خسارة مضاعفة بالمستطيل الأخضر ومخابر التحليل.. هكذا برر الأفريقي خسارته التاريخية

لا تزال الهزيمة التاريخية -التي مني بها النادي الأفريقي التونسي السبت الماضي أمام مازيمبي الكونغولي ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا- تثير موجة غضب عارمة في الأوساط الكروية، وتفرز الكثير من التداعيات التي وصلت حد زعم الفريق التونسي تعرض بعض لاعبيه للتسمم أثناء إقامتهم في الكونغو الديمقراطية.

واستأثرت الشكوك -بتناول اللاعبين مواد غذائية أو مياه شرب سامة أثرت سلبا على أدائهم- باهتمام متزايد في الشارع الرياضي، وذلك بعد أيام من تلقي الفريق هزيمة هي الأثقل في تاريخ مشاركات الأندية التونسية بالمسابقات القارية والأعلى بدور المجموعات منذ اعتماده عام 1997.

وعقب هزيمته أمام مازيمبي بثمانية أهداف دون رد، أكد الأفريقي أنه بعث برسالة إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لإحاطته علما بإخضاع ثلاثة من لاعبيه لاختبارات طبية درءا للشكوك التي حامت حول خوضهم المباراة تحت تأثير مواد مسممة.

undefined

تبريرات واهية
وأعلن النادي الاثنين الماضي إخضاع اللاعبين شهاب الصالحي وسند الخنيسي ومنوبي الحداد إلى تحاليل بيولوجية معمقة لوجود مؤشرات -على حد زعم المسؤولين-ـ بتعرضهم للتخدير وتناول مواد سامة أثناء الإقامة بمدينة لوبومباتشي قبيل المباراة. غير أن نتائج تلك التحاليل جاءت سلبية بحسب ما أكده للجزيرة نت الدكتور محسن الطرابلسي رئيس اللجنة الطبية للنادي.

وكشف الطرابلسي أن إدارة النادي شككت في إمكانية تناول عدد من اللاعبين مواد غذائية مسممة أو مواد مخدرة، غير أن نتائج التحاليل قطعت الشك باليقين وأكدت أن اللاعبين لم يتعرضوا إلى أي نوع من التخدير أو التسميم.

ورفض رئيس اللجنة الطبية في الآن نفسه التعليق على الأخبار الواردة حول قرار إدارة ناديه إرسال عينة من التحاليل إلى مخبر فرنسي لحسم الجدل نهائيا.

وتابع أن "مهمتنا انتهت عند خروج نتائج التحاليل التي كانت سلبية ولم تظهر تعرض أي من اللاعبين الثلاثة لمواد سامة".

من جهته، اعتبر عضو مجلس الإدارة فوزي الصغير أن نتائج التحاليل البيولوجية لبعض اللاعبين تبدو كافية للإقرار بأن مسؤولية الهزيمة المذلة التي مني بها الفريق يتحملها المدرب ولاعبوه وأن عليهم امتلاك الشجاعة للاعتذار للجماهير بعد أن تلاعبوا بسمعة النادي، على حد وصفه.

واعترف الصغير بأن قرار إخضاع اللاعبين كان محل خلاف بين أعضاء مجلس الإدارة، وقال للجزيرة نت إن "النادي الأفريقي فريق كبير وكان علينا تحمل مسؤولياتنا كاملة، سنحاسب كل من كان سببا في النكسة التي لحقت بفريقنا، من الواضح أن المدرب واللاعبين كانوا خارج الموضوع وقدموا واحدة من أسوأ مباريات النادي على مر تاريخه".

undefined

خسارة مضاعفة
بدوره لم يبق نادي مازيمبي الكونغولي بمنأى عن تلك المستجدات الطارئة التي رافقت فوزه التاريخي على النادي الأفريقي والاتهامات الموجهة ضده بالضلوع في تعرض لاعبي المنافس للتسميم مما أثر سلبا على أدائهم.

ونشر النادي الكونغولي المتوج بدوري أبطال أفريقيا خمس مرات، آخرها في 2015، بيانا على موقعه الرسمي استنكر فيه ما اعتبره "إدعاءات كاذبة ومحاولات يائسة من الأفريقي التونسي لتبرير انهياره أمام مازيمبي بثمانية أهداف نظيفة".

ودان المدير الرياضي لمازيمبي "فريديريك كيتنجي"، في البيان ذاته، الاتهامات "الباطلة" التي استهدفت فريقه مؤكدا أن مسؤولي الأفريقي "اختاروا بأنفسهم فندق الإقامة كما أنهم حملوا معهم كميات غذائية ومياها جلبوها من تونس، لم نتوقع مثل هذه الاتهامات، وكان على الأفريقي  أن يتحلى بمميزات الأندية الكبيرة ويتقبل الخسارة بروح رياضية".

وانتقدت بعض المواقع والصحف التونسية لجوء النادي الأفريقي إلى أعذار واهية لامتصاص غضب أنصاره بعد الخسارة الثقيلة" واعتبرت أن "الأفريقي مني بخسارة مضاعفة الأولى على المستطيل الأخضر والثانية في مخابر التحليل".

وكان لاعبو الأفريقي أجروا تدريباتهم مساء الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشددة مخافة حصول مشاحنات بين اللاعبين والجماهير الغاضبة.

المصدر : الجزيرة