بعد الفن.. سيتي كلوب نادي "السي سي" لعسكرة الرياضة المصرية

نادي سيتي كلوب
ملعب كرة القدم في فرع نادي سيتي كلوب بمدينة أسوان (مواقع التواصل)

خالد المصري-القاهرة

بدأ نادي سيتي كلوب أحد فروع شركة استادات التابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية الخطوات الفعلية لبناء سلسلة فروعه في أنحاء جمهورية مصر العربية، للسيطرة على سوق الأندية وعسكرة الرياضة.

ورصدت الشركة برئاسة محمد كامل -وهو الرئيس السابق لشركة بريزنتيشن المسؤولة أيضا عن تسويق الكرة المصرية والتابعة للمخابرات- نحو نصف مليار جنيه مصري (31.8 مليون دولار)، لتطوير الأراضي والأندية التي استحوذت عليها بالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة في 15 مدينة بمختلف محافظات مصر، لإخراج النادي الوليد إلى النور.

وأعلنت الشركة أن افتتاح أول خمسة أفرع للنادي سيتم في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فيما ستفتتح باقي الفروع بعدها بعامين في 2022.

الهدف من إنشاء الشركة
وكشف مصدر من داخل شركة استادات للجزيرة نت أن الأهداف الحقيقية للشركة تتمثل في محورين، الأول وهو هدف مادي وربحي، حيث سيتم تحصيل اشتراكات مالية من الأسر الكثيرة التي ترغب في الاستفادة من المشروع.

وقال المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- إن فروع سيتي كلوب ستستحوذ على معظم الملاعب القانونية والخماسية المفتوحة مجانا للشباب، وذلك بالتعاون مع ملاعب وزارة الشباب والرياضة تحت شعار تطوير الرياضة، مما سيحرم شريحة كبيرة من الشباب المصريين -الذين لن يستطيعوا دفع اشتراكات مالية كبيرة لدخول الملاعب- من متنفس رياضي مهم في حياتهم، وفي المقابل ستدر هذه الملاعب أموالا ضخمة على الشركة.

وبسؤاله عن نيتهم تأسيس فريق لكرة القدم يقتحم الدوري الممتاز المحلي، قال المصدر إن "هذا سابق لأوانه لأن هذا الفريق يحتاج إلى أن يلعب في الدرجة الرابعة أولا ويتدرج حتى يصل للدوري الممتاز، ونحن لسنا مثل بيراميدز الذي اشترى بالفعل ناديا يلعب في الدوري الممتاز".

الولاء للسيسي
وفي سياق متصل، كشف مصدر أمني (رفض نشر اسمه) للجزيرة نت خطة الدولة في السيطرة على السوق الرياضي من خلال نادي سيتي كلوب المملوك للمخابرات.

وقال إن الدولة تهدف إلى "عسكرة الرياضة" كما حدث مع الفن باحتكار شركة "سينرجي" التابعة للمخابرات سوق الإنتاج، وتوجيه المشاهد المصري نحو فكر واحد هو فكر السيسي فقط.

وأضاف أنه كما حدث في سوق الفن سيتم تكراره في الرياضة من خلال النادي الوليد، حيث ستجتذب السلسلة الأطفال والناشئين الذين يرغبون في ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة، وهناك سيتم التأثير على أفكارهم ومعتقداتهم منذ الصغر، وتوجيهها نحو الولاء للسيسي ونظامه فقط.

وتابع المصدر الأمني أنه سيتم ترسيخ فكرة أن السيسي هو حامي مصر ومنقذها وبطل الأبطال، وأن من يخالف هذا الرأي خائن، وذلك من خلال محاضرات موضوعة بأسلوب علمي لـ"غسل أفكارهم".

وأوضح المصدر أن اختيار اسم النادي ليس عبثيا، حيث تبدأ الكلمتان باللغة الإنجليزية بحرف "السي"، مما سيجعله ينطق اختصارا في المستقبل باسم نادي "السي سي".

قطع الطريق على ساويرس
وكشف المصدر الأمني أيضا أن هذا المشروع كان مؤجلا وليس مطروحا على الساحة الآن، خاصة أن الدولة تسيطر بالفعل على السوق الرياضي، ولكن عجل بظهوره شروع الملياردير المصري نجيب ساويرس في إطلاق مجموعة "زد" للخدمات الرياضية، حيث استقر على بناء ناد يحمل نفس الاسم في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة ليكون نواة لسلسلة أندية على مستوى الجمهورية.

وقال المصدر إن ساويرس كان يرغب في دخول السوق الرياضي بقوة بعد خسائر بريزنتيشن، حيث يرى الملياردير المصري أن هناك سوء إدارة واضحا، وأنه يستطيع تحويل هذه الخسائر إلى مكاسب ضخمة ولكن الدولة أحبطت مشروعه بسلسلة سيتي كلوب.

المصدر : الجزيرة