كيف ستؤثر تداعيات كورونا على أسعار اللاعبين وسوق الانتقالات الصيفية؟

Barcelona's Neymar is tackled by Espanyol's Lucas Vazquez during their Spanish first division soccer match near Barcelona
انتقال نيمار من برشلونة إلى سان جيرمان كلف 222 مليون يورو وكورونا تسبب في تراجع القيم السوقية لكل اللاعبين

تستيقظ كرة القدم الأوروبية من سبات فيروس كورونا المستجد على واقع مختلف لما كانت عليه قبل الوباء، سواء بالنسبة للمباريات أو اللاعبين أو المشجعين، ولن يختلف المشهد خلف الكواليس، ولا سيما في مقاربة الأندية نشاطها في سوق الانتقالات.

ومع عودة عجلة الدوري الألماني إلى الدوران خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير ووفق بروتوكول صحي صارم للحد من تفشي الوباء تستعد كرة القدم لمواجهة أزمة اقتصادية ومالية ستؤثر على كل جوانب اللعبة.

وسيكون ذلك جليا بشكل خاص في سوق الانتقالات الذي شهد في السنوات الأخيرة إنفاق الأندية الكبرى مبالغ باهظة وخيالية لشراء اللاعبين كان أبرزها الصفقة القياسية لانتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بقيمة 222 مليون يورو في العام 2017.

وراقب الفرنسي داميان كومولي عن كثب كل هذه التطورات بعد أن ترك منصبه مديرا لكرة القدم في نادي فنربغشة التركي في يناير/كانون الثاني الفائت.

وقال المدير الرياضي السابق لناديي ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يتوقع تراجع قيمة الصفقات "بنسبة بين 30 و50% مقارنة بالأسعار المعتادة، وتراجعا بنسبة 70 إلى 75% في نشاط الأندية بالسوق".

وسيؤثر تراجع إيرادات الأندية جراء عدم بيع تذاكر المباريات بشكل كبير على ميزانياتها، أما في ما يخص التعاقد مع اللاعبين فإن الموكلين بتلك المهمة لم يتمكنوا ببساطة من أداء مهامهم.

الاستفادة من الوقت
ويقول مدير قسم الكشافة في نادي ساوثهامبتون الإنجليزي مارتن غلوفر إن "الجزء الأكبر من عملي هو مراقبة الأهداف (اللاعبين) لأسواق الانتقالات المقبلة"، حيث غالبا ما يمضي الكشافون وقتهم يتنقلون من ملعب إلى آخر وبين البلدان، لمشاهدة اللاعبين الذين يرغبون في الحصول على خدماتهم.

ويتابع غلوفر -الذي عمل سابقا مع إيفرتون- "أكون خارج البلاد كل أسبوع تقريبا، قد أسافر إلى باريس لمشاهدة سان جيرمان، واليوم التالي إلى ألمانيا لمشاهدة لاعب آخر، يشمل أسبوعي ثلاث أو أربع مباريات مباشرة من الملعب".

وشغل روبرت ماكينزي دورا مشابها في فريق لوفن الذي ينافس في الدرجة الثانية البلجيكية والذي بات منذ العام 2017 مملوكا من مجموعة كينغ باور التايلندية مالكة نادي ليستر سيتي بطل إنجلترا عام 2016.

ويقول ماكينزي -الذي يتابع من أرض الملعب ما يقارب 20 مباراة في مختلف الدوريات خلال شهر واحد- لوكالة الصحافة الفرنسية "من الواضح أن للوضع الحالي آثارا كبيرة على ما كان تاريخيا أهم جزء من العملية وهو تقييم اللاعبين مباشرة من أرض الملعب".

ويضيف "أفكر غالبا متى ستكون المرة المقبلة التي أجلس فيها بملعب كرة قدم لأتابع مباراة، من يعلم؟".

لكن ماكينزي لم ينف أن فترة توقف المباريات وفرت له وقتا لتقييم الأمور والخيارات.

في المقابل، أثار نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الجدل عندما منح مدير قسم الكشافة ستيف نيكسون إجازة مع موظفي القسم بأكمله، مما أدى إلى تعطيل قسم مهم في النادي.

وعلى أي حال، كيف يمكن أن يخطط ناد في الدوري الممتاز لسوق الانتقالات الصيفية من دون معرفة ما إذا كان سيبقى في البريميرليغ الموسم المقبل، أو إذا كان الموسم الحالي سيُستأنف من عدمه، ولا سيما إذا نظرنا إلى التداعيات المالية؟

ويقول غلوفر "هناك الكثير من الأمور التي لا يمكن تقييمها أو التنبؤ بها، لسنا في ناد قد ينفق 80 مليون لشراء لاعب على كل حال".

وتابع "أنا متأكد أن الفرص ستقدم نفسها تلقائيا نظرا لكل ما حصل، سواء في الداخل أو الخارج، ولكن الجزء الأصعب هو المالي".

مقاربة مختلفة
ويقر غلوفر بأن المقاربة في سوق الانتقالات ستتغير للأبد، ويعتقد كومولي -الذي ساهم في إدخال استخدام البيانات والإحصاءات إلى كرة القدم الإنجليزية- أن هذا النهج سيلقى رواجا.

ويقول كومولي "ربما ستستخدم أندية البيانات والإحصاءات بدلا من الكشافة المباشرة، وقد تحقق الأندية أكثر عن اللاعب نفسه، عائلته وطريقة عيشه".

وتابع "إذا كانت لي فرصة واحدة لمتابعة اللاعب مباشرة (من الملعب) أو أن ألتقيه مع عائلته فسألجأ إلى فرصة أن ألتقيه مباشرة".

ويعتقد أن الأندية التي ركزت على الكشافة عن طريق الفيديو والبيانات يمكن أن تخرج من الأزمة دون ضرر على فرقها.

ويشمل ذلك الأندية في الدرجات الدنيا أيضا، بما فيها لوفن الذي سينتظر حتى أغسطس/آب المقبل لخوض منافسات الـ"بلاي أوف"، لمعرفة الدرجة التي سينافس فيها الموسم المقبل.

من جانبه، يقول ماكينزي "أعتقد أن العديد من الفرص ستتقدم لنا في النادي نتيجة الوضع الحالي لم تكن في الحسبان سابقا".

المصدر : الفرنسية