فجّر نجم ومدرب فريق الزمالك والمنتخب المصري السابق لكرة القدم فاروق جعفر فضيحة مدوية، باتهامه الحكام الأفارقة بالرشوة لمساعدة الزمالك والمنتخب المصري.
لم تكن اتهامات لاعب ومدرب الزمالك والمنتخب المصري السابق فاروق جعفر لحكام كرة القدم الأفارقة بالرشوة الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ فقضاة الملاعب في القارة السمراء يوصمون بهذا الاتهام كثيرا، مما يطرح سؤالا عن السر في ذلك.
وهناك أسباب كثيرة جعلت الاتهامات بالمجاملات والتحيز، بل والرشوة، تطارد بعض الحكام، ونرصد أهمها في النقاط التالية:
ضعف المقابل المادي:
يعد المقابل المادي للحكام في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) هو الأضعف في العالم، مع العلم أن الأغلبية العظمى من الذين يتجهون للتحكيم من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، فقد ظل الحكم حتى 2012 يتقاضى 100 دولار فقط في اليوم بكأس الأمم الأفريقية، التي تعد البطولة الأكبر ومونديال القارة، وهو الأقل على مستوى البطولات الرسمية العالمية.
وفي كأس الأمم الأفريقية عام 2010 في أنجولا، اشتكى بعض الحكام من ضعف المقابل المادي إلى عضو المكتب التنفيذي بالكاف طارق البشماوي، فقام بمبادرة فردية منه وطلب مضاعفة بدلات حكام البطولة من رئيس الكاف السابق عيسى حياتو، الذي رفض، لكنه حاول ترضية الحكام بإهدائهم ساعة لكل حكم.
وفي العام التالي للبطولة، أصبح البشماوي رئيسا للجنة الحكام في الكاف، واستطاع مضاعفة البدلات لتصبح 200 دولار في اليوم بداية من أمم أفريقيا 2013 في جنوب أفريقيا، وبعد رحيل حياتو وتولي أحمد أحمد رئاسة الكاف زادت لتصبح 300 دولار في اليوم للحكم بداية من الأمم الأفريقية في الغابون 2017، علما بأن الحكم لا يتقاضى أي بدلات عن إدارة المباريات.
وكانت بدلات الحكام في مباريات بطولات الأندية الأفريقية وتصفيات المنتخبات للبطولات الأفريقية أيضا الأقل في العالم، حيث كان الحكم يتقاضى 750 دولارا عن المباراة، حتى لو كانت نهائي دوري أبطال أفريقيا، ورفع أحمد أحمد هذا المبلغ إلى 1125 دولارا منذ عامين، كما تقرر أن يحول من الكاف مباشرة للحكم عبر حسابه البنكي كما يفعل الفيفا، بدل النظام السابق، حيث كان النادي يسلم البدلات للحكم قبل المباراة.
عمرو هو السبب في ان الحكام ياخدوا بدلاتهم من الكاف عمرو هو السبب اللي منع الاندية ترشي الحكام عمرو هو اللي كان بيحارب الفساد ومنع إن الحكام يكون ليهم احتكاك قبل الماتشات مع الأندية وفصلهم وبعد الشبهات عن التحكيم الإفريقي اللي سمعته كانت معروفة، ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته pic.twitter.com/L0nGZFTl3y
— ᕼᗩᗰEᗪ🏆1️⃣9️⃣ (@triple_H74) July 25, 2020
وهناك قصة متعلقة بهذا الأمر وقعت في أحد معسكرات حكام كأس العالم 2010، وكانت في جزيرة لاس بالماس الإسبانية، حيث سأل الحكم الدولي السويسري ماسيمو بوساكا -الذي أصبح مدير إدارة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 2011 وحتى الآن؛ الحكم الدولي الجزائري محمد بنوزة عما يتقاضوه في أفريقيا فأجابه 750 دولارا، فتأثر بوساكا جدا لدرجة أنه كاد يبكي قائلا: في أوروبا نتقاضى 5 آلاف يورو (5800 دولار) في المباراة الواحدة.
