في المغرب.. بطولة كرة قدم للسجناء الأفارقة

مباراة افتتاح البطولة بين المنتخب الوطني المغربي للسجناء والمنتخب النيجيري للسجناء.
المباراة الافتتاحية كانت بين منتخب المغرب للسجناء ونظيره النيجيري (الجزيرة نت)

عزيزة بوعلام-الرباط

على إيقاع أنغام ورقصات موسيقية، انطلقت المباراة الافتتاحية لـ"بطولة أفريقيا لكرة القدم المصغرة"، للنزلاء بسجون المغرب، تزامنا مع بطولة أفريقيا للمحليين التي تستضيفها البلاد (شان). لحظة مؤثرة ومعبرة عن تجربة إنسانية. يرى المنظمون للتظاهرة أنها قادرة على تفجير طاقات ومواهب قد تكون ضلت طريقها خارج أسوار السجن.

وفي فضاء ملعب مركز الإصلاح والتهذيب بالدار البيضاء -الذي احتضن افتتاح البطولة الأسبوع الماضي- تنافس المنتخب الوطني المغربي للسجناء ونظيره النيجيري. ليكون أول سجن بالمغرب يرسم فيه نزلاء موهوبون في رياضة كرة القدم حلما وراء الأسوار، قد يكون بسيطا لدى البعض لكنه يعادل الحياة لهؤلاء الذين شاءت الأقدار أن تقيد حريتهم.

وعلى مدى تسعين دقيقة، تنافس المنتخبان بحماس، وقدم اللاعبون مهارات فردية ولمسات سحرية، أمتعت جمهور السجناء الذين أخرجتهم هذه الاحتفالية من زنازين الاعتقال الضيقة إلى فضاء فسيح داخل أسوار السجن.

undefined

وجرت مباريات مماثلة في ثلاثة سجون أخرى بمدن مراكش (جنوب) وطنجة (شمال) وأغادير (جنوب)، فتحت أبوابها لاحتضان منافسات هذه البطولة إلى مطلع الشهر المقبل.

ويشارك في هذا (الشان) المصغر -تنظمه الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج (حكومية) بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم- 12 فريقا يمثلون دول غينيا، ساحل العاج، نيجيريا، الكاميرون، غانا، مالي، غينيا كوناكري، السنغال، غينيا بيساو، الجزائر، تونس، إضافة إلى المغرب.

مواهب كروية
وتأتي التظاهرة، برأي مصطفى الفراخي -مدير العمل الاجتماعي لفائدة السجناء وإعادة دمجهم- في إطار الاهتمام بالنزلاء الأفارقة، وتمكينهم من الانخراط في هذا العرس الكروي من خلال منافسة ما يقارب من مئة نزيل.

وأوضح الفراخي للجزيرة نت أن البطولة امتداد لمجموعة من برامج إدارة السجون في ميادين التربية والتكوين المهني والصحة والأنشطة الثقافية والرياضية، التي يشارك فيها السجناء الأفارقة إلى جانب السجناء المغاربة.

ويمثل السجناء الأفارقة المتحدرين من دول جنوب الصحراء تحديدا، أكثر من 411 من أصل حوالي 1145 سجينا أجنبيا، بحسب تقرير سابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان (غير حكومية) حول وضعية المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء في السجون المغربية.

undefined

واعتبر ناصر لاركيط المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن "الغاية من المباريات تشجيع السجناء ورد الاعتبار النفسي لهم". واعتبر أن هذه التجربة "تحفز بعض النزلاء لكي يمارسوا كرة القدم بعد خروجهم من السجن".

احساس بالانتماء
وتحدث لاركيط عن اهتمام الجامعة بمتابعة المباريات داخل السجون من خلال 12 مدربا، لتقييم مستوى اللاعبين والنظر في إمكانية انتقاء المواهب الكروية من اللاعبين مستقبلا".

وتماشيا مع هذا المسعى، اعتبر سعيد بنيس أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس في الرباط، أن المبادرة يمكنها أن تخلق عالما موازيا للنزلاء، واستراتيجية بديلة عبر سلوكيات تعويضية تدفع للإدماج بشكل غير مباشر داخل الأسوار.

undefined

وفي خضم ذلك، قال بنيس إن المقابلات ستعمل على إذكاء الشعور الوطني والإحساس بالانتماء لدى النزلاء لا سيما المغتربين منهم. وهذا الشعور – برأيه- يمكنه أن يهذب سلوك السجين.

المصدر : الجزيرة