الماضي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بشكل مذل، إثر خسارته 4-صفر أمام ليفربول الذي توج بعدها باللقب.

وكانت هزيمة برشلونة أمام أتلتيكو مدريد 3-2 مطلع العام الجاري وخروجه من نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة لفالفيردي الذي أقيل من منصبه.

واعتقد البعض أن المشكلة كانت في فالفيردي لكنها تفاقمت مع المدرب الجديد كيكي سيتين الذي تراجع معه الأداء أكثر وساءت النتائج وخسر الكلاسيكو أمام غريمه ريال مدريد 2-صفر، ثم تعادل عدة مرات ليفقد صدارة الليغا لصالح منافسه ريال مدريد الذي أصبح الأقرب للتتويج باللقب هذا الموسم بعد أن توج بكأس السوبر أيضا.

وفي محاولة لفهم حقيقة أزمة برشلونة، وهل سببها ضعف مستوى المدربين أو تراجع مستوى نجوم الفريق وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي؟

توجهنا بهذا السؤال لثلاثة من المدربين.

يرى سامي الطرابلسي مدرب نادي السيلية القطري الحالي والمنتخب التونسي سابقا، أن أزمة فريق برشلونة الكبرى في نوعية اللاعبين الحاليين، حيث لم يستطع النادي تعويض رحيل بعض اللاعبين الكبار من أمثال إنييستا ونيمار، مما أنهى ظاهرة التيكي تاكا (التمريرات القصيرة) التي تميز بها البلوغرانا منذ سنوات طويلة.

وقال الطرابلسي -المحلل بقنوات الكأس الرياضية القطرية- للجزيرة نت "يفاقم من أزمة برشلونة أن المدربين الذين تولوا تدريب الفريق أخيرا ليسوا من خريجي مدرسة البلوغرانا التي تميزت بالمهارات الفنية العالية والاستحواذ على الكرة، مما وضع الفريق بين نارين، نار اللاعبين الضعفاء فنيا ونار المدرب غير المناسب تكتيكيا".

في حين يرى هشام الزاهد لاعب المنتخب القطري ومدرب فريق السد سابقا أن أزمة برشلونة الرئيسية في المدربين، مدللا على كلامه بأن قوام فريق برشلونة لم يتغير كثيرا في الموسمين الأخيرين ومع ذلك يتراجع أداء الفريق ونتائجه.

وقال الزاهد للجزيرة نت إن سيتين قد يكون مظلوما، لأن هناك عدم تجاوب وانسجام واضح بين أفكاره وأداء اللاعبين، وأنه يفقد التواصل مع اللاعبين بمرور الأيام رغم أنه مدرب صاحب اسم في إسبانيا.

وأضاف الزاهد أن فلسفة برشلونة راسخة منذ عشرات السنين عندما تولى الأسطورة الهولندي الراحل يوهان كرويف، تدريب الفريق وأحدث مزيجا بين الكرة الهولندية والإسبانية، سار عليه كل المدربين بعده وحتى المدرب السابق فالفيردي الذي حقق بطولات عديدة وكان من الخطأ تغييره.

أما المدرب والمحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسام شامل، فله وجهة نظر خاصة، حيث قال للجزيرة نت إن سبب الأزمة جميع العناصر من اللاعبين والمدربين إضافة إلى إدارة النادي أيضا.

ويوضح شامل وجهة نظره بأن إدارة برشلونة لم تستقطب أخيرا نوعية المدربين الذين تتناسب أفكارهم مع أسلوب لعب الفريق، كما أن بعض اللاعبين الأساسيين ليسوا على مستوى الفريق صاحب الشعبية الضخمة على مستوى العالم وليس في إسبانيا فقط، وفشلت إدارة النادي في تعويض نقاط الضعف بصفقات جديدة تتماشى مع طبيعة أداء الفريق وأبرزها صفقة النجم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي كلف خزينة النادي مبلغا ضخما والآن يجلس احتياطيا لأن طريقته لا تناسب أسلوب برشلونة.

وأشار شامل إلى أن شخصية المدرب لها دور كبير أيضا، مؤكدا أنه لن ينجح في قيادة برشلونة لمنصة التتويج سوى مدرب كبير بوزن يورغن كلوب أو بيب غوارديولا، يستطيع أن يقنع نجوم الفريق الكبار مثل ميسي وسواريز بأفكاره، الأمر الذي لم يحدث مع سيتين الذي يفقد السيطرة على الفريق بمرور الأيام.