تتنافى مع قيم ورسالة الرياضة.. قيود إسرائيل تعصف بأحلام لاعبي كرة القدم في غزة

Palestine v Saudi Arabia: 2020 FIFA World Cup Asia qualifiers- - AL RAM, WEST BANK - OCTOBER 15: Players of Palestine pose for a photo ahead of the 2020 FIFA World Cup Asia qualifiers group match between Palestine and Saudi Arabia at Al-Husseini Stadium in Al Ram, West Bank on October 15, 2019.
المنتخب الفلسطيني قبل مباراته أمام السعودية (الأناضول)

ظل لاعب كرة القدم الفلسطيني جهاد أبو رياش يُمنّي النفس بأن يسافر مع فريقه "خدمات رفح" من قطاع غزة إلى الضفة لأداء مباراة الإياب لتحدي بطل كأس فلسطين، والمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي أو البطولة العربية.

لكن أمنيات أبو رياش وزملائه أضحت سرابا مع مرور الوقت بفعل منع السلطات الإسرائيلية سفر بعثة الفريق المتوج بلقب الدوري المحلي في قطاع غزة.

ومنعت سلطات الاحتلال على مدار الشهرين الماضيين سفر "خدمات رفح" إلى مدينة نابلس لإقامة مباراة الإياب مع مركز "شباب بلاطة" بطل الضفة للموسم الرياضي 2018-2019.

وتقول تل أبيب إن 23 من أصل 35 فردا هم إجمالي بعثة "خدمات رفح" يشكّلون "خطراً أمنياً" على الدولة العبرية.

وعلى ملعب رفح البلدي على الحدود بين القطاع المحاصر ومصر، يواصل "خدمات رفح" تدريباته اليومية على أمل أن تتراجع السلطات الإسرائيلية عن قرارها وتسمح للفريق بالانتقال إلى الضفة.

وظل أبو رياش (28 عاماً) يتلاعب بالكرة بين أقدامه قائلا لوكالة الأنباء الألمانية بنبرات غاضبة "لقد تلاعبوا (إسرائيل) بمشاعرنا مثلما أتلاعب بالكرة، هذا قرار ظالم ومجحف ويتنافى مع قيم ورسالة كرة القدم حول العالم".

وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين أقيمت على ملعب رفح البلدي جنوب القطاع يوم 30 يونيو/حزيران الماضي، وانتهت 1-1. وكان من المقرر أن يجرى لقاء الإياب في الأول من يوليو/تموز الماضي.

ورغم تحديد الاتحاد الفلسطيني للعبة موعدا جديدا لإقامة المباراة في أغسطس/أب الماضي، فإن قرارا إسرائيليا جديدا حال دون سفر "خدمات رفح" إلى الضفة.

ورفضت محكمة الاحتلال المركزية بالقدس يوم 23 سبتمبر/أيلول التماسا تقدّمت به جمعية "جيشاه-مسلك" الحقوقية الإسرائيلية باسم "خدمات رفح" ضد رفض طلباتهم للحصول على تصاريح دخول الضفة.

‪‬ رغم القيود تعادل المنتخب الفلسطيني مع نظيره السعودي(الألمانية)
‪‬ رغم القيود تعادل المنتخب الفلسطيني مع نظيره السعودي(الألمانية)

وقال إسلام أبو عريضة مدرب "خدمات رفح" إن فريقه تعرض لضربة موجعة جراء ذلك القرار لكنه لم يستسلم ويواصل تدريباته للتتويج ببطولة الدوري المحلي في القطاع الموسم الجديد من أجل خوض تحد جديد أمام بطل الضفة صيف العام المقبل.

وأضاف وهو يصيح على لاعبيه خلال حصة تدريبية على ملعب خماسي أرضيته من النجيل الصناعي "عملنا على تخفيف الأثر النفسي على اللاعبين، ومع مرور الوقت بدأ الفريق يتعافى من صدمة المنع وقد خاض سبع جولات بالدوري الممتاز ويتصدر الجدول حتى الآن".

وتنظم كل عام بطولة الدوري الممتاز وكأس فلسطين في القطاع والضفة وضواحي القدس المحتلة، إذ تجرى قرعة منفصلة لفرق القطاع وأخرى لفرق الضفة وضواحي القدس، ويتقابل الفائزان في ذهاب وإياب لتحديد بطل فلسطين في تلك البطولتين.

وتقام هذه البطولات بهذا النظام لتفادي المنع والإجراءات الأمنية الصارمة التي تتبعها سلطات الاحتلال إزاء تنقل اللاعبين بين الضفة والقطاع الذي تديره منذ 13 عاماً حركة حماس.

واعتبر عضو مجلس الإدارة حذيفة لافي قرارات سلطات الاحتلال المتتالية بمنع فريقه من السفر بأنها "حُمق" وقال "نحن فريق كرة قدم وملتزمون بلوائح وتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)".

وانطلقت التصفيات التمهيدية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وقد تم اختيار "هلال القدس" من الضفة ليكون ممثل فلسطين في تلك البطولة كما تم ترشيحه للبطولة العربية.

ويقول الإعلامي الرياضي علاء شمالي من غزة "الإجراءات الأمنية الإسرائيلية ضد لاعبي كرة القدم في غزة هي نفس الإجراءات المتبعة ضد مليوني فلسطيني يعشون في القطاع المحاصر".

ويضيف شمالي الذي يعمل مراسلا لصحيفة محلية ومحللا رياضيا تلفزيونيا "حتى نحن الإعلاميين الرياضيين ممنوعون من السفر إلى الضفة والمشاركة في تغطية الأحداث الرياضية".

ويشير إلى أنه تقدم بتصريح للسلطات الإسرائيلية من أجل السماح له بالسفر لتغطية مباراة المنتخب ونظيره السعودي في الضفة يوم 15 من الشهر الجاري لكن طلبه قوبل بالرفض.

ويطالب مسؤولون فلسطينيون الفيفا بالضغط على سلطات الاحتلال لتمكين اللاعبين الفلسطينيين والصحفيين الرياضيين من السفر بحرية بين القطاع والضفة.

وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية وصفت الإجراءات الإسرائيلية ضد تنقل لاعبي كرة القدم بالأراضي الفلسطينية بأنها تأتي في إطار سياسة الفصل العنصري.

جمهور الكرة محروم من متابعة بعض المباريات بسبب القيود الإسرائيلية (الأناضول)
جمهور الكرة محروم من متابعة بعض المباريات بسبب القيود الإسرائيلية (الأناضول)

وقال محمد عماد الباحث القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ استمرار السلطات الإسرائيلية بمنع اللاعبين من السفر يمثل خرقًا واضحًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كفل حرية التنقل والمغادرة دون تقييد أو منع.

ويؤكد أنّ كافة الأعراف الدولية تعطي المساحة الكافية للفرق الرياضية بالتنقل بين البلدان للمشاركة في البطولات الرياضية دون قيود أو شروط.

ومع ختام تدريبات "خدمات رفح" صاح أبو رياش على زملائه ورددوا "نحن لاعبو كرة قدم وهدفنا إمتاع الجماهير ونشر المحبة والسلام بين الأوطان، ولا نمثل خطراً على أحد".

المصدر : الألمانية