متعة تتحدى قيود كورونا.. مشجع يروي تجربته في نهائي استثنائي لكأس أمير قطر

التباعد الاجتماعي كان حاضرا في المدرجات
مشجعون للنادي العربي خلال نهائي كأس أمير قطر (الجزيرة)

يرتبط الشعب القطري بشغف كبير بالرياضة وخاصة كرة القدم، وكانت مواجهة السد والعربي في نهائي كأٍس الأمير أمس الجمعة فرصة للمشجعين لاستعادة أجواء المباريات الجماهرية رغم القيود التي فرضها تفشي فيروس كورونا.

ولم يكن القطري خليفة الكثيري يعلم أن إجراء فحص فيروس كورونا، الذي هرب منه مرارا وتكرارا منذ تفشي الجائحة، سيكون مطلبا رئيسيا من أجل حضور النهائي الحلم الذي انتظره مع جماهير فريقه العربي للاحتفال باللقب الغائب منذ 27 عاما.

ومثل العديد من عشاق كرة القدم، لم يفوت الكثيري قط أي مباراة لنادي العربي، لكن هذه المرة كان عليه أن يتخطى العقبة الأصعب المتمثلة في إجراء فحص كورونا من أجل الحصول على تذكرة المباراة.

وبعد فترة تردد، اضطر الكثيري (24 عاما) إلى الامتثال للأمر والخضوع للفحص لكي يتمكن من حجز مقعده في المدرجات، معترفا بأنه تضايق جدا من هذا الأمر، ولا يعرف ماذا يفعل إذا استمرت هذه الحال وتكررت التجربة نفسها مستقبلا.

يقول الكثيري للجزيرة نت إن "حضور المباراة في ظل ظروف كورونا خيار شخصي، أفعل ذلك بشكل طبيعي لأتمكن من قضاء بعض الوقت في مشاهدة فريقي. مجرد تنفس الهواء في الملعب هو أمر جيد جدا. يقول البعض إنني مجنون، لكني أفعل ذلك من أجل المتعة ولا أشعر بأي خوف".

الكثيري كان يحلم برؤية تتويج العربي بلقب طال انتظاره
الكثيري كان يحلم برؤية تتويج العربي بلقب طال انتظاره (الجزيرة)

مرتديا كمامته وحاملا علم نادي العربي في يد والمعقم في اليد الأخرى، ذهب الكثيري إلى الملعب، ولكن طقوسه الخاصة في حضور المباريات هذه المرة كانت مختلفة نوعا ما نظرا للإجراءات الاحترازية المتبعة بسبب جائحة كورونا، والتي منعته من القيام ببعض الأمور المعتادة التي تعوّد عليها مع أصدقائه خلال المباريات.

ولا يتوقف حضور المباراة لدى الكثيري عند المشاهدة فقط خاصة في المباريات النهائية، إذ يقوم بطقوس خاصة وأجواء احتفالية يقضي من خلالها يوما ترفيهيا يأمل أن تكون نهايته الفرح بالفوز والابتعاد عن تجربة الحزن بعد الخسارة.

وفي هذه التجربة، يوضح الكثيري أنه حضر مبكرا برفقة والده وإخوته بدلا من أصدقائه بسبب الإجراءات الاحترازية للاستمتاع بالأجواء المصاحبة، خاصة وأن المباراة تقام في افتتاح ملعب أحمد بن علي في الريان، رابع ملاعب مونديال قطر 2022، وبالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني.

ويتابع أنهم فور وصولهم محيط الملعب خضعوا لإجراءات احترازية صحية وأمنية مشددة، قبل أن يدخلوا حرم الملعب ويتجولوا بين الفعاليات المصاحبة التي لم تختلف كثيرا عن السابق، حيث قضوا بعض الوقت بمتعة وسط تدابير احترازية قبل أن يتوجهوا إلى مقاعدهم في المدرجات.

يقول الكثيري "الجلوس منعزلين وبصورة بعيدة لم يكن مألوفا في البداية، إلا أننا كنا تعودنا عليه في مباريات الدوري القطري التي تقام بجماهير، لكن في المباراة النهائية وفي ظل الأجواء الاحتفالية كان الأمر صعبا، لذلك تخطينا الإجراءات الاحترازية لبعض الوقت قبل أن نعود ونلتزم بها مجددا".

رغم الإجراءات الاحترازية، تجول الكثيري برفقة أشقائه في ردهات الملعب بين شوطي المباراة، وتناولوا الوجبات السريعة والمشروبات كالعادة، كما استخدموا مرافق الملعب التي ظهرت في أبهى صورة.

الكثيري الذي قدم نموذجا حيا لمشجع عاشق لناديه، يعتبر أن أكثر الأمور التي أزعجته خلال المباراة هو اضطراره لارتداء الكمامة لمدة طويلة، فضلا عن افتقاده أصدقاءه الذين تعوّد الحضور معهم في مثل هذه المباريات بصورة جماعية، وأيضا رابطة جمهور العربي غير الموجودة بسبب كورونا.

وبعد نهاية المباراة وخسارة العربي أمام السد (1-2)، خرج الكثيري حزينا مع أسرته بعدما فقد حلم رؤية فريقه يحرز اللقب للمرة الأولى، خصوصا أن عمره كان عاما واحدا عندما توّج العربي بلقبه الأخير عام 1997 إثر فوزه وقتها بكأس ولي العهد على حساب الريان (4-3) بركلات الجزاء.

الكثير حضر النهائي مع اسرته بدلا من اصدقائه بسبب كورونا
الكثيري حضر النهائي مع أسرته بدلا من أصدقائه بسبب كورونا (الجزيرة)

بدورها، أوضحت السيدة ميعاد العمادي مديرة أولى فعاليات الجماهير باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن الإقبال على الفعاليات المصاحبة للمباراة لنهائي كأس الأمير وافتتاح الملعب الجديد كان كبيرا ومميزا رغم الإجراءات الاحترازية.

وقالت العمادي للجزيرة نت إنه تمت مراعاة التباعد الاجتماعي في الفعاليات المخصصة للأطفال، كما توفرت كافة الإجراءات الاحترازية الخاصة بالتعقيم والنظافة للحفاظ على سلامة الجميع.

وأضافت أن الفعاليات المصاحبة شهدت عروضا ثقافية وتراثية للعديد من الجاليات، أبرزها الهندية والمكسيكية والنيجيرية والكينية والتونسية والمصرية، بجانب عروض من الفن الشعبي القطري الأصيل.

وأشادت العمادي بوعي الجماهير التي حضرت مبكرا واستمتعت بصورة كبيرة بجميع الفعاليات بالتزامها بجميع الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تم تطبيقها بالتعاون مع وزارة الصحة.

يشار إلى أن قرابة 20 ألف مشجع يمثلون 50% من سعة ملعب أحمد بن علي بمدينة الريان، حضروا المباراة النهائية بين السد والعربي، وشاركوا في حفل الافتتاح الرسمي لرابع الملاعب الجاهزة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.

المصدر : الجزيرة