بالستينو تشيلي بالضفة ويسعى لزيارة غزة

منذ ولادته قبل خمسة عقود، تمكن خورخيه الصباغ المواطن التشيلي من أصل فلسطيني من زيارة وطنه الأم مرات معدودة، لكن شعوره كان مختلفا عندما وصل رام الله الاثنين برفقة لاعبي نادي "بالستينو تشيلي" فريق كرة القدم الأبرز للجالية الفلسطينية في تشيلي وأميركا الجنوبية.

وحلّ الصباغ وأربعون لاعبا وعضوا في النادي -الذي يعود تأسيسه على يد لاجئين فلسطينيين بتشيلي عام 1920- ضيفا على الأسرة الرياضية الفلسطينية في زيارة وصفت بالتاريخية وتستمر أسبوعا في محافظات الضفة الغربية.

ووصل الفريق بعد ظهر الاثنين متأخرا عدة ساعات بعد أن أعاقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول بعض أعضائه على جسر الكرامة الفاصل بين الضفة الغربية والأردن، وهذه هي الزيارة الثانية له منذ قدومه أول مرة عام 2009.

جسر تواصل
وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب إن هذه الزيارة ستبني جسرا للتواصل بين النادي الذي يحمل اسم فلسطين وعلمها في تشيلي وبين شعبه في الوطن.
 

وقال الرجوب -في مؤتمر صحفي عقب استقبال الفريق في رام الله الاثنين- إن بالستينو ساهم على مدار عقود في تشكيل وعي الفلسطينيين في أميركا الجنوبية حول قضيتهم، وعرف بها في الكثير من المنابر والمنصات الرياضية في العالم.

وكشف عن سعي الاتحاد إلى ترتيب زيارة للفريق إلى قطاع غزة ليكون أول فريق يكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، دون أن يحدد موعدا لذلك. وقال الرجوب إن الرياضة ستستمر كونها عنصر وحدة للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده بفلسطين التاريخية وخارجها.
 
ويسعى الاتحاد الفلسطيني للاستفادة من المستوى الرياضي المتقدم لفريق بالستينو، وذلك من خلال مباريتين ودتين سيخوضها مع المنتخب الوطني على ملعب نابلس الدولي، وأمام فريق من نجوم أندية الخليل على ملعب الحسين بن علي بمدينة الخليل، وذلك بتنظيم من اتحاد كرة القدم ونادي أهلي الخليل الذي وقع سابقا اتفاقية توأمة مع بالستينو.
 
علم فلسطين
ومن جهته، عبر نائب رئيس بالستينو تشيلي خورخيه الصباغ عن سعادته ولاعبيه لوصولهم إلى "الوطن الأم" وقال للجزيرة نت إن الفريق رفع علم فلسطين في كل المباريات التي يخوضها بدول أميركا الجنوبية خاصة.

وكان بالستينو قد واجه قبل عامين هجمة شديدة من مجموعات يهودية في تشيلي بعد ارتداء لاعبيه قمصانا حملت خارطة فلسطين التاريخية وألوان العلم الفلسطيني، الأمر الذي اعتبره رئيس التكتل اليهودي خيراردو غورودشر "تصديرا للنزاع من الشرق الأوسط إلى تشيلي".
 
وقال الصباغ -الذي ولد في تشيلي لأب وأم ينحدران من مدينة بيت لحم الفلسطينية- إن الفريق استطاع رغم تلك الهجمة الحفاظ على علم فلسطين على سواعد لاعبيه "وستستمر فلسطين قضيته وهويته التي يناضل لأجلها".
 
ويعيش في تشيلي أكثر من 350 ألف فلسطيني في أكبر وأقوى جالية لهم خارج العالم العربي، وقال الصباغ إن الفريق أراد الانتقال إلى وطنه لتوثيق العلاقة معه ومع الفرق الفلسطينية المحلية.
 
لكن الفريق الذي وصل رام الله عبر العديد من الحواجز الإسرائيلية، لن يكون بمقدوره التحرك خارج مناطق الضفة أو التوجه إلى القدس والأراضي المحتلة عام 1948 بسبب القيود الإسرائيلية، رغم أن العديد من أعضائه ينحدرون من عائلات تمتد على مناطق فلسطين التاريخية.
 
ويرافق الفريق اللاعب شادي شعبان من مدينة عكا المحتلة عام 1948 والذي انضم للعب في صفوفه منذ ستة شهور. وقال إن النادي يمثل كل الفلسطينيين في تشيلي خاصة وأميركا الجنوبية عامة ويرفع علمهم وينقل قضيتهم على نطاق واسع.
 
وذكر شعبان أن "مباراة واحدة لهذا الفريق في تشيلي كفيلة بأن تقلب المشهد وكأنها لعبة في الخليل أو رام الله أو بيت لحم، نظرا للجمهور الفلسطيني والعربي والأعلام الحاضرة فيها والأغاني العربية التي تتردد هناك".
 
وفريق بالستينو الذي يلعب بدوري الدرجة الأولى وصل هذا العام إلى ربع نهائي كأس "سودا أميركانا" وهي أضخم بطولة لأندية أميركا اللاتينية، بينما تمكن من الفوز ببطولتي الدوري عامي 1955 و1978.