حياتو والأصوات الانتخابية:
أضر بقاء الكاميروني عيسى حياتو في رئاسة الكاف نحو 30 عاما الاتحاد، وأنشأ مراكز قوى، ورسخ أصحاب الأصوات الانتخابية على حساب أشياء كثيرة؛ لذلك تم في عهده توقيع عقوبات إيقاف عديدة من لجنة القيم في الفيفا على بعض كبار المسؤولين في الكاف، ومنهم رئيس لجنة الحكام السابق بسبب قضايا رشا وفساد، واستمرت الاتهامات تلاحق الكاف حتى بعد رحيله، لكن الأمر اختلف حيث خرجت التسريبات التي يزعم أنها تدين الرئيس الجديد أحمد أحمد من داخل الكاف.
We reject this Referee❌❌❌❌
#ارفضوا_جاساما_المرتشي pic.twitter.com/QVEB8EzdMv
— Bassel Abou-Elliel (@BasselElliel) February 15, 2020
ويروي أحد الحكام الدوليين السابقين -رفض ذكر اسمه- قصة معبرة عما كان يدور في الكاف سابقا، حيث كان يدير مباراة لفريق القطن الكاميروني بملعبه، وانتهى الشوط الأول بالتعادل، فدخل عضو نافذ بلجنة الحكام وعنّف الحكم على النتيجة السلبية للفريق المنتمي لمسقط رأس حياتو، حتى أن الحكم بكى من التأثر.
كما أن الحكم الدولي الجزائري السابق جمال حيمودي ظل موقوفا عن التحكيم بشكل غير رسمي لنحو عام كامل بعد إدارته نهائي دوري أبطال أفريقيا 2008 بين القطن الكاميروني بملعبه والأهلي المصري، التي انتهت بالتعادل 2-2 ليتوج الأهلي باللقب لفوزه بالقاهرة 2-صفر، حيث رفض حيمودي مجاملة القطن، وأدار المباراة بحيادية، ولولا دعم عضو لجنة الحكام الأفريقية الراحل بدارا سن لحيمودي لانتهت مسيرته التحكيمية تماما.
🗣️ جمال حيمودي عبر أون تايم سبورتس 2
💬 تعرضت للكثير من المضايقات ومنعوني من التحكيم لمدة عام بعد احتسابي ركلة جزاء للأهلي أمام القطن الكاميروني. pic.twitter.com/EMTbMt6rIS
— FilGoal (From 🏠) (@FilGoal) July 13, 2020
اختيارات خاطئة:
كما وقع الكاف في خطأ جسيم بإسناده منصب مدير إدارة التحكيم فيه لحكم لاحقته هو شخصيا اتهامات عديدة، وتم إيقافه عدة أشهر عام 2003، بعدما أفسد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الإسماعيلي المصري وإنيمبا النيجيري.
حيث تهاون مع لاعبي الأخير في تضييع الوقت والسقوط بالملعب كثيرا من دون داع، حتى خرجت النتيجة 1-صفر للإسماعيلي الذي هُزم صفر-2 في نيجيريا، ليتوج إنيمبا باللقب على ملعب غريمه، لكنه لم يستطع تسلم الكأس في الملعب نظرا لأعمال العنف من الجماهير الغاضبة من الحكم، حتى أن رئيس لجنة الحكام بالكاف آنذاك الصومالي فرح أدو هرب من الملعب بصعوبة مع حياتو.
وتمتد الاختيارات الخاطئة إلى تعيينات الحكام، حيث يعين الحكام الذين تثار حولهم الشبهات وتطاردهم الاتهامات في مباراة كبرى ومصيرية، ويحصل الفريق الفائز فيها على ملايين الدولارات، مثل نهائي دوري أبطال أفريقيا.
_____________________