آل الشيخ بقلب الرياضة المصرية وكلمة السر "المونديال"

تركي أل الشيخ وكرة القدم المصرية (مواقع إلكترونية)
آل الشيخ الرئيس الشرفي للنادي الأهلي (مواقع إلكترونية)
أحمد السباعي-الجزيرة نت

من المعروف أن الإعلام المصري لا ينبس ببنت شفة إلا إذا كان مطلوبا منه تمرير الرسائل للداخل والخارج على حد سواء، وأن يخرج صحفي يدعى محمد الباز ليتحدث عن "خفة دم" ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وينقل عنه حديثا يتعلق بمواجهة مصر والسعودية في مونديال روسيا (وقعا في المجموعة الأولى)، فلا بد من التوقف عنده.

ففي برنامجه "تسعون دقيقة" على قناة المحور، قال الباز نقلا عن ابن سلمان "لو كان وضع المنتخب السعودي جيد في المجموعة مصر تعطينا نقاط المباراة ولو كان العكس، فالسعودية تعطي نقاط المباراة للمنتخب المصري".

ورغم إصرار الإعلامي أن الكلام يأتي في إطار المزاح، غير أن ما يفعله تركي آل شيخ، رئيس الهيئة العليا للرياضة في السعودية والذراع الرياضي التنفيذي لابن سلمان في المشهد الرياضي المصري، يطرح الكثير من علامات الاستفهام ويجعل الحديث عن إمكانية أن تتحول "مزحة ابن سلمان" لواقع ويمنح "منتخب الفراعنة" المباراة "للأخضر".

فالرجل لم يعد ضيفا على المشهد بل أصبح أشهر شخصية في المشهد الرياضي المصري، ولكن كيف بدأت قصة آل الشيخ -المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي السعودي- مع كرة قدم المصرية؟

أول الغيث كان إعلان رئيس النادي الأهلي المصري منح آل الشيخ منصب الرئاسة الشرفية للنادي التي تحولت لرئاسة فعلية بعد تصريحات وإعلان مشاريع ظهر فيها كأنه "ملكي أكثر من الملك"، من بين هذه المشاريع مشروع استثماري ضخم يضم ملعبا كبيرا وناديا صحيا ومستشفى وفندقا، ثم تدخل لمنع انتقال لاعب الأهلي عبد الله السعيد إلى الزمالك ومدد تعاقد مع "نادي القرن" رغم إعلان الزمالك أن اللاعب وقع على كشوفاته، وبعدها أعلن تعاقد الأهلي مع أربعة لاعبين "من العيار الثقيل"، وهذا كله يرافقه تغطية إعلامية مكثفة.

ما جرى جعل الكثير من جماهير الأهلي تتذمر وتتحدث عن تحول الأهلي المصري إلى الأهلي السعودي وأن آل شيخ بات كفيلا للنادي وممولا ومتحدثا باسمه وصاحب القرار، وكان اللافت كشف رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور ليكشف عن "هدية متواضعة" من الرجل للنادي بقيمة مليون دولار.

ولم يحتج وقت منصور كثيرا ليعود إلى الحظيرة عن طريقة مصالحة بين الرجلين تقضي ببقاء السعيد في الأهلي مقابل التعاقد مع أربعة لاعبين نجوم يدفع آل الشيخ ثمن التعاقد معهم، بحسب الإعلامي المصري وليد صلاح الدين.

هذا "الكرم"، يكشف أن آل شيخ لا يدعم النادي الأهلي "حبا به" بل عينه على كرة القدم المصرية بقطبيها الأهلي والزمالك وجماهيرهما.

ولم تقف الأمور هنا، فالرجل يبيع الوهم للمصريين بوعدهم باستضافة كأس العالم، إذ قال إنه سيعمل على وضع خطة رفقة المسؤولين تهدف لأن تكون مصر جاهزة لاستضافة المونديال خلال خمس سنوات.

وكان سبق هذا كله، تنظيم بطولة الألعاب الإلكترونية "بلاي ستيشن" الشهر الجاري على كأس آل الشيخ بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري للعبة وبلغت مجموع الجوائز المادية للفائزين 113 ألف دولار.

وإزاء كل ما تقدم، لا بد من طرح أسئلة حول هذا الموضوع؟

هل ينفذ آل شيخ الكلام الذي ورد على لسان بن سلمان ويضمن تأهل السعودية لثمن نهائي المونديال وبالتالي يقدم ولي العهد نفسه داخليا أنه صاحب الإنجاز؟

هل يحاول آل الشيخ التقرب من اللاعبين المصريين لمحاولة تنفيذ ما قاله ابن سلمان؟

هل يحاول السعوديون تقليد القطريين والإماراتيين في رعاية فرق كبيرة لشرائها لاحقا وتسويق التوجه الجديد للمملكة؟

 من الناحية القانونية، كيف سيتعامل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)  مع هذه التصريحات والأفعال؟

هل آل الشيخ يحاول مراكمة جماهيرية له في أكبر بلد عربي وعن طريق أقصر الطرق لقلبه وعقله، كرة القدم؟.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي