صراع درجال ومسعود.. هل ينقذ الكرة العراقية أم يدمرها؟

مقر اتحاد الكرة

سلام زيدان-بغداد

صراع كبير تشهده الكرة العراقية، أطرافه اتحاد الكرة الحالي برئاسة عبد الخالق مسعود وعدد من نجوم الكرة السابقين يقودهم عدنان درجال، من أجل إعادة هيكلة "جمهورية كرة القدم".

بدأ الصراع بعد إبعاد اللاعب السابق عدنان درجال وجبهته التي تضم نشأت أكرم ونعيم صدام عن الترشح لرئاسة وعضوية اتحاد الكرة في الانتخابات التي جرت العام الماضي، بحجة مخالفتهم النظام الداخلي للاتحاد، مما دفعهم لتقديم شكاوى إلى القضاء العراقي ومحكمة التحكيم الرياضي (كاس).

ويواجه اتحاد الكرة حاليا قضيتين أمام القضاء العراقي ومحكمة كاس، تتعلق بتزوير النظام الداخلي وتزوير أوراق ترشح عدنان درجال لرئاسة اتحاد الكرة وإقصائه من الترشح لمنصب رئيس الاتحاد.

وتحدثت وسائل إعلام محلية خلال اليومين الماضيين عن توصل رئيس اتحاد الكرة الحالي عبد الخالق مسعود وصاحب الشكوى عدنان درجال إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية من رئيس اتحاد الكرة القطري لكرة القدم حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني.

وجرى الاتفاق بين الطرفين على تقديم اتحاد الكرة استقالته وتشكيل هيئة مؤقتة لإجراء انتخابات جديدة خلال 45 يوما، مقابل سحب الدعاوى القضائية.

 

جماهير الكرة في العراق يترقبون مآل الصراع في اتحاد الكرة (الأناضول)
جماهير الكرة في العراق يترقبون مآل الصراع في اتحاد الكرة (الأناضول)

غير أن تسوية الخلاف لا تبدو قريبة بسبب الانقسام القائم في اتحاد الكرة، إذ رفض معظم أعضائه تقديم الاستقالة وفضلوا انتظار قرار المحكمة لأنهم غير معنيين بقضية التزوير.

وفي حال عدم سحب الدعوى يمكن أن تدين المحكمة رئيس الاتحاد ونائبه، إضافة إلى ثلاثة متهمين آخرين، وهو ما سيؤدي إلى إلغاء الانتخابات السابقة وإجراء انتخابات جديدة بإشراف من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وقال عضو اتحاد الكرة كامل زغير للجزيرة نت إن "غالبية أعضاء اتحاد الكرة يفضلون حل المشاكل عبر الإجراءات القانونية وليس بالاتفاقات الثنائية التي تجري مع أطراف في اتحاد الكرة دون أي موافقة من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد".

وأكد أن "الهيئة العامة الجهة الوحيدة المسؤولة عن اتحاد الكرة، لأنها أعطتنا الشرعية لممارسة أعمالنا كأعضاء في اتحاد الكرة، ولا يحق لأي شخص اتخاذ القرار بدلا عن أعضاء الاتحاد"، مستبعدا تعرض الكرة العراقية لعقوبات بسبب هذا الصراع.

ويتخوف المتابعون من تأثر المنتخب العراقي بالصراع الدائر وتراجع أدائه خلال مشواره الحالي بالتصفيات المشتركة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023.

من جانبه، لا يتوقع الصحفي الرياضي علي نوري عواقب وخيمة على الكرة العراقية في حال قررت محكمة "كاس" إجراء انتخابات جديدة، واعتبر أن تلك الانتخابات ستساهم في إنقاذ الكرة في العراق من "التخبط والعشوائية".

وقال نوري للجزيرة نت إن تغيير الاتحاد الحالي سينعكس إيجابا على المنتخبات العراقية والأندية، مؤكدا أن "اتحاد الكرة الحالي قام بعملية التزوير وإخفاء وثيقة رسمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم تؤكد صحة ترشيح عدنان درجال".

واعتبر أن "الاتفاق الذي جرى بين اتحاد الكرة وعدنان درجال يتمثل بالتنازل عن حقه الشخصي وليس الحق العام مقابل استقالة جماعية لاتحاد الكرة"، مشيرا إلى أن "العملية الانتخابية للاتحاد الحالي شابها الكثير من الضبابية، والدليل الإجراءات المتخذة من قبل القضاء العراقي ومحكمة كاس".

الجمهور العراقي متخوف من تأثر المنتخب بالصراع الحالي وتراجع مستواه في تصفيات مونديال 2022 (رويترز)
الجمهور العراقي متخوف من تأثر المنتخب بالصراع الحالي وتراجع مستواه في تصفيات مونديال 2022 (رويترز)

وأكد نوري أن "تسوية القضية بين الطرفين قد تجنب اتحاد الكرة وبعض الموظفين فيه القرارات التي سيصدرها القضاء العراقي ولجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي بالحرمان من ممارسة العمل الإداري مدى الحياة".

وأشار نوري إلى أن عدم تقديم اتحاد الكرة استقالته الجماعية سيدفع عدنان درجال للمضي قدما في شكواه ضد الاتحاد الحالي.

من جهته، قال مسؤول قسم الرياضة في وكالة السومرية نيوز محمد خليل إن درجال سجل سابقة في تاريخ اتحاد الكرة العراقي، ولم يسبق لأحد أن واجه الاتحاد كما يفعل الآن النجم الدولي السابق، وفق قوله.

واعتبر خليل في حديث للجزيرة نت أن "درجال ورغم كونه الطرف الأقوى في صراعه مع الاتحاد، فإنه يحاول أن يحسم الأمر بالحوار بعيدا عن المحاكم من خلال وضع شروط، من بينها استقالة أعضاء الاتحاد وإجراء انتخابات جديدة".

المصدر : الجزيرة